محركات تويوتا تتخطى الهجمة السيبرانية

توشيبا تستبدل رئيسها... و«اختراق مستقبلي» لباناسونيك

الرئيس التنفذي ورئيس العمليات الجديدين لتوشيبا اليابانية بعد إعلان نية الرئيس الحالي الاستقالة (أ.ف.ب)
الرئيس التنفذي ورئيس العمليات الجديدين لتوشيبا اليابانية بعد إعلان نية الرئيس الحالي الاستقالة (أ.ف.ب)
TT

محركات تويوتا تتخطى الهجمة السيبرانية

الرئيس التنفذي ورئيس العمليات الجديدين لتوشيبا اليابانية بعد إعلان نية الرئيس الحالي الاستقالة (أ.ف.ب)
الرئيس التنفذي ورئيس العمليات الجديدين لتوشيبا اليابانية بعد إعلان نية الرئيس الحالي الاستقالة (أ.ف.ب)

قالت شركة توشيبا يوم الثلاثاء إن الرئيس التنفيذي ساتوشي تسوناكاوا سيستقيل، إذ تتزايد المعارضة لخطط إعادة هيكلة مثيرة للجدل في المجموعة اليابانية. وسيصبح تارو شيمادا المسؤول التنفيذي الكبير بالشركة، وهو مسؤول تنفيذي سابق في سيمنس الألمانية، القائد الجديد للشركة. وتدخل التغييرات حيز التنفيذ من أمس الثلاثاء.
ومن جهة أخرى، تعتزم شركة «تويوتا موتورز كورب» اليابانية لإنتاج السيارات استئناف تشغيل كل مصانعها في اليابان ابتداء من الأربعاء، بعد فترة توقف قصيرة عن العمل بسبب هجوم إلكتروني على مورديها المحليين.
وكانت تويوتا قد أعلنت أول من أمس وقفا مؤقتا للإنتاج في 28 خط إنتاج في 14 مصنعا في مختلف أنحاء اليابان يوم الثلاثاء. وتشتبه شركة التوريد «كوجيما أندرستريز» في تعرضها لهجوم إلكتروني. وتقوم الشركة بصناعة المعادن والبلاستيك والمكونات الإلكترونية.
وتعاني تويوتا بالفعل من نقص الرقائق الإلكترونية وتأخيرات مرتبطة بكوفيد - 19 منذ يناير (كانون الثاني) الماضي. ويأتي هذا الإغلاق في وقت كان تتطلع فيه تويوتا إلى زيادة الإنتاج وتعويض الفاقد في الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد على السيارات.
أيضا على صعيد الشركات اليابانية العملاقة، حددت شركة الإلكترونيات اليابانية باناسونيك كورب موعد بدء الإنتاج التجاري للجيل الجديد لبطاريات السيارات الكهربائية الأميركية تسلا والذي يستهدف خفض أسعار السيارات الكهربائية. وقالت باناسونيك في بيان يوم الاثنين إنه من المقرر بدء الإنتاج واسع النطاق وترخيص الإنتاج للجيل الجديد من البطاريات خلال العام المالي الذي ينتهي في 31 مارس (آذار) 2024.
وأشارت وكالة بلومبرغ للأنباء إلى أن باناسونيك أنشأت خطي إنتاج إضافيين إلى جانب منشآت الإنتاج في مصنع واكاياما غرب اليابان. ويذكر أن باناسونيك أطلقت اسم 6480 على الجيل الجديد للبطاريات، في إشارة إلى أبعاد البطارية الجديدة حيث يبلغ طول قطرها 46 مليمترا وارتفاعها 80 مليمترا، في حين تزيد قدرتها عن قدرة الجيلين الأصغر 1865 و2170 اللتين توردهما باناسونيك حاليا لشركة تسلا الأميركية. ويعني هذا أن السيارات التي ستعمل بالبطارية الجديدة ستحتاج إلى عدد خلايا ومكونات أقل وهو ما يعني خفض تكلفة إنتاجها.
وكان إيلون ماسك مؤسس ورئيس تسلا قد وصفا الجيل الجديد للبطاريات بأنه «اختراق» في تكنولوجيا بطاريات السيارات الكهربائية وسيتيح لشركته إنتاج سيارات وبيعها بسعر يبدأ من 25 ألف دولار. وفي حين تعتزم تسلا إنتاج البطاريات لنفسها في وقت لاحق، فإنها طلبت من باناسونيك بدء إنتاجها، في حين تعتزم الشركة اليابانية بيع جزء من الإنتاج إلى شركات صناعة السيارات الكهربائية الأخرى.
وكان هيروكازو أوميدا المدير المالي لشركة باناسونيك قد أعلن في وقت سابق من الشهر الحالي اعتزام الشركة إنشاء خط إنتاج إضافي للبطارية 4680، رغم أنه لم يحدد موعد بدء العمل في هذا الخط.
وفي غضون ذلك، أظهرت بيانات اقتصادية نشرت يوم الثلاثاء في اليابان تباطؤ وتيرة نمو نشاط قطاع التصنيع بالبلاد خلال شهر فبراير (شباط) الماضي. وتراجع مؤشر بنك جيبون لمديري مشتريات قطاع التصنيع في اليابان الشهر الماضي إلى 52.7 نقطة مقابل 55.4 نقطة في الشهر الماضي. وتشير قراءة المؤشر أكثر من 50 نقطة إلى نمو النشاط الاقتصادي للقطاع، وأقل من 50 نقطة إلى انكماش النشاط.كما أظهرت البيانات استمرار نمو قطاع التصنيع للشهر الثالث عشر على التوالي، رغم استمرار تباطؤ وتيرة النمو منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. ورغم أن التراجع هامشي بشكل عام، فإن إنتاج قطاع التصنيع سجل تراجعا لأول مرة منذ خمسة أشهر، مع استمرار النقص في إمدادات المواد الخام وتأثيرات ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد. وسجل المؤشر الفرعي للطلبيات الجديدة ارتفاعا ملموسا خلال فبراير الماضي.


