«دويلات» سوريا الثلاث... خطوط ثابتة ومعاناة متفاقمة

«الشرق الأوسط» ترصد الأوضاع مع دخول هدنة موسكو ـ أنقرة سنتها الثالثة

دورية روسية - تركية في شمال غربي سوريا في 15 مارس 2020 (أ.ب)
دورية روسية - تركية في شمال غربي سوريا في 15 مارس 2020 (أ.ب)
TT

«دويلات» سوريا الثلاث... خطوط ثابتة ومعاناة متفاقمة

دورية روسية - تركية في شمال غربي سوريا في 15 مارس 2020 (أ.ب)
دورية روسية - تركية في شمال غربي سوريا في 15 مارس 2020 (أ.ب)

مع دخول هدنة إدلب، اليوم، سنتها الثالثة، يكون قد مضت سنتان على ثبات خطوط التماس بين «الدويلات» السورية الثلاث، لأول مرة منذ اندلاع الصراع في البلاد قبل 11 سنة.
وأظهر تحقيق لـ«الشرق الأوسط»، أن ثبات «الحدود» لم يمنع تفاقم المعاناة المعيشية، في مناطق النفوذ الثلاث، التي تضم «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بدعم من أميركا شرق سوريا، وفصائل مقاتلة مدعومة من تركيا في شمالها وشمالها الغربي، وقوات الحكومة السورية التي تساندها روسيا وإيران في باقي أنحاء البلاد.
وعززت أنقرة بموجب اتفاقها مع موسكو في 5 مارس (آذار) 2020، 78موقعاً ومئات الآليات العسكرية الثقيلة وآلاف الجنود في شمال غربي سوريا. وشهدت محافظة إدلب مؤخراً، عمليات عسكرية نشطة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، واستهدفت خلالها، عبر طائرات مسيّرة، عناصر وأعضاء في فصائل منها «حراس الدين». واستهدفت القوات الأميركية بعملية إنزال جوي خاصة زعيم تنظيم «داعش» عبد الله قرداش، في 3 فبراير (شباط). وشرق الفرات، بعد مرور 5 سنوات على اتفاق منع التصادم بين موسكو وواشنطن؛ تنتشر جيوش وجهات عسكرية متناقضة، وتلعب القوات الأميركية على الأرض دوراً محورياً في مكافحة تنظيم «داعش»، وضبط إيقاع التوتر القائم بين الجهات المتصارعة. كما دعمت «قسد» لإنهاء تمرد «داعش» في سجن الحسكة قبل أسابيع.
وفي الجنوب، استطاعت دمشق تعزيز نفوذها في درعا بموجب «تسويات جديدة»، مع زيادة الاحتجاجات في السويداء المجاورة بعد تفاقم المشكلات الاقتصادية.
... المزيد



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».