توقعات بتراجع الاقتصاد الألماني 3 % من دون الغاز الروسي

برلين لإدخال قانون احتياطي الوقود حيز التنفيذ... واستقرار التدفق من موسكو

سعر الغاز معروض بمحطة وقود في فرنكفورت يوم 9 مارس (أ.ب)
سعر الغاز معروض بمحطة وقود في فرنكفورت يوم 9 مارس (أ.ب)
TT

توقعات بتراجع الاقتصاد الألماني 3 % من دون الغاز الروسي

سعر الغاز معروض بمحطة وقود في فرنكفورت يوم 9 مارس (أ.ب)
سعر الغاز معروض بمحطة وقود في فرنكفورت يوم 9 مارس (أ.ب)

قدر خبراء اقتصاد الخسائر الاقتصادية لألمانيا التي قد تنجم عن وقف واردات الطاقة الروسية، بنحو 3 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي السنوي.
وقالت كارن بيتل، مديرة مركز «إيفو» الألماني للطاقة والمناخ والموارد، أمس الاثنين، في ميونيخ: «يتعين على ألمانيا خفض اعتمادها على الغاز الروسي بشكل سريع وحاسم. من دون اتخاذ إجراءات حيال هذا الأمر اليوم؛ فإننا معرضون لخطر الابتزاز في الشتاء المقبل».
وجاء في الدراسة التي أجراها المركز أن استبدال واردات الغاز الروسي أمر معقد. ومع الطاقة النووية والفحم وواردات الغاز من بلدان أخرى لا يمكن تعويض العجز إلا جزئياً على المدى القصير.
وقال أندرياس بايشل، رئيس مركز «إيفو» للاقتصاد الكلي والمسوح، إن قطاعات كبيرة من الصناعة لم تتعافَ بعد من عواقب وباء «كورونا».
وذكرت بيتل أنه يتعين على الساسة لذلك بذل مزيد من الجهود فوراً لاستبدال الوقود الأحفوري وحفظه من أجل تجنب مخاطر إجراء تأقلمات أكثر صرامة هذا العام أو التالي، وقالت: «بما أن الأسعار تستمر في الارتفاع جراء ذلك، فسيتعين اتخاذ تدابير دعم موجهة للصناعات والفئات الاجتماعية المتضررة بشكل خاص».
ويعتزم وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك تسريع بناء احتياطي الغاز الوطني المخطط له في ألمانيا.
وبحسب وثيقة صادرة عن وزارة الاقتصاد، من المخطط إقرار قانون احتياطي الغاز في أبريل (نيسان) المقبل على أقصى تقدير، ليدخل حيز التنفيذ في 1 مايو (أيار) المقبل.
ووفقاً للوثيقة؛ فإن هذا التشريع ضروري حتى يتوفر نصف العام الصيفي بأكمله لملء صهاريج التخزين. ومن المقرر إجراء المشاورة الأولى حول مسودة القانون، التي ستقدم مواصفات مستوى الملء في مرافق التخزين، يوم الخميس المقبل في البرلمان الألماني.
ويتعلق الأمر على وجه التحديد بإلزام ما يسمى «مسؤول منطقة السوق»، وهو شركة تابعة لجميع مشغلي خطوط أنابيب الغاز في ألمانيا، بملء مرافق تخزين الغاز تدريجاً بنسبة تصل إلى 90 في المائة حتى 1 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ويجب أن يصل مستوى الملء إلى 65 في المائة بحلول 1 أغسطس (آب) و80 في المائة بحلول 1 أكتوبر (تشرين الأول) المقبلين.
ويهدف التشريع إلى ضمان ملء صهاريج تخزين الغاز دائماً بشكل كافٍ. وجاء في الوثيقة الصادرة عن الوزارة أن مرافق تخزين الغاز في ألمانيا تقوم بدور جوهري في توفير إمدادات الغاز خلال أشهر الشتاء، ويمكنها إحداث توازن خلال ذروة الطلب في فترات البرد، وبالتالي ضمان إمدادات منتظمة من الغاز.
وجاء في الوثيقة أن مستويات التخزين كانت منخفضة تاريخياً في هذا الشتاء، وهو ما ينطبق بشكل خاص على مرافق التخزين التابعة لشركة «غازبروم» الروسية المملوكة للدولة، وهو أحد أسباب الارتفاع الحاد في الأسعار في مراكز التداول قصيرة الأجل. وأشارت الوثيقة إلى أنه عندما كانت هناك ذروة في الطلب، نادراً ما جرى تقديم أي غاز إضافي من مرافق التخزين، وأضافت: «مثل هذا الوضع في مرافق التخزين يجب ألا يتكرر في الشتاء المقبل».
وبحسب الوثيقة، ستكون التكاليف المتكبدة لأدوات التدخل على عاتق مستخدمي الشبكة. وأشارت الوثيقة إلى أنه من الصعب الآن التنبؤ بمبلغ التكاليف لأنه لا يمكن تقدير عدد التدخلات التي سيضطر مسؤول منطقة السوق إلى القيام بها. وجاء في الوثيقة: «بما أن الغاز يُسحب مرة أخرى من الصهاريج خلال مراحل ارتفاع الأسعار، خصوصاً في فصل الشتاء، فيمكن تحقيق أرباح، وبالتالي تخفيف الأعباء عن عملاء الغاز».
وحتى الآن، هناك استقرار في تدفق الغاز عبر خط أنابيب الغاز الطبيعي «يامال - أوروبا»، الذي ينقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا، مع حجز 16 في المائة من طاقة الخط للعمل أمس الاثنين.
ووفق بيانات تشغيل الخط، جرى استقبال كميات من الغاز تعادل 1.‏6 غيغاواط/ ساعة من إجمالي 8.‏38 غيغاواط/ ساعة جرى حجزها عبر محطة استقبال الغاز «مالنوف» في ألمانيا أمس.
يذكر أن شركة الغاز الطبيعي الروسية العملاقة «غازبروم» استأنفت ضخ الغاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب «يامال» يوم 25 فبراير (شباط) الماضي بعد توقف استمر لنحو شهرين. ومنذ ذلك الوقت تحجز الشركة الروسية المصدرة للغاز طاقة النقل في خط «يامال» بشكل يومي، مع إمكانية حجز طاقات إضافية أثناء الليل.