مقالات ذات صلة

تقارير: قرصنة صينية لأنظمة تنصت أميركية

الولايات المتحدة​ رسم يُظهر العلمين الأميركي والصيني من خلال زجاج مكسور (صورة توضيحية - رويترز)

تقارير: قرصنة صينية لأنظمة تنصت أميركية

أفادت صحيفة أميركية بأن قراصنة إلكترونيين من الصين تمكّنوا من الوصول إلى شبكات مقدمي خدمات النطاق العريض في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب برفقة أنصاره في شانكسفيل في بنسلفانيا (أ.ب)

واشنطن لتوجيه اتهامات جنائية ضد قراصنة سيبرانيين مرتبطين بإيران

تستعد السلطات الفيدرالية لتوجيه اتهامات جنائية ضد قراصنة سيبرانيين مرتبطين بإيران سعوا إلى اختراق حملة الرئيس السابق دونالد ترمب والتأثير في انتخابات الرئاسة.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بايدن يتحدث في البيت الأبيض

جمهوريون يطالبون بايدن بـ«رد حاسم» على خروقات طهران

بعد خروقات إيرانية أمنية متعددة للحملات الانتخابية الأميركية، أعرب جمهوريون عن استيائهم من غياب رد حاسم على ممارسات طهران.

رنا أبتر (واشنطن)
شؤون إقليمية رجل يقف أمام لافتة «ميتا» خارج المقر الرئيسي للشركة في كاليفورنيا (أسوشيتد برس)

«قراصنة» إيرانيون استهدفوا حسابات «واتساب» أميركية

قالت شبكة «ميتا» للتواصل الاجتماعي إنها أحبطت هجوم مجموعة قراصنة إيرانية في تطبيق «واتساب» على مسؤولين أميركيين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية القراصنة الإيرانيون استخدموا حسابات «واتساب» لاستهداف سياسيين مقربين من بايدن أو ترمب (رويترز)

حجب حسابات مرتبطة بإيران على «واتساب» استهدفت سياسيين أميركيين

أعلنت شركة «ميتا»، الجمعة، أنها حجبت عددا من الحسابات عبر تطبيق «واتساب» تعتقد أنها مرتبطة بمجموعة قرصنة إيرانية استهدفت سياسيين مقربين من بايدن أو ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

لهذه الأسباب... ارتفعت الصفقات العقارية للوحدات السكنية الصغيرة 151 % في السعودية

بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
TT

لهذه الأسباب... ارتفعت الصفقات العقارية للوحدات السكنية الصغيرة 151 % في السعودية

بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)

تشهد السوق العقارية في السعودية مؤخراً إقبالاً على الوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة، التي تتراوح مساحاتها بين 30 متراً مربعاً و65 متراً مربعاً، حيث ارتفعت الصفقات العقارية لتلك المساحات بنسبة 151 في المائة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي، مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وأرجع عدد من الخبراء والاختصاصيين العقاريين خلال حديثهم مع «الشرق الأوسط»، هذا الإقبال، إلى 4 أسباب، مشيرين إلى أن المستقبل في المدن الكبرى مثل الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة وجدة، والدمام سيكون للوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة، التي ستخلق فرصاً استثمارية جديدة للمطورين العقاريين في التوسع في هذه الوحدات وزيادة نصيبها ضمن مَحافظهم الاستثمارية والخاصة بمشروعات التطوير العقاري.

ويرى الخبير والمُقيّم العقاري المهندس أحمد الفقيه، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، أن المستقبل في المدن الكبرى للوحدات السكنية من الشقق الصغيرة بمتوسط مساحة 35 متراً مربعاً، مضيفاً أن مبيعات غالبية المطورين والمسوّقين العقاريين في المدن الكبيرة تتركز في الوحدات السكنية الصغيرة التي تتكون من غرفة أو غرفتين واستوديو.

