رحلة إلى الأندلس لـ6 مصورين سعوديين

مبادرة ثقافية بالتعاون بين مؤسسة «الفن جميل» ومؤسسة «كروسواي»

في إسبانيا مارس المصورون الستة تقنيات التصوير المتقدمة في مدن قرطبة وصقلية وغرناطة ومدريد
في إسبانيا مارس المصورون الستة تقنيات التصوير المتقدمة في مدن قرطبة وصقلية وغرناطة ومدريد
TT

رحلة إلى الأندلس لـ6 مصورين سعوديين

في إسبانيا مارس المصورون الستة تقنيات التصوير المتقدمة في مدن قرطبة وصقلية وغرناطة ومدريد
في إسبانيا مارس المصورون الستة تقنيات التصوير المتقدمة في مدن قرطبة وصقلية وغرناطة ومدريد

اختتمت مبادرة «الفن جميل»، ومؤسسة «كروسواي» رحلتها الاستكشافية لستة مصورين فوتوغرافيين من السعودية إلى إسبانيا. وكانت قد انطلقت الرحلة التي تحمل عنوان «رحلة الفن جميل إلى الأندلس 2015» في أبريل (نيسان) الماضي في إطار التعاون والتنسيق الوثيقين بين الجانبين بهدف التعرف على التراث الإسلامي في الأندلس في رحلة للمصورين الستة الذين وقع الاختيار عليهم.
وتم اختيار 15 مصورًا واعدًا من السعودية بعد التصفيات الأولية من بين مئات المصورين المتقدمين للمشاركة بمسابقة «الفن جميل» للتصوير الفوتوغرافي، ثم أجرت لجنة من المبادرة والمؤسسة مقابلات شخصية، ليتم اختيار أفضل ستة منهم.
ويظهر البرنامج التزام مبادرة «الفن جميل» الراسخ بالاستثمار في الجيل المقبل من المبدعين من دول الخليج، ورغبتها بتوفير فرص تدريبية مهنية للفنانين والمبدعين الشباب والشابات. وقالت داليا موسى، مديرة مشاريع «الفن جميل»، في تعليق لها حول نجاح البرنامج: «يسرني رؤية المصورين الفوتوغرافيين الشباب يستمتعون بوقتهم في إسبانيا، وينجحون في تعلم مهارات إبداعية وفنية جديدة. ونحن حريصون تماما على إتاحة الفرص للفنانين الشباب لبلوغ طاقاتهم، وذلك برعاية المواهب الشابة المبدعة، وتشجيعهم على التفوق في الأوساط الفنية المعاصرة على الصعيدين المحلي والدولي».
وتشتهر مؤسسة «كروسواي» عالميًا بإتاحة فرص فريدة لإثراء القدرات المهنية والإبداعية خارج حدود الجدران الأربعة. وهذه المؤسسة البريطانية هي الأقدر على إدارة المشروع لثراء خبرتها وتجربتها في تقديم مبادرات تعليم الفنون للشبان منذ عام 2007.
وفي إسبانيا مارس (آذار) المصورون الستة تقنيات التصوير المتقدمة في مدن قرطبة وصقلية وغرناطة ومدريد. يُذكر أن غالبية المشاركين تعلموا التصوير ذاتيًا، لذلك استفادوا إلى أبعد الحدود من العمل جنبًا إلى جنب مع مصورين محترفين في إطار مبادرة إبداعية جماعية. وقالت سلوى سجيني، 23 عاما، من جدة، في تعليق لها حول تجربتها في إسبانيا: «لقد كانت تجربة مفيدة وممتعة بكل تفاصيلها، تعلمت من جميع من تعرفت عليهم هنا، وأنا أرى إسبانيا بمنظور مختلف. لقد تعلمت كيفية تأليف ورواية القصص عبر الصور».
وقال ماجد عنقاوي، 22 عاما، من جدة: «ما الذي تعلمته؟ لقد تعلمت الكثير حقا. فقد أصبح لدي طريقة مختلفة بالتفكير في التصوير الفوتوغرافي، وفي كيفية التقاط الصور، وفي النظر إلى الناس، في الحياة والفن. ولا أعلم ما الذي أتوقعه لاحقا، فأنا أعيش اللحظة، وفي هذه اللحظة الآن أشعر بأني في الجنة». واضطلعت المؤسسة الإسبانية «بيت العرب» بدور مهم في هذا المشروع منذ بدايته، وكان مقرها بمدينتي مدريد وقرطبة منطلقًا للمشاركين أثناء إقامتهم في إسبانيا. وتُعد «بيت العرب» مساحة لتبادل المعرفة والأفكار، وهمزة وصل بين إسبانيا والعالم. يذكر أن مبادرة «الفن جميل»، إحدى مبادرات عبد اللطيف جميل الاجتماعية، لتعزيز ودعم المشهد الفني في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، ودعم إقامة المشاريع الإبداعية. وتعمل المبادرة من خلال الشراكة مع منظمات الفنون في جميع أنحاء العالم على تطوير مركزي فنون، برامج التبادل الثقافي لتشجيع التواصل وتبادل المعرفة. ويعود تأسيس مبادرات عبد اللطيف جميل الاجتماعية إلى العام 2003.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».