بدّد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، اليوم (الخميس)، آمال أوكرانيا في انضمام سريع لعضوية التكتل، خلال اجتماع عاجل لمناقشة انعكاسات الغزو الروسي.
وكان يفترض للقمة المنعقدة في قصر فرساي، قرب باريس، أن تمثل أهم محطة في رئاسة فرنسا الدورية للاتحاد الأوروبي. لكن بدلاً من ذلك يترأس إيمانويل ماكرون قمة أزمة عقب الحرب التي شنها الرئيس الروسي على أوكرانيا، والتي قلبت رأساً على عقب عقوداً من الاستقرار في أوروبا.
وستهيمن الحرب في أوكرانيا وإمدادات الاتحاد الأوروبي من الطاقة، على الاجتماعات التي تستمر يومين، وينضم خلالها القادة إلى مأدبة عشاء في «قاعة المرايا» نفسها حيث وضع الحلفاء الغربيون خريطة جديدة لأوروبا في 1919 عقب الحرب العالمية الأولى.
وقال ماكرون، لدى استقباله قادة الدول في قصر الملك لويس الرابع عشر، إن «أوروبا تغيرت مع الجائحة، وستتغير بشكل أسرع وأقوى مع الحرب»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
والتقى قادة الدول الـ27 في وقت دخلت المعارك في أوكرانيا يومها الخامس عشر، وعلى وقع غضب إزاء قصف استهدف مستشفى للتوليد في مدينة ماريوبول المحاصرة.
ووصف ماكرون قصف المستشفى بأنه «عمل حربي مشين»، فيما أدان القادة الآخرون الهجوم، محملين المسؤولية لموسكو التي نفت الوقوف وراءه.
وساهم النزاع في تصاعد التأييد داخل الاتحاد الأوروبي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، غير أن القادة أكدوا في المحادثات أن مساراً سريعاً للعضوية في الاتحاد غير ممكن.
وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، لدى وصوله للمشاركة في المحادثات: «ليس هناك مسار سريع». وأضاف: «أود التركيز على ما يمكننا فعله لفولوديمير زيلينكسي الليلة وغداً، وانضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي مسألة للمدى البعيد، إن حدث ذلك أصلاً».
من جانبه، حذّر رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتي من إعطاء كييف الانطباع أن «كل شيء يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها».
حتى قبل الحرب، كان يطمح ماكرون من خلال القمة وضع مسار لتعزيز مكانة أوروبا على المسرح الدولي. واتخذت المسألة مزيداً من الأهمية مع حرب روسيا على الجناح الشرقي للتكتل الأوروبي، وسيسعى القادة لاستكشاف السبيل لتعزيز اعتماد أوروبا على نفسها في عالم غير مستقر، وخصوصاً مسألة الطاقة.
وسببت الحرب ارتفاع أسعار الطاقة بشكل هائل وهددت الاقتصاد واستدعت نقاشات عاجلة بشأن الجهة التي يمكن أن يتوجه إليها الأوروبيون للتزود بالغاز والنفط. وأصبحت المسألة أكثر إلحاحاً مع موجة عقوبات غربية على روسيا شكلت ضغوطاً أيضاً على أسواق الطاقة.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي: «يجب أن نستجيب لدعم القوة الشرائية للعائلات بالسرعة نفسها لاستجابتنا للخطوات الروسية».
ويستورد الاتحاد الأوروبي نحو 40 في المائة من احتياجاته من الغاز الطبيعي من روسيا، ولا سيما ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا؛ التي تعتمد على إمدادات الطاقة، إلى جانب إيطاليا، وكثير من دول أوروبا الوسطى. وتأتي نحو ربع واردات الاتحاد الأوروبي من النفط من روسيا أيضاً.
وتسبب اعتماد أوروبا على إمدادات الطاقة الروسية بأول شرخ في الرد الموحد للغرب على هجوم الكرملين، إذ امتنع الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع عن حظر واردات النفط الروسي الذي فرضته الولايات المتحدة وبريطانيا.
وبحسب مسودة الإعلان النهائي لاجتماع القمة، فإن قادة الدول الـ27 سيوافقون بشكل حذر على «التخلي التدريجي» عن اعتماد الاتحاد على الغاز والنفط والفحم الروسية.
وسيسعى القادة الأوروبيون للدفع باتجاه وسائل يمكن لأوروبا من خلالها الاعتماد على نفسها في قطاعات بالغة الحساسية، مثل شبه الموصلات وإنتاج المواد الغذائية، والأهم الدفاع.
ويتولى الأمن الجماعي في الاتحاد الأوروبي بشكل أساسي حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة، لكن فرنسا أكبر قوة عسكرية في الاتحاد، تسعى لتعزيز دورها في الكتلة.
ومنذ الغزو الروسي للجارة الموالية للغرب، وافق أعضاء الاتحاد على ما مجموعه نصف مليار يورو (550 مليون دولار) بشكل مساعدات دفاع لأوكرانيا.
وفي خروج عن عقيدة طالما التزمتها، أعلنت برلين تخصيص ميزانية حجمها 100 مليار يورو (110 مليارات دولار) للدفاع الوطني.
الاتحاد الأوروبي يبدد آمال أوكرانيا في انضمام سريع لعضويته
الاتحاد الأوروبي يبدد آمال أوكرانيا في انضمام سريع لعضويته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة