هل وجد كوتينيو المكان المناسب لقدراته في أستون فيلا؟

اللاعب البرازيلي لم يسطع بريقه مع الأندية الكبرى لكن جيرارد ما زال يؤمن بموهبته وإمكاناته

كوتينيو يختتم ثلاثية أستون فيلا في شباك ليدز يونايتد (رويترز)
كوتينيو يختتم ثلاثية أستون فيلا في شباك ليدز يونايتد (رويترز)
TT
20

هل وجد كوتينيو المكان المناسب لقدراته في أستون فيلا؟

كوتينيو يختتم ثلاثية أستون فيلا في شباك ليدز يونايتد (رويترز)
كوتينيو يختتم ثلاثية أستون فيلا في شباك ليدز يونايتد (رويترز)

منذ أن انضم فيليب كوتينيو إلى أستون فيلا، سجل أربعة أهداف وصنع ثلاثة أهداف أخرى. وكان الفوز على ليدز يونايتد بثلاثية نظيفة في مباراة مؤجلة من المرحلة 20 - قبل الخسارة أمام مضيفه وستهام الأحد الماضي - يعني فوز أستون فيلا في ثلاث مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى منذ بداية الموسم الماضي. هناك شعور حقيقي بالزخم في أستون فيلا الآن، ولا يتعلق الأمر بالنتائج فقط. ويمكن القول إن كوتينيو، بصرف النظر عن مساهمته المباشرة في الأهداف، لاعب من طراز رفيع ومن نوعية اللاعبين الذين يؤدي وجودهم إلى إقناع المشجعين، وحتى اللاعبين الآخرين، بأن النادي يسير في الاتجاه الصحيح. ويأخذنا هذا إلى طرح السؤال التالي: ما الذي يفعله كوتينيو مع أستون فيلا؟
ربما تكون هذه مسألة اقتصادية إلى حد كبير، فبينما تتراجع بقية الأندية الأوروبية بسبب التأثير الاقتصادي لوباء «كورونا»، يستمر توسع الدوري الإنجليزي الممتاز بلا هوادة. وبالتالي، أصبح بإمكان الأندية الإنجليزية المتوسطة التعاقد مع اللاعبين الذين لا يستطيع التعاقد معهم سوى عدد قليل للغاية من الأندية الأخرى خارج إنجلترا. لكن الأمر أيضاً متجذر في الأفكار الحديثة حول ما يجب أن يكون عليه اللاعب ذو العقلية الهجومية، إذ لم يعد الإبداع وحده كافياً، وكوتينيو ليس من نوعية اللاعبين الذين يجيدون الضغط على لاعبي الفريق المنافس. وهناك مشكلة أخرى تتعلق بكوتينيو وهي أنه لا يمكنه تقديم مستويات ثابتة لمدة طويلة، والدليل على ذلك أنه حتى خلال الفترة القصيرة التي قضاها مع أستون فيلا ظهر بمستوى سيئ للغاية في إحدى المباريات، وهي المباراة التي فاز فيها الفريق على إيفرتون. ويواجه بعض اللاعبين البارزين – مثل كوتينيو – معضلة أخرى تتمثل في أن أندية النخبة فقط هي التي تستطيع التعاقد معهم نظراً لرواتبهم العالية، لكن الطريقة التي يلعبون بها لا تجعل معظم هذه الأندية قادرة على الاعتماد عليهم في التشكيلة الأساسية.

هل يستطيع جيرارد استعادة بريق كوتينيو؟ (رويترز)

