المأزق الأوكراني يفاقم «المواجهة» الروسية ـ الغربية

إدانات دولية بعد قصف مستشفى للأطفال في ماريوبول... وأوروبا تفرض عقوبات جديدة

مستشفى الأطفال في مدينة ماريوبول بعد تعرضه لقصف روسي أمس... وفي الإطار بوتين لدى اجتماعه مع المفوضة الرئاسية لحقوق الأطفال ماريا لفوفا بلوفا في الكرملين أمس (أ.ب)
مستشفى الأطفال في مدينة ماريوبول بعد تعرضه لقصف روسي أمس... وفي الإطار بوتين لدى اجتماعه مع المفوضة الرئاسية لحقوق الأطفال ماريا لفوفا بلوفا في الكرملين أمس (أ.ب)
TT

المأزق الأوكراني يفاقم «المواجهة» الروسية ـ الغربية

مستشفى الأطفال في مدينة ماريوبول بعد تعرضه لقصف روسي أمس... وفي الإطار بوتين لدى اجتماعه مع المفوضة الرئاسية لحقوق الأطفال ماريا لفوفا بلوفا في الكرملين أمس (أ.ب)
مستشفى الأطفال في مدينة ماريوبول بعد تعرضه لقصف روسي أمس... وفي الإطار بوتين لدى اجتماعه مع المفوضة الرئاسية لحقوق الأطفال ماريا لفوفا بلوفا في الكرملين أمس (أ.ب)

بينما صعّدت روسيا عملياتها العسكرية في أوكرانيا بقصف استهدف مستشفى للأطفال في مدينة ماريوبول أمس، ولقي إدانات دولية واسعة، تحدثت مصادر عن مأزق بات يواجه روسيا نتيجة العجز عن التراجع مقابل مأزق آخر غربي يتمثل في الرغبة بدعم أوكرانيا لكن من دون التسبب في حرب واسعة.
وألحقت غارة جوية روسية أمس أضراراً فادحة بمستشفى مدينة ماريوبول المحاصرة، في هجوم أدى إلى سقوط 17 جريحاً وفق معطيات أولية قدمها المسؤول المحلي بافلو كيريلنكو. وعلى الفور، أدان البيت الأبيض الاستخدام «الهمجي» للقوة ضد المدنيين، كما انتقد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ما سماه العمل «غير الأخلاقي»، متعهداً محاسبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «على جرائمه الرهيبة». وبدورها، شددت الأمم المتحدة على ضرورة أن تبقى المنشآت الصحية في أوكرانيا بمنأى عن القصف.
في غضون ذلك، قررت دول الاتحاد الأوروبي أمس فرض عقوبات جديدة على موسكو ومينسك، بينها فصل ثلاثة مصارف بيلاروسية من نظام «سويفت» للتحويلات المالية. وأقر ممثلو الدول الأعضاء أيضاً عقوبات تستهدف القطاع البحري والعملات المشفرة كما أضافوا قادة روسيين إلى قائمتهم السوداء، في تدابير تضاف إلى الحزم الثلاث من العقوبات التي اعتمدها الاتحاد في الأسبوعين الماضيين. وجاءت هذه الحزمة الجديدة من العقوبات غداة إعلان واشنطن حظراً على الواردات الأميركية من الغاز والنفط الروسيين.
وندّد الكرملين بما سماه «حرباً اقتصادية» تشنّها الولايات المتحدة على روسيا بعد إعلان واشنطن حظرا على الواردات الأميركية من الغاز والنفط الروسيين بين عقوبات أخرى. كما حذرت موسكو، بلدان الغرب من تسهيل استخدام مطارات أجنبية لإمداد كييف بطائرات مقاتلة. وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، إن «احتمال استخدام أوكرانيا لمطارات عسكرية لدول أخرى أمر غير مرغوب فيه، وسيناريو قد يكون خطيرا».
وفي تعليق حول احتمال إمداد بولندا أوكرانيا بمقاتلات «ميغ - 29» ، قال بيسكوف: «لقد قدمت وزارة الدفاع تفسيراً حول إمكانية استخدام (أوكرانيا) بعض المطارات الأخرى في طلعات الطائرات المقاتلة. هذا سيناريو خطير للغاية». وقد فاجأت بولندا المسؤولين الأميركيين مساء الثلاثاء معلنة «جاهزيتها لنقل كل طائراتها من طراز ميغ - 29 إلى قاعدة رامستين (في ألمانيا) ووضعها بخدمة الإدارة الأميركية، فوراً ومجاناً»، لتسلمها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، فيما رفضت واشنطن الاقتراح وعدته «غير قابل للتطبيق».
وحض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدول الغربية على اتخاذ «قرار بأسرع وقت» بشأن إرسال مقاتلات ميغ - 29 التي وضعتها بولندا في التصرف لمساعدة أوكرانيا على مواجهة الغزو الروسي. كما قال زيلينسكي إن المجتمع الدولي سيتحمل المسؤولية عن «كارثة إنسانية» شاملة إذا لم يوافق على منطقة حظر طيران لحماية بلاده.
إلى ذلك، تتجه الأنظار إلى الاجتماع المرتقب بين وزيري الخارجية الروسي والأوكراني في أنطاليا اليوم، كونه اللقاء الأول للوزيرين منذ اندلاع المواجهات.
... المزيد



