«الوزراء» السعودي يشدد على الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن والخليج للحد من سلوك إيران التخريبي

أكد تمسك الممكلة بإجراءاتها لحماية مقدراتها ومكتسباتها

خادم الحرمين الشريفين لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)
TT

«الوزراء» السعودي يشدد على الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن والخليج للحد من سلوك إيران التخريبي

خادم الحرمين الشريفين لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)

تطرق مجلس الوزراء السعودي إلى مخرجات لقاءات الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأميركية، وما جرى خلالها من الإعلان عن وضع رؤية دفاعية مشتركة في المنطقة لردع التهديدات الجوية والصاروخية والبحرية، وإدانة سلوك إيران التخريبي ودعمها للتنظيمات والجماعات الإرهابية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.
جاء ذلك خلال الجلسة التي عقدها المجلس في قصر اليمامة بالرياض، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث استعرض المجلس، جملة من التقارير حول مستجدات الأحداث وتطوراتها على مختلف الساحات، مقدراً ما عبّرت عنه الدول والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية، من تنديد واستنكار للاعتداء الجبان الذي استهدف مصفاة تكرير البترول بالرياض، وتأييدٍ للإجراءات التي تتخذها المملكة لحماية مقدراتها ومكتسباتها، وبما يحفظ أمن الطاقة العالمي.
وجدّد المجلس، في هذا السياق، التأكيد أن تلك الأعمال الإرهابية والتخريبية، التي تَكرر ارتكابها ضد المنشآت الحيوية والأعيان المدنية، لا تستهدف المملكة وحدها، بل أمن واستقرار إمدادات الطاقة بشكل أوسع، والتأثير سلباً على الاقتصاد العالمي، داعياً دول العالم ومنظماته للوقوف ضدها، والتصدي لجميع الجهات التي تنفذها أو تدعمها.
كما عبّر عن إدانة بلاده واستنكارها للهجوم الصاروخي الذي استهدف مدينة أربيل في إقليم كردستان، وتأكيد التضامن والوقوف إلى جانب العراق فيما يتخذه من إجراءات لحماية أمنه واستقراره، ورفض أشكال العنف والتطرف والإرهاب كافة.
من جانب آخر، أطلع خادم الحرمين الشريفين، المجلس على فحوى المباحثات مع أخيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للسعودية، وما اشتملت عليه من استعراض العلاقات التاريخية الراسخة، وسبل تطويرها وتنميتها في المجالات كافة؛ بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وتأكيد وحدة الموقف تجاه القضايا والتطورات الإقليمية والدولية. كما تناول المجلس مجمل المحادثات التي جرت بين مسؤولين في السعودية ونظرائهم في عددٍ من الدول خلال الأيام الماضية، الرامية لتعزيز أواصر التعاون والعمل المشترك في شتى الأصعدة، ومنها نتائج اجتماعات اللجنة السعودية - الكينية، وأعمال منتدى الاستثمار السعودي - اليوناني الذي سلّط الضوء على الإمكانات الاستثمارية والفرص المتاحة في البلدين.
وأوضح الدكتور عصام بن سعد بن سعيد، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء وزير الإعلام بالنيابة لوكالة الأنباء السعودية، أن المجلس بارك إطلاق ولي العهد استراتيجية صندوق التنمية الوطني الهادفة إلى دعم التنمية المستدامة للقطاعات الاقتصادية في المملكة، وبما حققه معرض الدفاع العالمي 2022 الذي أُقيم في مدينة الرياض، من مكاسب محلية ودولية لدعم التعاون والابتكار وبناء شراكات نوعية في مجال الصناعات الدفاعية والأمنية.
ولدى استعراضه التوصيات الصادرة عن الملتقى العلمي الحادي والعشرين لأبحاث الحج والعمرة، أكد المجلس اعتزاز السعودية بِخِدمة الحرمين الشرِيفين وقاصديهما، وتسخير الإمكانيات كافة للعناية بضيُوفِ الرحمَن على أكمل وجه، بما في ذلك مجالات التحوُل الرَقمي ذات الصلة بالخدمات المقدمة لهم.
كما عدّ المجلس انتخاب المملكة رئيساً للمجلس التنفيذي في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، امتداداً للإنجازات التي حققتها على مستوى العمل التشاركي في المنظمات الدولية، ودورها الحيوي وجهودها في التعامل مع معطيات الأحداث الدولية في هذا المجال.
واتخذ المجلس عدداً من القرارات، منها الموافقة على مذكرة تفاهم للتعاون الفني بين وزارة الداخلية في السعودية ومنظمة الأمم المتحدة، وتفويض وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، أو من ينيبه، بالتباحث مع الجانب الأوزبكستاني بشأن مشروع مذكرة تفاهم بين وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية ولجنة الشؤون الدينية التابعة لمجلس وزراء أوزبكستان في مجال الشؤون الإسلامية.
وكذلك قرر مجلس الوزراء تفويض وزير السياحة، أو من يُنيبه، بالتباحث مع الجانب الباربادوسي بشأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السياحة بين وزارة السياحة في السعودية ووزارة السياحة والنقل الدولي في باربادوس، وتفويض وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، أو من ينيبه، بالتباحث مع الجانب الهندي في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في السعودية، والمعهد الوطني لتكنولوجيا المحيطات في الهند في مجال تحلية مياه البحر.
وتفويض وزير الصحة، أو من ينيبه، بالتباحث مع الجانب البحريني في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة في السعودية ووزارة الصحة في البحرين للتعاون في المجالات الصحية.
كما وافق المجلس على قرار مجلس جامعة الدول العربية القاضي بتعديل الفقرة (1) من المادة 45 من الميثاق العربي لحقوق الإنسان، المتعلقة بأن تنشأ بموجب الميثاق لجنة تسمى لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان، والموافقة على تعديل تنظيم مجلس شؤون الأسرة، الصادر بقرار مجلس الوزراء: 443 وتاريخ 20- 4- 1437ه، ومن ذلك ربط المجلس تنظيمياً بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وتمتعه بالاستقلال المالي والإداري، واعتماد الحسابات الختامية للمركز السعودي للاعتماد، والمؤسسة العامة للحبوب، والبرنامج الوطني لتنمية قطاع تقنية المعلومات، والهيئة العامة للإحصاء، وصندوق تنمية الموارد البشرية، لعامين ماليين سابقين. والموافقة على ترقيات للمرتبتين الخامسة عشرة والرابعة عشرة، وتعيين على وظيفة سفير.
واطلع مجلس الوزراء على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقارير سنوية لهيئة تنمية الصادرات السعودية، والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية «الملغاة»، وهيئة تطوير منطقة حائل، واتخذ ما يلزم حيال تلك الموضوعات.


