الحكومة الإسرائيلية تقرر إخلاء المصانع الكيماوية من حيفا بالتدريج

عامل في ميناء حيفا يستريح بجوار سفينة شحن راسية في أغسطس الماضي (رويترز)
عامل في ميناء حيفا يستريح بجوار سفينة شحن راسية في أغسطس الماضي (رويترز)
TT

الحكومة الإسرائيلية تقرر إخلاء المصانع الكيماوية من حيفا بالتدريج

عامل في ميناء حيفا يستريح بجوار سفينة شحن راسية في أغسطس الماضي (رويترز)
عامل في ميناء حيفا يستريح بجوار سفينة شحن راسية في أغسطس الماضي (رويترز)

أقرت الحكومة الإسرائيلية، في جلستها، أمس الأحد، خطة إخلاء المصانع الكيماوية من خليج حيفا، ولكن قرارها أثار موجة اعتراض من حركات ومنظمات البيئة لأنه يتحدث عن تنفيذها بالتدريج من دون موعد نهائي ولا يشمل مصانع البتروكيماويات.
وقررت الحكومة الدخول في مفاوضات جديدة مع الشركات التي تملك المصانع الكيماوية، فاعتبرت جمعيات البيئة هذا القرار فرصة لأصحاب الشركات بمواصلة تلويث الأجواء في المنطقة. ووعدت الجمعيات باستئناف المعارك الشعبية ضد المصانع وضد الحكومة على السواء.
المعروف أن خليج حيفا يعتبر أكثر منطقة ملوثة للبيئة في إسرائيل، وقد أثارت موجة احتجاج شديدة طيلة سنوات، لدرجة أن حزب الله اللبناني استغلها ليهدد بقصف هذه المصانع ونشر سمومها إلى منطقة شمال إسرائيل برمتها. وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2020، اتخذت الحكومة برئاسة بنيامين نتانياهو، قراراً لتطوير منطقة خليج حيفا مع إخلاء المصانع الكيماوية.
وكلفت الحكومة لجنة ببحث مستقبل الصناعات النفطية الكيميائية في هذه المنطقة والبنية التحتية للطاقة، مع ضمان الاستمرارية لتوليد الطاقة، بالإضافة إلى دراسة احتياجات السكن والتنمية الحضرية والاقتصادية في هذه المنطقة، إلى جانب مخاطر المواد الخطرة وتلويث الهواء وترميم الأراضي الملوثة. وأوصت اللجنة، بالعمل على وقف نشاط الصناعات النفطية الكيميائية في خليج حيفا خلال عشر سنوات أو أقل، مع ضمان احتياجات الاقتصاد للطاقة وضمان الاستمرارية العملية والعمل على التخطيط الجديد لخليج حيفا، بما يتيح التنمية المستدامة للمنطقة بأسرها، مع منح الأفضلية للسكن والاقتصاد النظيف وإقامة متنزه مركزي.
وأوصت باتخاذ الوسائل لتخفيض تلويث الهواء من حركة السير في منطقة خليج حيفا، بما في ذلك توسيع المواصلات العامة الكهربائية، وتوسيع منطقة الهواء النظيف إلى كل بلدات خليج حيفا حتى مدينة عكا، والتحول إلى استعمال شاحنة القمامة الكهربائية والشاحنات الكهربائية التي تتحرك في الميناء، أو التحول إلى الغاز الطبيعي وتخفيض انبعاث الدخان من المركبات البحرية، ودراسة وسائل التشجيع لوصول المركبات الحرية قليلة التلويث إلى إسرائيل.
وفي شهر أبريل (نيسان) الماضي، وضعت وزارة حماية البيئة المسودة الأولى لقرار الحكومة بهذا الشأن، مع جدول الأعمال، لإغلاق مجمع الصناعة النفطية الكيميائية ومصنع دشانيم ومجمع حاويات الوقود في كريات حاييم، والقرار لإقامة لجنة خاصةً لإدارة تنفيذ توصيات لجنة مدراء الوزارات الحكومية وتخصيص الميزانية الأولية قدرها 40 مليون شيكل.
لكن الأمور لم تتحرك كما يجب، ووقعت انفجارات مدوية مفاجئة هزت مدينة حيفا في مصنع للبتروكيماويات في المدينة.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.