وأرجع الفقيه هذا التوجه نحو الوحدات السكنية الصغيرة، إلى 4 أسباب، تتمثل في تغير التركيبة السكانية في المدن الرئيسية وعلى رأسها مدينة الرياض ومحافظة جدة؛ بسبب الهجرة الكبيرة نحو المدن التي أصبحت مركز جذب، ولارتفاع جودة الحياة فيها، ولزيادة الفرص الوظيفية فيها للسعوديين وغير السعوديين، كما أن هذه الفئات قليلة العدد ومتوسط عدد أفرادها 3 أشخاص. بالإضافة إلى ظهور فئات جديدة في المجتمع لم يعهدها سابقاً، من الذين يُفضّلون الاستقلالية في السكن، حيث إن بعضهم سيدات، سواء منفصلات أو موظفات قادمات من خارج المدن، أو رجال يفضلون الاستقلالية في السكن.

وأشار الفقيه إلى أن السبب الثالث، يكمن في تغير العادات الاجتماعية، بحيث أصبحت الأسر الجديدة وحديثو الزواج يميلون إلى عدم إنجاب الأطفال بعدد كبير جداً، ويفضّلون وجود فترة زمنية تتجاوز 3 سنوات لإنجاب طفلهم الأول، بعد الاستقرار المادي والسكني، مضيفاً أن السبب الرابع يتمثل في ارتفاع أسعار الوحدات السكنية في المدن الكبرى؛ مما دفع كثيراً من العائلات الصغيرة والمستقلين إلى تفضيل الوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة.

واستشهد الفقيه بلغة الأرقام، مشيراً إلى أن بيانات البورصة العقارية توضح تضاعف الصفقات العقارية للوحدات السكنية بين 30 متراً مربعاً و65 متراً مربعاً، حيث سجّلت البورصة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي نحو 242 وحدة سكنية، بينما قفزت خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي إلى 608 وحدات سكنية، وهو مؤشر قوي على ازدياد وتفضيل هذا النوع من المساكن.

الوحدات الصغيرة... نجم صاعد

من جانبه، وصف المستشار والخبير العقاري العبودي بن عبدالله، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، الوحدات السكنية الصغيرة بأنها نجم صاعد في السوق العقارية السعودية، واستطاعت خلال الفترة الماضية جذب اهتمام المطورين والمستثمرين على حد سواء، مشيراً إلى أنه مع تنامي عدد السكان وزيادة الطلب على السكن فرضت هذه الوحدات نفسها حلاً مبتكراً وذكياً يلبي احتياجات الطلب الكبير والعصر الحديث في السوق العقارية السعودية، ويتواكب مع ما يشهده من تحولات ديناميكية، كما يجمع بين المرونة والكفاءة والاستدامة.

وأضاف أنه «في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المملكة تظهر الحاجة إلى تنوع في الخيارات السكنية بشكل متزايد من الجيل الجديد من السعوديين الذين يفضّلون الاستقلالية والمرونة، ويسعون للحصول على وحدات سكنية تلبي احتياجاتهم الفردية بأسعار تتناسب مع قدراتهم الشرائية». ولفت إلى أن الوحدات السكنية الكبيرة لم تعد الخيار الأوحد، بل باتت الوحدات الصغيرة تجذب الأنظار، خصوصاً للشباب والعائلات الصغيرة والمهنيين غير المتزوجين الذين يبحثون عن أسلوب حياة يتناسب مع احتياجاتهم، دون الإخلال بالجودة أو الراحة؛ مما يجعلها خياراً مثالياً لمَن يسعون للحصول على نمط حياة عصري ومستدام، يتماشى مع التوجهات العالمية نحو التصميم الذكي واستخدام المساحات بشكل أكثر فعالية.

ويرى العبودي أن النمو السكاني وتنامي تدفق موظفي الشركات العالمية والمستثمرين، زادا من الطلب على الوحدات السكنية الصغيرة بشكل لافت في المملكة، خصوصاً للفئات الباحثة عن سكن بأسعار معقولة وبمواقع استراتيجية داخل المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام، لافتاً إلى أن الأرقام والإحصاءات تشير إلى أن الطلب على الوحدات الصغيرة سيرتفع بشكل مستمر خلال السنوات المقبلة؛ حيث يسهم ذلك في تخفيف الضغط على الوحدات السكنية الكبيرة ويفتح أبواباً جديدة للاستثمار في قطاع العقارات، كما أن المستثمرين العقاريين بدأوا في استيعاب ذلك، وهو ما أدى إلى زيادة المشروعات السكنية التي تركز على تقديم وحدات صغيرة تتسم بالجودة والكفاءة.

وأضاف أنها تعدّ خياراً اقتصادياً ممتازاً سواء للمطورين أو للمشترين، فالمساحات الأصغر تعني تكاليف أقل للبناء وبالتالي تقديم وحدات بأسعار تنافسية تتيح لشريحة أوسع من السكان إمكانية التملك أو الإيجار، وهذا يسهم في تحقيق أهداف «رؤية 2030» في زيادة نسبة تملك السعوديين للمساكن، كما أنها ستصبح جزءاً أساسياً من النسيج العقاري للمملكة.