مقالات ذات صلة

السعودية تُرحِّب بـ«محادثات جدة» لإنهاء أزمة أوكرانيا

الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة (واس)

السعودية تُرحِّب بـ«محادثات جدة» لإنهاء أزمة أوكرانيا

رحّب مجلس الوزراء السعودي بالمحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا التي تستضيفها المملكة ضمن مساعيها لإنهاء الأزمة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

خادم الحرمين يصل إلى جدة قادماً من الرياض

وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى جدة قادماً من الرياض.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج المؤتمر عزز التآخي والتضامن الإسلامي بين المذاهب كافة (رابطة العالم الإسلامي)

اعتماد الخطة التنفيذية لـ«وثيقة بناء الجسور» بين المذاهب الإسلامية

تبنَّى كبار مفتي الأمة الإسلامية وعلمائها، السبت، «موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي»، واعتمدوا الخطة الاستراتيجية والتنفيذية لوثيقة «بناء الجسور بين المذاهب».

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
الخليج عززت النسخة الثانية من المؤتمر أبعاد الألفة الإسلامية نحو فعالية تجاوزت مُعاد الحوارات ومكرَّرها (رابطة العالم الإسلامي)

مؤتمر «بناء الجسور بين المذاهب» يعزز منهج الاعتدال ويدحض خطاب الطائفية

عززت النسخة الثانية من مؤتمر «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية»، أبعار الألفة الإسلامية عبر عمل مؤسسي منهجي تبلور في مبادراتٍ ومشروعاتٍ تعزز من منهج الاعتدال.

إبراهيم القرشي (مكة المكرمة)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان (واس)

خادم الحرمين وولي العهد يدعمان «حملة العمل الخيري» بـ70 مليون ريال

قدَّم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تبرعين سخييّن لـ«حملة العمل الخيري» الخامسة بلغا 70 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

كييف تقبل اقتراحاً بوقف النار مع موسكو

جانب من المحادثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني برعاية سعودية في جدة أمس (رويترز)
جانب من المحادثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني برعاية سعودية في جدة أمس (رويترز)
TT

كييف تقبل اقتراحاً بوقف النار مع موسكو

جانب من المحادثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني برعاية سعودية في جدة أمس (رويترز)
جانب من المحادثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني برعاية سعودية في جدة أمس (رويترز)

انتهت المحادثات الأوكرانية - الأميركية في مدينة جدة السعودية، أمس (الثلاثاء)، بالإعلان عن استعداد كييف لقبول اقتراح أميركي بوقف مؤقت وفوري لإطلاق النار على خطوط المواجهة مع روسيا لمدة 30 يوماً. وقال مسؤولون غربيون إن الكرة الآن في ملعب روسيا لقبول الهدنة.

وانطلقت هذه المحادثات في ظل التزام سعودي بدعم جهود حل الأزمة. وأشارت الولايات المتحدة وأوكرانيا، في بيان عقب انتهاء المحادثات، إلى أنهما اتخذتا، تحت «الضيافة الكريمة» لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، «خطوات مهمة نحو استعادة السلام الدائم في أوكرانيا».

ومثّل الجانب الأميركي في المحادثات وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، فيما مثل الجانب الأوكراني مدير مكتب الرئيس أندري يرماك، ووزير الخارجية أندري سيبها، ووزير الدفاع رستم عمروف.

وفيما أكدت الرئاسة الأوكرانية أن وقف النار المقترح «يمكن تمديده بموافقة متبادلة من الطرفين»، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «إذا وافقت روسيا، فإن وقف النار سيدخل حيز التنفيذ فوراً».

بدوره، قال روبيو إن على روسيا أن تقرر ما إذا كانت ستقبل وقف النار مع أوكرانيا. أما والتز فعبّر عن أمله في إنهاء حرب أوكرانيا بعدما قبلت كييف اقتراح الهدنة وخوض مفاوضات فورية. كما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه يأمل أن توافق روسيا على وقف النار، مشيراً إلى أن اجتماعاً أميركياً سيعقد مع روسيا خلال ساعات.