وفي سيرته الذاتية الثانية، التي نُشرت في عام 2015 بعد انتقاله إلى الدوري الأميركي للمحترفين، أخبر ستيفن جيرارد ليفربول بـ«ضرورة الاحتفاظ بفيليب»، قائلاً إنه يمكن أن يصبح «الرجل الرئيسي لليفربول ولاعباً بارزاً في كرة القدم العالمية». لكن في المباراة الأخيرة التي لعبها جيرارد مع كوتينيو، خسر ليفربول أمام ستوك سيتي بستة أهداف مقابل هدف وحيد. ويجب الإشارة إلى أن مسيرة كوتينيو الكروية مليئة بخيبات الأمل الكبيرة، مثل هزيمة ليفربول أمام إشبيلية بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، وهزيمة برشلونة أمام ليفربول على ملعب «آنفيلد» برباعية نظيفة، وهزيمة البرازيل أمام بلجيكا بهدفين مقابل هدف وحيد.
وبعد شهرين من إصدار السيرة الذاتية لجيرارد، تولى يورغن كلوب القيادة الفنية لليفربول خلفاً لبريندان رودجرز، وكان هناك اعتقاد بأن كوتينيو لا يناسب طريقة اللعب التي يعتمد عليها كلوب، لكن اللاعب البرازيلي بدأ يتكيف بشكل جيد للغاية. وبعد عام واحد من وصول كلوب إلى ملعب «آنفيلد»، وضع برشلونة كوتينيو هدفاً أساسياً يسعى للتعاقد معه، حيث وصفته صحيفة سبورت الكتالونية بـ«الهدف كوتينيو». وبالتالي، لم يعد كوتينيو مجرد لاعب كرة قدم، لكنه تحول إلى أداة في لعبة أوسع من علاقات القوة بين الأندية الكبرى. ومنذ ذلك الحين، لم تعد الأمور كما كانت عليه من قبل بالنسبة لكوتينيو.
وقع اللاعب البرازيلي عقداً جديداً مع ليفربول في يناير (كانون الثاني) 2017، وهو مثال آخر على تحركات ليفربول الذكية في سوق الانتقالات، لأن النادي الإنجليزي كان يفكر بطريقة أنه إذا لم يكن قادراً على الاحتفاظ بخدماته فيتعين عليه إذاً أن يحصل على مقابل مادي كبير من بيعه. وبالفعل، حدث ذلك في فترة الانتقالات الشتوية التالية، بسبب حالة اليأس التي كان يعيشها نادي برشلونة بعد رحيل نجمه البرازيلي نيمار إلى باريس سان جيرمان.
لقد شعر برشلونة بأنه تعرض للإذلال عندما فقد نجمه البرازيلي، وبالتالي كان بحاجة إلى التعاقد مع لاعب برازيلي آخر. كان أداء كوتينيو قد بدأ يمر بمرحلة من التذبذب وعدم الثبات بسبب تعرضه لإصابة في الظهر، لكن ليفربول تفاوض بشكل ذكي للغاية ونجح في الحصول على مقابل مادي يصل إلى 120 مليون يورو، مع إمكانية إضافة 40 مليون يورو أخرى في شكل حوافز إضافية. وقد أسهم ذلك إلى حد كبير في تمويل صفقتي التعاقد مع فيرجيل فان دايك وأليسون بيكر. وبالتالي، كان ليفربول هو المستفيد الأكبر من صفقة انتقال نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان.
لكن كوتينيو لم يستقر قط في برشلونة. لقد أظهر اللاعب البرازيلي في أول مشاركة له مع برشلونة – أمام إسبانيول في كأس ملك إسبانيا – كل مهاراته وفنياته الهائلة، واحتفل مع الجماهير التي كانت متحمسة لرؤية بطل جديد، لكن سرعان ما اتضح أنه لن يكون نيمار الجديد أو أندريس إنييستا الجديد، بل اتضح أنه ليس اللاعب الذي يحتاج إليه برشلونة بكل بساطة. لقد كان خط وسط برشلونة يعاني من تقدم أعمار لاعبيه، وبالتالي لم يكن بحاجة إلى لاعب جديد لا يقوم بأدواره الدفاعية كما ينبغي. وانخفض معدل استخلاصه للكرات، الذي يعد مؤشراً واضحاً على كيفية ضغطه على لاعبي الفريق المنافس، إلى النصف، ليصل إلى 0.9 في المباراة في أول موسم كامل له في ملعب «كامب نو».
