رأى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أن الغارة الجوية الروسية التي استهدفت قاعدة عسكرية غرب أوكرانيا الليلة قبل الماضية، وسقط فيها 35 قتيلاً على الأقل تعكس الإحباط الذي بات الرئيس فلاديمير بوتين يعانيه جراء عجز قواته عن التقدم والسيطرة على المدن الأوكرانية.
وأوضح سوليفان في تصريحات لشبكة «سي إن إن» صباح أمس (الأحد)، أن الضربة الروسية التي استهدفت قاعدة عسكرية غرب أوكرانيا قرب الحدود البولندية ليست مفاجأة، وقال: «لقد حذرنا قبل هذا الغزو الذي بدا في فبراير (شباط) من أن خطط روسيا هي مهاجمة جميع أنحاء أوكرانيا في الشرق والجنوب والغرب، ولذا فإن هذه الضربة لا تشكل مفاجأة للاستخبارات والأمن القومي الأميركي». وأشار إلى أن هذه الضربة تشير إلى أن الرئيس بوتين لديه إحباط من أن قواته لا تحرز التقدم الذي كان يعتقد أنه يمكن تحقيقه ضد المدن الكبرى بما في ذلك مدينة كييف. ورأى سوليفان أن بوتين «يوسّع الأهداف التي يهاجمها ويحاول إحداث ضرر في كل جزء بالبلاد».
وحول مخاطر اقتراب تلك الضربات من حدود بولندا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، قال سوليفان «إن الرئيس بايدن أوضح أنه لن تكون لدينا قوات عسكرية أميركية في أوكرانيا، لكننا سندافع عن كل شبر من أراضي دول الناتو وسنقدم المساعدة العسكرية للمقاتلين الأوكرانيين الذين يدافعون بشجاعة عن بلادهم».
وكرر سوليفان تحذيرات الرئيس بايدن من استخدام روسيا أسلحة كيماوية في أوكرانيا، وقال: «إن المعلومات حول إمكانية أن تستخدم روسيا الأسلحة الكيماوية في أوكرانيا تثير قلقاً كبيراً للغاية»، وأضاف أن الروس يتهمون الولايات المتحدة وأوكرانيا باستخدام أسلحة كيماوية وبيولوجية، و«هذه محاولة للإخفاء والتستر على أنهم أنفسهم يستعدون للقيام بذلك، ثم يلقون اللوم على الجانب الآخر وهي صفة كلاسيكية من قواعد اللعبة الروسية». وأضاف أن «الرئيس بايدن قال إذا استخدمت روسيا الأسلحة الكيماوية فإنهم سيدفعون ثمناً باهظاً، ونحن نعمل عن كثب مع حلفائنا وشركائنا في الناتو ونتواصل عبر القنوات مع الروس لتعزيز هذه الرسالة بأن روسيا ستدفع ثمناً باهظاً».
وبدا أن التحذيرات تأخذ مساحة واسعة من الغرب ضد شن هجوم بالأسلحة الكيماوية في أوكرانيا بعد تحذيرات الرئيس البولندي من أن ذلك سيغير قواعد اللعبة، وأنه يتعين على حلف «الناتو» أن يفكر بجدية فيما يجب فعله إذا أقدمت روسيا على استخدام أسلحة كيماوية.
وحول المخاوف من استخدام أسلحة نووية تكتيكية أصغر حجماً، قال سوليفان: «نحن نراقب هذا عن كثب، ومن الواضح أن خطر التصعيد مع الطاقة النووية أمر خطير ومختلف عن الصراعات الأخرى والرئيس بايدن يأخذ هذا الأمر على محمل الجد، ونحن نضاعف جهودنا لدعم الأوكرانيين». وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تقم بتعديل وضعها النووي لكنها تراقب الوضع وتشعر بالقلق حيال إمكانية التصعيد.
وحذر سولفيان بكين من مساندة موسكو وتعويض خسائرها وتقديم الدعم المالي أو الاقتصادي بأي شكل من الأشكال. وأفاد مستشار الأمن القومي الأميركي بأن «الإدارة الأميركية تعتقد أن الصين كانت على علم بالغزو الروسي وأن الرئيس بوتين كان يخطط لشيء ما، وربما كذب بوتين عليهم، وقال إننا نراقب عن كثب لترى ما إذا كانت الصين تقدم، أو لا، أي شكل من أشكال الدعم المادي والاقتصادي لروسيا، وهذا مصدر قلق لنا». وتابع قائلاً: «أبلغنا بكين أننا لن نقف مكتوفي الأيدي، ولن نسمح لأي دولة بتعويض روسيا عن خسائرها». ورفض سوليفان تحديد الخطوات التي يمكن أن تقدم عليها واشنطن تجاه بكين إذا ثبت أن الصين تساعد روسيا.
من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض أمس، أن سوليفان سيلتقي اليوم (الاثنين) مع نظيره الصيني، يانغ جيتشي، في العاصمة الإيطالية روما، لمتابعة نتائج محادثات الرئيس بايدن واجتماعه الافتراضي مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقالت إميلي هورن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في بيان: «سيناقش الجانبان الجهود الجارية لإدارة المنافسة بين بلدينا ومناقشة تأثير الحرب الروسية ضد أوكرانيا على الأمن الإقليمي والعالمي». كما سيلتقي سوليفان مع لويجي ماتيولو، المستشار الدبلوماسي لرئيس الوزراء الإيطالي لمواصلة تنسيق استجابة دولية قوية وموحدة للحرب التي يقودها الرئيس بوتين ضد أوكرانيا.
وحول الجهود الدبلوماسية وإمكانات توفير حل دبلوماسي بعد المحادثات التي أجراها الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني مع بوتين، قال سوليفان: «إننا على اتصال وثيق مع الأوكرانيين حول التواصل بين المفاوضين الأوكرانيين والروس، وهذا التفاوض مهم لأنه في النهاية سيتعين على أوكرانيا اتخاذ قراراتها السيادية بشأن شكل أي دبلوماسية للمضي قدماً». وأضاف: «من وجهة النظر الأميركية، نحن على اتصال مع جميع اللاعبين الرئيسيين الفرنسيين والألمان والإسرائيليين وغيرهم، لدعم الأوكرانيين، لكن لا يبدو أن فلاديمير بوتين مستعد لوقف الهجوم، ولذا سنستمر في تصعيد الضغط عليه ومواصلة دعم الأوكرانيين».
وأوضح سوليفان أن الموقف الأميركي إزاء رفض تحليق طائرات من قواعد «الناتو» بالمجال الجوي فوق أوكرانيا «ليس منطقياً»، وقال: «إننا نعمل على توفير أنظمة أخرى مضادة للطيران يمكن أن تساعد الأوكرانيين في إحراز تقدم والتعامل مع التهديدات الجوية من الجانب الروسي». وجاءت إجابة سوليفان لتؤكد رفض الولايات المتحدة صفقة إرسال طائرات مقاتلة بولندية إلى أوكرانيا عبر القواعد العسكرية الأميركية التي وصفها البنتاغون بأنها ستعد تصعيداً من قبل الولايات المتحدة.
ووصف سوليفان مقتل صحافي أميركي في أوكرانيا بأنه حدث مروع ومرعب ويدل على وحشية بوتين، وأن قواته تستهدف المدارس، والمساجد، والمستشفيات والصحافيين.
واشنطن: بوتين محبط من عجز قواته
حذرت بكين من مساندة موسكو في أوكرانيا
واشنطن: بوتين محبط من عجز قواته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة