سباق مع الزمن للوصول إلى منكوبي الزلزال في المناطق النائية بنيبال

تلاشي الأمل في العثور على أحياء.. وتحذير من انتشار الأوبئة بين 1.7 مليون طفل

شابة تمر وسط الدمار الناجم عن الزلزال في ضواحي كاتماندو أمس (رويترز)
شابة تمر وسط الدمار الناجم عن الزلزال في ضواحي كاتماندو أمس (رويترز)
TT

سباق مع الزمن للوصول إلى منكوبي الزلزال في المناطق النائية بنيبال

شابة تمر وسط الدمار الناجم عن الزلزال في ضواحي كاتماندو أمس (رويترز)
شابة تمر وسط الدمار الناجم عن الزلزال في ضواحي كاتماندو أمس (رويترز)

استبعدت نيبال أمس العثور على مزيد من الناجين بين أنقاض المنازل بعد أسبوع على الزلزال الذي أسفر عن مقتل أكثر من 6700 شخص وخلف دمارا كبيرا في إحدى أفقر دول آسيا. وبدأت الآمال تتلاشى في العثور على ناجين تحت الأنقاض في العاصمة كاتماندو من جراء الزلزال الأكثر دموية في البلاد منذ أكثر من 80 عاما، وباتت الجهود تتركز الآن على الوصول إلى ناجين في المناطق النائية حيث تأخر وصول المساعدات.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية لاكسمي براساد داكال: «لقد مر أسبوع على الكارثة. نحن نبذل قصارى جهدنا في أعمال الإنقاذ والإغاثة، لكن الآن لا أعتقد أن هناك أي إمكانية لوجود ناجين تحت الأنقاض». وبحسب المتحدث فإن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 6621 قتيلا و14023 جريحا، مشددا في الوقت نفسه على أن هذه الحصيلة مؤقتة. ويضاف إلى هؤلاء الضحايا نحو مائة قتيل سقطوا من جراء الزلزال في الهند والصين المجاورتين لنيبال.
وحذرت اليونيسيف من سباق ضد الزمن لتجنب انتشار أوبئة في صفوف نحو 1.7 مليون طفل يقدر أنهم يعيشون في المناطق الأكثر تضررا مع ترقب موسم الأمطار بعد بضعة أسابيع. والزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة خلف دمارا كبيرا وعددا كبيرا من القتلى حين ضرب يوم 25 أبريل (نيسان) الماضي كاتماندو، ما أدى أيضا إلى انهيارات ثلجية أسفرت عن سقوط قتلى في جبل إيفرست.
وعلى الرغم من أن أكثر من 20 دولة أرسلت فرق بحث وإنقاذ مزودة بكلاب بوليسية وبآلات تعمل بواسطة الرصد الحراري للعثور على ناجين تحت الأنقاض، فإنه لم يتم انتشال أي ناجٍ من تحت الأنقاض منذ مساء الخميس. ولم يتضح بعد الحجم الفعلي للكارثة بسبب الطبيعة الجبلية في هذه الدولة الواقعة في الهملايا، ما يعقد جهود الإغاثة. كما لم يعرف عدد الأجانب الذين قتلوا في الزلزال، إذ لا يزال نحو ألف مواطن من رعايا الاتحاد الأوروبي في عداد المفقودين بحسب دبلوماسيين. وقالت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى نيبال رينيه تيرينك للصحافيين في كاتماندو إن غالبيتهم كانوا يمارسون هواية التسلق في جبل لانغتانغ البعيد قرب مركز الزلزال في جبال منطقة إيفرست.
ولا يزال عشرات آلاف الناجين في كاتماندو يقيمون في العراء منذ أسبوع بعدما دمرت منازلهم أو خوفا من الهزات الارتدادية التي يمكن أن تؤدي إلى انهيار مبان متصدعة. وقال ديراج ثاكور الذي يقيم في خيمة في وسط المدينة: «نحن لا نقيم هنا بإرادتنا. نحن هنا لأنه ليس لدينا أي مكان نذهب إليه». وأضاف: «سبعة من أفراد عائلتي يقيمون معي، زوجتي وشقيقتي ووالدي، والغرفة المستأجرة التي كنا نقيم فيها في كاتماندو دمرت الآن». وتابع: «خسرنا كل أغراضنا، وحتى الشخص الذي كنت أعمل لديه كسائق توفي، وبالتالي لا أعلم من أين سآتي بالمال لاستئجار غرفة أخرى». وقرر شامبهو تابا الذي عمل كطاهٍ في فندق قبل أن يدمره الزلزال، العودة إلى قريته مع زوجته وأولادهما الثلاثة لأنه لم يعد لديه أي وسيلة لإعالتهم الآن في كاتماندو. وقال: «حتى قريتنا تضررت، لكن على الأقل نملك أرضا هناك». وأضاف: «هنا ننتظر الإعانات من الأرز والبسكويت والمياه. سننتظر تأمين وسيلة نقل مجانية خارج المدينة لأننا لا نملك المال الكافي للوصول إلى قريتي».
وحذرت اليونيسيف من أن صحة الأطفال المتضررين من جراء الكارثة مهددة لأن كثيرا منهم أصبحوا دون مأوى. وقال روناك خان نائب ممثل اليونيسيف في نيبال إن «المستشفيات مكتظة والمياه تقل والجثث لا تزال تحت الأنقاض والناس ينامون في العراء. هذا الأمر يشكل مخاطر كبرى لانتشار أوبئة». وأضاف: «ليس أمامنا كثير من الوقت لاتخاذ إجراءات تحمي الأطفال المتضررين من انتشار أمراض معدية، وهذا الخطر قد يتزايد من جراء الأمطار المرتقبة».