وكانت المباريات الحاسمة في ذلك الموسم هي ذهاب وإياب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا ضد ليفربول، وتم استبداله بعد مرور 60 دقيقة في كل منهما، وتعرض للسخرية والانتقادات في كلتا المباراتين: من قبل مشجعي برشلونة الذين بدأوا يرون أنه يعد رمزاً لمشكلات النادي، ومن قبل مشجعي ليفربول وهم يستمتعون بأن اللاعب الذي هجرهم كان يلعب في صفوف الفريق الذي حققوا أمامه عودة (ريمونتادا) تاريخية. وبالتالي، لا بد أن كوتينيو قد شعر آنذاك بأنه قد اتخذ قراراً خاطئاً عندما رحل عن ليفربول.
وبعد ذلك، أُعير اللاعب البرازيلي إلى بايرن ميونيخ، وأظهر أفضل ما لديه هناك – أحرز ثلاثة أهداف في مرمى فيردر بريمن، وقدم أداء رائعاً أمام بادربورن، وسجل هدفين في المباراة التاريخية التي سحق فيها برشلونة بثمانية أهداف مقابل هدفين - لكن بمجرد أن حل هانسي فليك، الذي يعتمد على طريقة الضغط العالي على الخصم، محل نيكو كوفاتش على رأس القيادة الفنية لبايرن ميونيخ، قرر النادي الألماني عدم التعاقد مع كوتينيو بشكل دائم. لذلك عاد إلى برشلونة، ووجد نفسه خلف بيدري، البالغ من العمر 18 عاماً، في خيارات اللاعبين في خط الوسط، ثم تعرض لإصابة في الركبة تطلبت خضوعه لعملية جراحية.
يبلغ كوتينيو من العمر 29 عاماً، ويجب أن يكون في قمة عطائه الكروي، لكنه لم يعد مناسباً لأي نادٍ. إنه يمتلك القدرات التي تؤهله للعب في أكبر الأندية ويحصل على راتب كبير لا يتحمله سوى أكبر الأندية، لكنه لا يجيد الضغط على لاعبي الفرق المنافسة، وهي الطريقة التي تعتمد عليها معظم الأندية الكبرى الآن. وفي ظل تداعيات وباء «كورونا» على الأوضاع المالية للأندية في جميع أنحاء أوروبا، لم يستطع أحد تحمل راتبه الضخم.
انتهى الأمر ببرشلونة بالتخلص من راتبه الضخم البالغ 20 مليون يورو سنوياً حتى يتمكن من تسجيل فيران توريس في قائمته مع الالتزام بسقف رواتب الدوري الإسباني الممتاز. ويقال إن كوتينيو، الذي يرغب بشدة في العودة إلى قائمة منتخب البرازيل في كأس العالم المقبلة، وافق على خفض راتبه بنسبة 35 في المائة. كانت هناك حالة من الجدل بشأن ما إذا كان أستون فيلا بحاجة إلى خدمات كوتينيو، لكن من الواضح أن جيرارد - المدرب الحالي لفيلا - لا يزال يؤمن بإمكاناته وبأنه أحد اللاعبين القادرين على إضفاء المتعة على كرة القدم - وهي سمة ليست مهمة بالنسبة لفريق يحتل مركزاً متوسطاً في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن لا يمكن الاعتماد على عامل المتعة وحده، كما وجد إيفرتون مع خاميس رودريغيز.
لقد وصل معدل استخلاص كوتينيو للكرات الآن إلى 1.0 لكل مباراة، أي أقل بنسبة 70 في المائة من معدل استخلاص جاك غريليش – اللاعب الذي يبدو أنه بديله الطبيعي في الفريق - للكرات في آخر مواسمه مع أستون فيلا. لم يتمكن كوتينيو من حجز مكان في التشكيلة الأساسية لبرشلونة أو بايرن ميونيخ، لكنه ربما يكون اللاعب الذي يمكن لجيرارد أن يبني أستون فيلا من حوله، وهو الأمر الذي يبرز قدرات هذا اللاعب ويعوضه عن الفترات الصعبة التي عاشها مؤخراً. وربما يكون هذا هو المستوى المناسب للاعب بهذه القدرات في كرة القدم الحديثة. وربما وجد كوتينيو أخيراً، بعد أربع سنوات من التخبط، نادياً مناسباً له!



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.