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

زاد المستثمرون العالميون مشترياتهم من صناديق الأسهم في الأسبوع المنتهي في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، مدفوعين بتوقعات بنمو قوي للاقتصاد الأميركي في ظل إدارة ترمب وبدعم من انخفاض عائدات السندات الأميركية.

وضخ المستثمرون مبلغاً ضخماً قدره 12.19 مليار دولار في صناديق الأسهم العالمية، بزيادة بنسبة 32 في المائة مقارنة بـ9.24 مليار دولار من عمليات الشراء الصافية في الأسبوع السابق، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». ويمثل هذا التدفق الأسبوعي التاسع على التوالي.

ويوم الجمعة، كانت الأسهم العالمية في طريقها لتحقيق أفضل شهر لها منذ مايو (أيار)، مدفوعة بالتفاؤل بشأن النمو القوي في الولايات المتحدة وازدهار الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، على الرغم من المخاوف بشأن الاضطرابات السياسية والتباطؤ الاقتصادي في أوروبا.

وفي الأسبوع الماضي، أدى ترشيح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب للمحافظ المالي سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة، إلى رفع توقعات السوق بمستويات ديون يمكن إدارتها في ولايته الثانية، وهو ما أدى إلى انخفاض عائدات السندات الأميركية.

واختار المستثمرون ضخ مبلغ ضخم قدره 12.78 مليار دولار في صناديق الأسهم الأميركية؛ مما أدى إلى تمديد صافي الشراء للأسبوع الرابع على التوالي، لكنهم سحبوا 1.17 مليار دولار و267 مليون دولار من صناديق الأسهم في آسيا وأوروبا على التوالي.

وشهد القطاع المالي طلباً قوياً؛ إذ استقطب مشتريات صافية بقيمة 2.65 مليار دولار، مسجلاً التدفقات الأسبوعية الخامسة على التوالي. كما اشترى المستثمرون صناديق السلع الاستهلاكية التقديرية والتكنولوجيا والصناعات بمبالغ كبيرة بلغت 1.01 مليار دولار و807 ملايين دولار و778 مليون دولار على التوالي.

وشهدت صناديق السندات العالمية تدفقات للأسبوع التاسع والأربعين على التوالي؛ إذ ضخ المستثمرون 8.82 مليار دولار في هذه الصناديق.

وحصلت صناديق السندات للشركات على تدفقات صافية بلغت 2.16 مليار دولار، وهي أكبر تدفقات أسبوعية في أربعة أسابيع. وشهدت صناديق السندات الحكومية وصناديق تجميع القروض عمليات شراء ملحوظة؛ إذ بلغ صافي التدفقات الداخلة 1.9 مليار دولار و1.34 مليار دولار على التوالي.

وفي الوقت نفسه، قام المستثمرون ببيع 12.87 مليار دولار من صناديق سوق النقد، وهو ما يمثل الأسبوع الثاني على التوالي من المبيعات الصافية. وسجلت صناديق الذهب والمعادن الثمينة تدفقات صافية بقيمة 538 مليون دولار، وهو ما يمثل التدفق الأسبوعي الرابع عشر في 16 أسبوعاً.

وأظهرت البيانات أن صناديق الأسهم خرجت من دائرة الاهتمام للأسبوع الخامس على التوالي مع صافي مبيعات بلغ نحو 4.3 مليار دولار. كما سحب المستثمرون 2.58 مليار دولار من صناديق السندات، مسجلين بذلك الأسبوع السادس على التوالي من المبيعات الصافية.