السعودية تدشن أول مستشفى افتراضي

يخدم نصف مليون مستفيد سنوياً

الجلاجل والسواحة والصويان يدشنون المستشفى الافتراضي (واس)
الجلاجل والسواحة والصويان يدشنون المستشفى الافتراضي (واس)
TT

السعودية تدشن أول مستشفى افتراضي

الجلاجل والسواحة والصويان يدشنون المستشفى الافتراضي (واس)
الجلاجل والسواحة والصويان يدشنون المستشفى الافتراضي (واس)

دشّنت السعودية، أمس الاثنين، أول مستشفى افتراضي لديها، يتعاون مع شبكة تتجاوز 130 مستشفى داخل جغرافية المملكة، وفي عدد من التخصصات النادرة، لتسهيل الحصول على الخدمات الصحية التخصصية، في الوقت المناسب وللمناطق كافة.
ودشّن وزيرا الصحة فهد الجلاجل والاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله السواحة ومحافظ الهيئة العامة للحكومة الرقمية المهندس أحمد الصويان، المستشفى الافتراضي، وجالوا في أقسام المستشفى، واطلعوا على جميع الخدمات التي يقدمها للمرضى، واستمعوا إلى شرح مفصّل عن طبيعة وآلية تلك الخدمات.
وقال وزير الصحة إنّ هذا المشروع يستوعب نحو 500 ألف مستفيد في العام، ويقدم 34 تخصصاً دقيقاً وفرعياً، وسوف يسهل على المواطن الحصول على الاستشارات، والتوصل إلى حلول تغنيه من مشقة انتقاله إلى المستشفى، من خلال تواصله مع الأطباء عن بُعد، إضافة إلى نقل الخبرات بين الأطباء والمختصين، وإتاحة أفضل الاستشاريين في جميع المدن والقرى عبر الطب الاتصالي.
من جهته، أكد محافظ هيئة الحكومة الرقمية أن تدشين مستشفى صحة الافتراضي، يعكس مستوى التقدم في رحلة التحول الرقمي في المملكة، والتكامل الحكومي، إضافة إلى موثوقية البنية التحتية الرقمية.
المستشفى الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم، يقدم أكثر من 30 خدمة صحية، تشمل الأشعة الافتراضية والرعاية الحرجة والخدمة الافتراضية لمرضى كهربائية الدماغ، ويشغّله أكثر من 73 ممارساً صحياً في التخصصات المختلفة، ويأتي في إطار برنامج تحول القطاع الصحي وتمكين التحول الرقمي ودعم الابتكار واستخدام التقنيات الحديثة، وتعزيز كفاءة الإنفاق، ضمن رؤية السعودية 2030.
وسيتولى «صحة الافتراضي» ربط شبكة واسعة من المستشفيات المركزية والطرفية المنتشرة في السعودية، وسيغطي نقص التخصصات الدقيقة حسب الحالة المرضية التي يتلقاها، وسيتعامل مع الحالات التي تتطلب تدخلاً أكثر تخصصية، عبر استدعاء الخبراء افتراضياً، والتوجيه في اتخاذ القرارات الطبية، وستُقدم الخدمة للمستشفيات والأفراد على حد سواء، حسب طبيعة الحالة المرضية، والخدمة المتوخى تقديمها.
وأشار مساعد وزير الصحة للخدمات العلاجية والمتحدث الرسمي الدكتور محمد العبد العالي إلى أنّ المستشفى الافتراضي سيكون بمثابة منطقة لاستقطاب خبرات أفضل الاستشاريين، والممارسين الصحيين، وأكثرهم إحاطة في التخصصات النادرة والمعقدة، ليقوموا بتقديم أفضل الخدمات للجميع، وسيستفيد المواطن في جميع المناطق من هذه الخدمات التي يقدمها المستشفى لتأتي إمّا مباشرة لرعاية وخدمة المستفيد الذي يحتاج إلى رعاية ويقدمها المستشفى بخصوصية، وإما من خلال دعم المنظومة التي يتلقى المستفيد منها الخدمة الصحية.
وأكد العبد العالي أنّ ما يُقدّم في المستشفى الافتراضي هو نوعي وفريد، من حيث التقنيات في طريقة تقديم الخدمات وتسهيل الحصول عليها، ودعم منظومة المنشآت الصحية.
وبدأ مستشفى صحة الافتراضي، في تقديم خدماته، في مسعى لخلق قيمة مضافة في مستوى الخدمات الصحية المقدمة وجودتها، التي شهدت، عالمياً، نمواً في استخدام التقنيات الحديثة، والتوسع في توظيف الروبوتات الطبية واستثمارها، لتوفير الوقت والجهد لتخفيف مشقة السفر والتنقل، وللحالات الحرجة التي تتطلب استشارات متخصصة ودقيقة وسريعة مع تسهيل توفير الخدمات الصحية بالمنازل.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.