مهرجان الأقصر يحتفي برائدات السينما الأفريقية

انطلاق دورته الـ11 بمشاركة 45 فيلماً من 35 دولة

حسين فهمي أثناء تكريمه في حفل افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
حسين فهمي أثناء تكريمه في حفل افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
TT

مهرجان الأقصر يحتفي برائدات السينما الأفريقية

حسين فهمي أثناء تكريمه في حفل افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
حسين فهمي أثناء تكريمه في حفل افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

تركز الدورة الحادية عشرة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، التي انطلقت مساء أول من أمس، بمدينة الأقصر التاريخية (جنوب مصر)، وتستمر حتى 10 مارس (آذار) الحالي، على دور المرأة الأفريقية في صناعة السينما، عبر الاحتفاء وتكريم الرائدات أمثال الفنانة البوركينية أبولين تراوري، والجزائرية بيونة، ودعم المخرجات الشابات من خلال مشروع «فاكتوري».
الدورة الجديدة التي تحتفي بالسينما الأوغندية، استحدث فيها جائزة باسم الفنان الراحل محمود عبد العزيز، مهداة من زوجته بوسي شلبي، قيمتها ألفي دولار أميركي، بالإضافة إلى إطلاق مسابقة جديدة بعنوان «إعادة اكتشاف مصر»، والتي تتضمن صناعة فيلم قصير مدته لا تتجاوز الدقيقة والنصف عن أحد الأماكن الأثرية، بهدف إعادة اكتشاف أماكن سياحية وأثرية في مصر.
حفل افتتاح الدورة الحادية عشرة، أقيم هذا العام، في قاعة المؤتمرات الخاصة بمحافظة الأقصر (جنوبي مصر)، ولم تقم بطريق الكباش أو في معبد الكرنك على غرار الأعوام السابقة، لـ«ضعف الموازنة»، و«تقصير عدد من الجهات الممولة»، بحسب ما ذكره السيناريست سيد فؤاد، في كلمته بحفل الافتتاح. لكن وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم، ردت عليه في كلمتها، مؤكدة أن «استضافة الطريق الأثري لحادث مهم آخر يستمر لعدة أيام، وراء استبعاد تنظيم حفل الافتتاح بقاعة المؤتمرات».
وشهدت الليلة الأولى من المهرجان، حضور عدد كبير من نجوم الفن المصري والأفريقي وكان على رأسهم الفنان محمود حميدة، الرئيس الشرفي للمهرجان، والفنان محيي إسماعيل، والفنانة بسمة، والفنانة سلوى خطاب، والفنانة سلوى محمد علي، والمخرجون مجدي أحمد علي، وخالد الحجر، وعمر عبد العزيز، وانتقل جميع ضيوف المهرجان من فنادقهم إلى قاعة الافتتاح، عبر ثلاثة مراكب نيلية، والتي انخرط خلالها الفنان حسين فهمي في وصلة رقص على الأغنيات الشهيرة بصعيد مصر، والإيقاعات النوبية برفقة آخرين.
وبينما تغيب الفنان المصري عمرو سعد عن تسلم تكريمه في حفل الافتتاح، لانشغاله بتصوير مسلسله الرمضاني الجديد «توبة» أرسل كلمة مصورة يشكر فيها منظمي المهرجان، ويعتذر عن عدم الحضور، قائلاً: «من موقع العمل أحييكم، من موقع المهنة التي استطاعت أن توحد الناس أحييكم... السينما هي التي نجحت في أن تصالح الناس على بعض، جعلتهم يفرحون ويحزنون، وأنا أفتخر بأنني واحد من هذه الصناعة».
بدورها، قالت المخرجة المصرية، عزة الحسيني، مديرة المهرجان، إن «(الأقصر للسينما الأفريقية)، يحتفي دائماً بالقارة السمراء، وبصناع الأفلام في أفريقيا»، مشيرة إلى أن هذه الدوري تحتفي بالمرأة، لأن اليوم العالمي للمرأة يتوسط أيام المهرجان.
وأضافت الحسيني أن «السينمائيات في أفريقيا لهن باع وتاريخ كبير جداً، على غرار صافي فاي، وناكي سي سفانا، وأبولين تراوري، وفانتا رجينا، وعزيزة أمير، وبيونة... وغيرهن».
وتسلمت الفنانة ناهد السباعي، جائزة جدتها الفنانة الراحلة، هدى سلطان بالنيابة عن والدتها المنتجة ناهد فريد شوقي، والتي أعربت في كلمتها عن سعادتها البالغة بوجودها في ليلة تكريم جدتها.
وقالت الفنانة ناهد السباعي، لـ«الشرق الأوسط»: «إنه كان من المقرر حضور والدتي لتسلم التكريم، لكنها تغيبت وأنابتني بدلاً منها، بسبب مرض شقيقتها»، مشيرة إلى «أنها كانت تتمنى أن تعيش فترة طويلة، مع جدتها الراحلة هدى سلطان، التي كان يشهد لها الجميع بالحب والخير»، لافتة إلى إعجابها الشديد بالكتاب الصادر من المهرجان عن هدى سلطان.
كما تسلم النجم حسين فهمي جائزة إنجاز العمر، ووجه الشكر لوزيرة الثقافة ولصديقه الفنان محمود حميدة، مؤكداً أنه يعلم جيداً حجم الجهد المبذول لخروج المهرجان للنور، مشيراً إلى أنه كان في يوم ما رئيساً للمهرجان ويعرف كم الجهد المبذول للحفاظ على استمراريته، كما أبدى سعادته بتنظيم هذا المهرجان الذي يمثل السينما الأفريقية في مدينة الأقصر بحضارتها الممتدة لـ7 آلاف سنة.
يذكر أن الدورة الحادية عشرة، تحمل اسم المخرج السنغالي الراحل جبريل مامبيتي، كما تم اختيار دولة أوغندا، لتكون ضيف شرف المهرجان، وتضم 45 فيلماً من 35 دولة، ويتنافس على جائزة مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 10 أفلام، من بينهم الفيلم المصري «2 ميدان طلعت حرب» للمخرج مجدي أحمد علي، والذي يشهد ظهوراً خاصاً للفنان المصري الكبير سمير صبري الذي يمر بوعكة صحية، ويعالج من أثرها حتى الآن بأحد مستشفيات القاهرة.


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».