احتجاجات مؤيدة وأخرى مناهضة لاعتقال رئيس كوريا الجنوبية المعزول (صور)

تمثال للرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول مغطى بالثلوج خلال احتجاج ضده بالقرب من مقر إقامته الرسمي في سيول (رويترز)
تمثال للرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول مغطى بالثلوج خلال احتجاج ضده بالقرب من مقر إقامته الرسمي في سيول (رويترز)
TT

احتجاجات مؤيدة وأخرى مناهضة لاعتقال رئيس كوريا الجنوبية المعزول (صور)

تمثال للرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول مغطى بالثلوج خلال احتجاج ضده بالقرب من مقر إقامته الرسمي في سيول (رويترز)
تمثال للرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول مغطى بالثلوج خلال احتجاج ضده بالقرب من مقر إقامته الرسمي في سيول (رويترز)

تحدى آلاف الأشخاص الثلوج الكثيفة في سيول اليوم (الأحد) للتجمع تعبيراً عن تأييد أو معارضة اعتقال الرئيس المعزول يون سوك يول في الوقت الذي يبدو فيه أن الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية تتجه نحو مواجهة أخرى عالية المخاطر.

ومع قرب انقضاء المهلة المحددة لمذكرة الاعتقال الصادرة بحق يون بتهمة التمرد عند منتصف الليل (15:00 بتوقيت غرينتش) غداً (الاثنين)، نظمت عدة مجموعات احتجاجات بالقرب من مقر إقامته الرسمي، حيث دعا البعض إلى اعتقاله الفوري واحتج البعض الآخر على ذلك.

يرتدي المتظاهرون بطانيات حرارية خلال مسيرة ضد الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول بالقرب من مقر إقامته في سيول (أ.ف.ب)

وأصبح يون أول رئيس في السلطة يواجه الاعتقال بسبب محاولته الفاشلة لإعلان الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر (كانون الأول)، والتي أثارت فوضى سياسية اجتاحت رابع أكبر اقتصاد في آسيا وأحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وعزل البرلمان الرئيس ومنعه من ممارسة مهامه الرسمية إلى أن تقرر المحكمة ما إذا كانت ستعيده إلى منصبه أو ستقيله. ويوم الجمعة، منع الحرس الرئاسي وقوات الجيش محققين من اعتقاله في مواجهة استمرت ست ساعات.

جانب من مظاهرة لمؤيدي الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول بالقرب من مقر إقامته في سيول (رويترز)

وتجمع بعض المحتجين اليوم الأحد طوال الليل في وسط مدينة سيول، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى أقل من خمس درجات مئوية تحت الصفر، بينما تراكمت الثلوج بسمك يتجاوز خمسة سنتيمترات في بعض أنحاء العاصمة التي حذرت الأرصاد الجوية من أنها ستكون معرضة لهطول ثلوج كثيفة.

وإلى ذلك، قال يانج كيونج سو، زعيم اتحاد النقابات العمالية الكوري، وهي جماعة عمالية رئيسية شاركت في الاحتجاجات: «يتعين علينا إعادة إرساء أسس مجتمعنا من خلال معاقبة الرئيس الذي رفض الدستور». وأضاف: «يجب علينا القبض على المجرم يون سوك يول واعتقاله واحتجازه في أقرب وقت ممكن».

وفي مكان قريب، رفع أنصار يون لافتات كُتب عليها: «سنقاتل من أجل الرئيس يون سوك يول» و«أوقفوا السرقة»، وهي العبارة التي روج لها أنصار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بعد خسارته انتخابات عام 2020.

أنصار يون يرفعون لافتات كُتب عليها «أوقفوا السرقة» في سيول (أ.ف.ب)

واستقطبت احتجاجات مماثلة عشرات الآلاف أمس (السبت)، مما دفع الشرطة إلى محاولة تفريق المحتجين التابعين لاتحاد النقابات العمالية الكوري الذين احتلوا الطرق وأعاقوا حركة المرور. وذكرت وكالة يونهاب للأنباء أن اثنين من المحتجين اعتقلا بتهمة الاعتداء على أفراد الأمن.

وطلب مكتب التحقيقات في قضايا الفساد للمسؤولين رفيعي المستوى أمس السبت، والذي يقود التحقيق الجنائي مع يون، من القائم بأعمال الرئيس تشوي سانج موك، وزير المالية، إصدار أمر إلى جهاز الأمن بالامتثال وتنفيذ أمر الاعتقال.