احتجاجات في السودان رفضاً للاعتداء على النساء

مظاهرة في العاصمة السودانية الخرطوم في يوم المرأة العالمي (أ.ف.ب)
مظاهرة في العاصمة السودانية الخرطوم في يوم المرأة العالمي (أ.ف.ب)
TT

احتجاجات في السودان رفضاً للاعتداء على النساء

مظاهرة في العاصمة السودانية الخرطوم في يوم المرأة العالمي (أ.ف.ب)
مظاهرة في العاصمة السودانية الخرطوم في يوم المرأة العالمي (أ.ف.ب)

صدّت قوات الأمن السودانية أمس آلافاً من المتظاهرين حاولوا الاقتراب من محيط القصر الجمهوري بوسط العاصمة الخرطوم خرجوا احتجاجاً على تعرض فتاة لاعتداء، متهم به أحد الأفراد، يزعم أنه يتبع الأجهزة الأمنية، خلال فضّ المظاهرة الحاشدة التي شهدتها الخرطوم، أول من أمس، وتنادي بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
وتحرك موكب المظاهرات من ضاحية «الديم» بالخرطوم، بمشاركة نسائية لافتة لمناصرة ضحايا الاعتداء الجنسي، تحت شعار «مابكسروك» لتواجهها قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع في منطقة «شروني» على بعد مئات الأمتار من القصر الجمهوري. في غضون ذلك، أعلنت نقابة المعلمين بولاية جنوب دارفور الدخول في إضراب شامل عن العمل في كل المدارس احتجاجاً على تعرض بعض المعلمين للضرب من قبل القوات النظامية.
وتتهم مجموعات نسوية قوات نظامية باستخدام الاغتصاب ضد المرأة كسلاح لإقصائها عن المشاركة في الاحتجاجات، مشيرة إلى أن حوادث العنف الجنسي ليست عشوائية، وهدفها ردع النساء وإخراجهن من منظومة العمل العام وحقوقهن السياسية والمدنية، ليطالب المتظاهرون السلطات بإجراء تحقيق كامل ومستقل في مزاعم العنف وضمان محاسبة الجناة بغضّ النظر عن انتمائهم.
وذكّرت المجموعات النسائية السودانية بما حدث العام الماضي للنساء ليتظاهرن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي في «الخرطوم» احتجاجاً على الاعتداءات الجنسية التي يتعرضن لها أثناء مشاركتهن في المظاهرات الرافضة للأوضاع السياسية في البلاد، وتمكنت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل (وحدة حكومية) من توثيق 9 حالات اغتصاب واغتصاب جماعي في محيط القصر الجمهوري في الخرطوم، كما أوردت تقارير لجان الأحياء في مذكرة رفعت لمكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالخرطوم تعرض فتيات للتحرش وأنواع مختلفة من الاعتداء الجسدي والجنسي.
وأدان الاتحاد الأوروبي وكندا والنرويج وسويسرا والمملكة المتحدة وأميركا بشدة استخدام العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي كسلاح لإبعاد النساء عن المظاهرات، ودفعت المنظمات النسوية في وقت سابق بمذكرة للمفوضية السامية لحقوق الإنسان بالخرطوم عن العنف الجنسي والاستهداف الممنهج ضد النساء لمنعهن من المشاركة في المظاهرات.
وأشارت المذكرة إلى أن ذلك يحدث أمام منظومة عدلية ضعيفة، وإطار قانوني عاجز عن معاقبة الجناة، ومؤسسات عسكرية تستخدم العنف الجنسي كسلاح لمواجهة مقاومة العزل من المواطنات والمواطنين في السودان.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.