روسيا تعدل خطتها... وتتجه للسيطرة على المدن الكبرى

جولة «مفاوضات شاقة» بانتظار حسم «معركة ماريوبول»... وواشنطن تحذر بكين من دعم موسكو

عمال إنقاذ يعملون وسط أنقاض بناية في خاركيف أمس... وفي الإطار لاجئة تبكي بعد وصولها إلى معبر حدودي مع رومانيا (رويترز)
عمال إنقاذ يعملون وسط أنقاض بناية في خاركيف أمس... وفي الإطار لاجئة تبكي بعد وصولها إلى معبر حدودي مع رومانيا (رويترز)
TT

روسيا تعدل خطتها... وتتجه للسيطرة على المدن الكبرى

عمال إنقاذ يعملون وسط أنقاض بناية في خاركيف أمس... وفي الإطار لاجئة تبكي بعد وصولها إلى معبر حدودي مع رومانيا (رويترز)
عمال إنقاذ يعملون وسط أنقاض بناية في خاركيف أمس... وفي الإطار لاجئة تبكي بعد وصولها إلى معبر حدودي مع رومانيا (رويترز)

عكس إعلان الكرملين أمس عدم استبعاد قيام الجيش الروسي بفرض «سيطرة كاملة» على المدن الرئيسية في أوكرانيا تبدلاً في خطط موسكو التي كانت أعلنت سابقاً أنها لا تسعى لاحتلال المدن.
وبعد أكثر من أسبوع على مراوحة القوات الروسية في أماكن تمركزها في محيط العاصمة كييف والمدن الكبرى الأخرى مثل خاركيف وماريوبول بدا أن قرار اقتحامها قد اتخذ ودخل مرحلة الإعداد العملي لذلك. وشهدت خاركيف، خصوصاً، أمس، عمليات قصف عُدت الأكثر شدة ما أنذر باقتحام روسي وشيك لها.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن «القوات الروسية لا تستبعد وضع مدن كبيرة في أوكرانيا التي أصبحت اليوم مطوقة تماماً، تحت سيطرتها الكاملة باستثناء بعض المناطق المستخدمة لعمليات الإجلاء الإنسانية»، متعهداً أن تتم مراعاة «ضمان أقصى درجة من الأمن للسكان».
ولفت بيسكوف إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين كان قد أمر في بداية العملية الخاصة في أوكرانيا بعدم اقتحام المدن، بما فيها العاصمة كييف، بسبب قيام المسلحين بنشر أسلحة هناك.
وتزامن هذا التطور مع انطلاق جولة مفاوضات جديدة، وصفها الطرف الأوكراني بأنها «شاقة». وقال ميخائيل بودولياك، مستشار الرئاسة الأوكرانية، إن «المفاوضات تجري بشكل شاق وتواجه صعوبات، لكنها مستمرة».
وتركز كييف على «وقف إطلاق النار وسحب القوات الروسية والضمانات الأمنية»، فيما أعلن الرئيس فولودومير زيلينسكي أنه كلف الوفد المفاوض التوصل إلى نتيجة حول عقد لقاء مباشر مع الرئيس الروسي.
وتزامنت المفاوضات، مع تصعيد واسع للحسم العسكري في عدد من المناطق الأوكرانية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها «دمرت جميع نقاط إطلاق النار» في ماريوبول وضواحيها. وزادت أنها أحكمت السيطرة بشكل كامل على مدينتي ميليتوبول وخيرسون.
في غضون ذلك، التقى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مع كبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جيه تشي في روما أمس بعد أن قال مسؤولون أميركيون إنهم يعتزمون التأكيد على العقوبات الاقتصادية التي ستواجهها بكين إذا ساعدت روسيا في حربها في أوكرانيا. وأفادت تقارير إعلامية بأن روسيا طلبت من الصين معدات عسكرية لعملياتها في أوكرانيا، الأمر الذي نفته بكين.
...المزيد



أوكرانيا تترقَّب ردَّ بوتين

لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تترقَّب ردَّ بوتين

لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)

أعلنت موسكو إحباطَ محاولة لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين بطائرتين مسيّرتين استهدفتا الكرملين أمس، واتَّهمت أوكرانيا بالوقوف وراء ذلك، الأمر الذي وضع كييف في حالة ترقّب إزاء ردّ محتمل، رغم نفي مسؤوليتها، وتشكيك واشنطن فيما يصدر عن الكرملين.
وطالب الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف «بالتخلص من» الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي و«أعوانه» في كييف.
ودعا ميدفيديف، وهو حالياً المسؤول الثاني في مجلس الأمن الروسي، إلى «تصفية» زيلينسكي رداً على الهجوم المفترض.
وكتب ميدفيديف قائلاً «بعد الاعتداء الإرهابي اليوم، لم يبقَ خيار سوى تصفية زيلينسكي جسديا مع زمرته».
بدوره، صرح زيلينسكي للصحافيين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه في دول شمال أوروبا في هلسنكي «لم نهاجم بوتين. نترك ذلك للمحكمة. نقاتل على أراضينا وندافع عن قرانا ومدننا».

وأضاف زيلينسكي «لا نهاجم بوتين أو موسكو. لا نملك ما يكفي من الأسلحة للقيام بذلك». وسئل زيلينسكي عن سبب اتهام موسكو لكييف فأجاب أنَّ «روسيا لم تحقق انتصارات».
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنَّه لا يستطيع إثبات صحة اتهام روسيا بأنَّ أوكرانيا حاولت اغتيال الرئيس الروسي في هجوم بطائرتين مسيّرتين، لكنَّه قال إنَّه سينظر «بعين الريبة» لأي شيء يصدر عن الكرملين.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنتقد أوكرانيا إذا قرَّرت بمفردها ضرب روسيا رداً على هجمات موسكو، قال بلينكن إنَّ هذه قرارات يجب أن تتخذها أوكرانيا بشأن كيفية الدفاع عن نفسها.
من جانبها، قالت الأمم المتحدة إنَّه لا يمكنها تأكيد المعلومات حول هجمات أوكرانيا على الكرملين، داعية موسكو وكييف إلى التخلي عن الخطوات التي تؤدي إلى تصعيد.
روسيا تعلن إحباط محاولة لاغتيال بوتين في الكرملين بمسيّرتين