العبادي يبلغ بارزاني رفضه الضربة الصاروخية الإيرانية

لجنة تقصي الحقائق في هجوم أربيل تتحدث عن دول {لا تريد استقرار العراق}

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال زيارته أول من أمس لأحد المواقع التي استهدفها القصف الإيراني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال زيارته أول من أمس لأحد المواقع التي استهدفها القصف الإيراني (رويترز)
TT
20

العبادي يبلغ بارزاني رفضه الضربة الصاروخية الإيرانية

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال زيارته أول من أمس لأحد المواقع التي استهدفها القصف الإيراني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال زيارته أول من أمس لأحد المواقع التي استهدفها القصف الإيراني (رويترز)

ما زال الهجوم الباليستي غير المسبوق الذي شنته إيران على أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، الأحد الماضي، مثار اهتمام الأوساط الرسمية والشعبية، بالنظر لخطورته وخرقه الفاضح لسيادة البلاد وأمنها.
وفيما رأى نائب رئيس البرلمان حاكم الزاملي الذي زار الإقليم، أن بعض الدول «لا تريد عراقاً مستقراً»، رفض رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي الاعتداء الإيراني خلال اتصال هاتفي بزعيم الحزب «الديمقراطي» الكردستاني مسعود بارزاني.
ووصل الزاملي، النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي ورئيس لجنة تقصي الحقائق (عن الكتلة الصدرية الحليفة للحزب الديمقراطي الكردستاني)، صباح أمس، إلى أربيل على رأس وفد نيابي يضم النائب الثاني لرئيس المجلس، شاخوان عبد الله وعدداً من النواب. وعقدت اللجنة اجتماعاً مع وزير داخلية إقليم كردستان ريبير أحمد خالد والكادر المتقدم في الوزارة لمناقشة حيثيات الهجوم الصاروخي والاستماع إلى التفاصيل المتعلقة بذلك.
وطبقاً لبيان، فإن الزاملي الذي زار موقع الهجوم الصاروخي أكد أن «العراق مستهدف بشكل عام ومن كثير من الدول، لأن بعضها لا تريد استقراره». وأضاف، أن «على دول الجوار أن تفهم أن العراق لا يهددها بل هو مفتوح أمامهم من أجل الاستثمار والعمل». وأشار إلى أن «القرار عراقي وهذا توجه جميع العراقيين الذين يرفضون أن يكون قرارنا مرتبطاً بأي دولة».
وتابع الزاملي: «إننا نرفض استهداف أي عراقي داخل أراضيه، وسيكون للبرلمان موقف واضح. الدورة البرلمانية الحالية تختلف عن الدورات السابقة، وهناك اتفاق على أن العراق ذو استقلالية، وهناك لجان تنسيق بين مجلس النواب وبرلمان إقليم كردستان».
وخلال زيارة الزاملي إلى مكان الحادث الذي تعرض للهجوم الصاروخي في أربيل، صرح لوسائل إعلام كردية بأن «كل ما وجدته داخل المنزل يثبت بأنه يعود لعائلة عراقية».
ويتوقع أن تعلن نتائج لجنة تقصي الحقائق البرلمانية بشأن الهجوم الصاروخي نتائجها خلال الأيام المقبلة.
من جانبه، دعا وزير داخلية إقليم كردستان والمرشح لتولي منصب رئاسة جمهورية العراق، ريبر أحمد خالد، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع لجنة تقصي الحقائق، السلطات الإيرانية إلى المشاركة في التحقيق، وقال: «لا يوجد لدينا ما نخفيه ونرفع التقارير والأدلة لرئاسة مجلس النواب». وأضاف: «سنزود البرلمان بالمعلومات والتقارير المطلوبة واللازمة بشأن الأماكن المستهدفة وكلها مدنية». وتابع: «وجهنا دعوة للأمم المتحدة وكل الأطراف للاطلاع والتحقيق بحضور الإخوة في الجمهورية الإسلامية ولا مانع لدينا من ذلك».
ويواصل المسؤولون في أربيل نفيهم الادعاءات الإيرانية المتعلقة بوجود «مراكز تجسس إسرائيلية» في الإقليم وهي الذريعة التي استندت عليها طهران في هجومها الصاروخي على أربيل.
من جهة أخرى، يبدو أن الهجوم الصاروخي الذي كرس موجة تضامن محلية ودولية واسعة مع الإقليم، أسهم في ذوبان جليد العلاقة بين رئيس إقليم كردستان السابق مسعود بارزاني ورئيس الوزراء الاتحادي السابق حيدر العبادي، عقب تدهور العلاقة بين الرجلين على خلفية استفتاء الانفصال الذي أجراه الإقليم في 25 سبتمبر (أيلول) 2017. وقام العبادي، أمس، بإجراء مكالمة هاتفية مع بارزاني على خلفية الهجوم الصاروخي الإيراني. وذكر مكتب العبادي الإعلامي في بيان، أن المكالمة تعلقت بـ«الأوضاع الحالية والانسداد السياسي وما تعرضت له أربيل من اعتداء مرفوض بالمطلق».
ووصف البيان أربيل بـ«المدينة الصامدة التي شاركت مع جميع العراقيين بالدم والتضحيات في مواجهة الهجمة الإرهابية الإجرامية لداعش». وأكد العبادي، أن «سيادة العراق واحدة لا تتجزأ، وأن العراقيين ملتزمون بحسن الجيرة وعدم السماح باستخدام أراضي البلد للاعتداء على دول الجوار، حسب ما أقره الدستور العراقي».
وتطرق البيان إلى مناقشة الجانبين «سبل التعاون وبذل الجهود من أجل معالجة الانسداد السياسي الذي لا يخدم مصالح الناس ويضر بالتنمية الاقتصادية والتأكيد على مبدأ الشراكة الوطنية في إدارة البلد وموارده لمصلحة جميع العراقيين من دون تمييز».