أوكرانيا تترقَّب ردَّ بوتين

لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تترقَّب ردَّ بوتين

لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)

أعلنت موسكو إحباطَ محاولة لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين بطائرتين مسيّرتين استهدفتا الكرملين أمس، واتَّهمت أوكرانيا بالوقوف وراء ذلك، الأمر الذي وضع كييف في حالة ترقّب إزاء ردّ محتمل، رغم نفي مسؤوليتها، وتشكيك واشنطن فيما يصدر عن الكرملين.
وطالب الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف «بالتخلص من» الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي و«أعوانه» في كييف.
ودعا ميدفيديف، وهو حالياً المسؤول الثاني في مجلس الأمن الروسي، إلى «تصفية» زيلينسكي رداً على الهجوم المفترض.
وكتب ميدفيديف قائلاً «بعد الاعتداء الإرهابي اليوم، لم يبقَ خيار سوى تصفية زيلينسكي جسديا مع زمرته».
بدوره، صرح زيلينسكي للصحافيين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه في دول شمال أوروبا في هلسنكي «لم نهاجم بوتين. نترك ذلك للمحكمة. نقاتل على أراضينا وندافع عن قرانا ومدننا».

وأضاف زيلينسكي «لا نهاجم بوتين أو موسكو. لا نملك ما يكفي من الأسلحة للقيام بذلك». وسئل زيلينسكي عن سبب اتهام موسكو لكييف فأجاب أنَّ «روسيا لم تحقق انتصارات».
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنَّه لا يستطيع إثبات صحة اتهام روسيا بأنَّ أوكرانيا حاولت اغتيال الرئيس الروسي في هجوم بطائرتين مسيّرتين، لكنَّه قال إنَّه سينظر «بعين الريبة» لأي شيء يصدر عن الكرملين.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنتقد أوكرانيا إذا قرَّرت بمفردها ضرب روسيا رداً على هجمات موسكو، قال بلينكن إنَّ هذه قرارات يجب أن تتخذها أوكرانيا بشأن كيفية الدفاع عن نفسها.
من جانبها، قالت الأمم المتحدة إنَّه لا يمكنها تأكيد المعلومات حول هجمات أوكرانيا على الكرملين، داعية موسكو وكييف إلى التخلي عن الخطوات التي تؤدي إلى تصعيد.
روسيا تعلن إحباط محاولة لاغتيال بوتين في الكرملين بمسيّرتين