الأمم المتحدة: الوضع الصحي «مُزرٍ للغاية» في شمال دارفور بالسودان

سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)
سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)
TT
20

الأمم المتحدة: الوضع الصحي «مُزرٍ للغاية» في شمال دارفور بالسودان

سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)
سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أمس (الثلاثاء) إن شركاء العمل الإنساني في ولاية شمال دارفور بغرب السودان يبلغون عن وضع صحي «مُزرٍ للغاية»؛ خصوصاً في مدينة الفاشر عاصمة الولاية، ومخيمات النازحين في المناطق المحيطة.

وأضاف المكتب في أحدث إفادة له، أن استمرار القتال «تسبب في موجات من النزوح، مما أدى إلى إرهاق نظام الرعاية الصحية الهش بالفعل، والذي يكافح لتلبية حتى الاحتياجات الأساسية للناس».

وأوضح أن أكثر من مائتي منشأة صحية في الفاشر لا تعمل، وأن هناك نقصاً حاداً في الموظفين الطبيين والأدوية الأساسية والإمدادات المنقذة للحياة.

وذكر «أوتشا» أن شركاء العمل الإنساني يحاولون توفير الإمدادات الطبية؛ لكن انعدام الأمن والقيود على الوصول ما زالت تعرقل عملهم.

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أفادت بأن أكثر من 70 في المائة من المستشفيات والمرافق الصحية في مختلف المناطق المتضررة من النزاع في السودان «لم تعد تعمل، مما ترك الملايين من دون رعاية صحية».

وقال المكتب الأممي إن النظام الصحي في السودان تعرض لهجوم بشكل متواصل، وإنه حتى منتصف فبراير (شباط)، سجلت منظمة الصحة ما يقرب من 150 هجوماً على الرعاية الصحية في السودان منذ بدء الحرب هناك: «لكن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير».

وناشد «أوتشا» أطراف الصراع «ضمان الوصول الإنساني الآمن والمستدام وفي الوقت المناسب، للوصول إلى الأشخاص المحتاجين للدعم المنقذ للحياة»، مشدداً على ضرورة حماية المدنيين، وتلبية الاحتياجات الأساسية لبقائهم على قيد الحياة.