مصر تُكثف التنسيق مع الشركاء الدوليين بشأن مؤتمر المناخ

وزيرة البيئة المصرية تبحث مع سيلوين هارت وإيلينا بانوفا ترتيبات مؤتمر المناخ (الحكومة المصرية)
وزيرة البيئة المصرية تبحث مع سيلوين هارت وإيلينا بانوفا ترتيبات مؤتمر المناخ (الحكومة المصرية)
TT

مصر تُكثف التنسيق مع الشركاء الدوليين بشأن مؤتمر المناخ

وزيرة البيئة المصرية تبحث مع سيلوين هارت وإيلينا بانوفا ترتيبات مؤتمر المناخ (الحكومة المصرية)
وزيرة البيئة المصرية تبحث مع سيلوين هارت وإيلينا بانوفا ترتيبات مؤتمر المناخ (الحكومة المصرية)

في إطار تحضيرات مصر لاستضافة مؤتمر «الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ» (COP 27) بشرم الشيخ في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، أجرت وزارة الخارجية سلسلة من المشاورات مع عدد من الشركاء والأطراف الدوليين، بشأن أبرز القضايا على أجندة المؤتمر.
وبحثت ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة في مصر، مع مساعد السكرتير العام للمناخ بالأمم المتحدة، سيلوين هارت، والمنسقة المقيمة للأمم المتحدة بالقاهرة، وممثل وزارة الخارجية إيلينا بانوفا، ترتيبات المؤتمر فيما يخص الدعم الفني. وقالت وزارة الخارجية أمس إن مدير إدارة المناخ والبيئة والتنمية المستدامة، محمد نصر، أكد أن «الحوار الجاد والشفاف والبناء مع كافة الدول والمجموعات الجغرافية والسياسية سيوفر الظروف المطلوبة لإنجاح الرئاسة المصرية للمؤتمر، وبلورة نتائج إيجابية تقوم على التوافق والالتزام الجاد»، لافتاً إلى أن هذه المشاورات «تأتي امتداداً لما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن مصر سوف تتولى مسؤولية الرئاسة بحيادية وشفافية، وستعمل على مراعاة أولويات وشواغل ووجهات نظر مختلف الأطراف».
وذكرت «الخارجية المصرية» أنه «تم عقد الاجتماع الأول لمجموعة عمل المناخ المصرية - الأميركية، التي أطلق أعمالها وزير الخارجية المصري سامح شكري، والمبعوث الرئاسي الأميركي الخاص للمناخ جون كيري؛ حيث ترأس الجانب الأميركي فيها نائبة المبعوث الرئاسي الخاص، وتم خلالها التشاور بخصوص عدد كبير من القضايا الثنائية والمتعددة الأطراف محل الاهتمام المشترك، وذات الصلة بأجندة تغير المناخ. كما تم في نفس الإطار استقبال نائب رئيس غرفة التجارة الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ستيف لوتس». وأكدت «الخارجية المصرية» أنه «تم استقبال وكيل وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، يوكين فلاسبارت، للتباحث حول آفاق التعاون مع الجانب الألماني، الذي يتولى حالياً رئاسة (قمة مجموعة الدول السبع الصناعية)، إلى جانب كبير المفاوضين السويديين لموضوعات تغير المناخ، ماتياس فروميري. كما تم عقد عدد من الاجتماعات التشاورية الدورية مع الرئاسة البريطانية الحالية بمؤتمر الأطراف، وذلك في إطار التحضير لانتقال مسؤوليات الرئاسة للجانب المصري».
في غضون ذلك، أكدت وزيرة البيئة المصرية أمس أن «عملية الإعداد للمؤتمر تقوم على إشراك كافة الأطراف المعنية، وخلق حالة من الالتزام الجماعي بضرورة الخروج بمؤتمر مناخ ناجح، يعبر عن قدرات مصر في قيادة العمل المناخي الإقليمي والدولي»، موضحة أن «إشراك الشباب والقطاع الخاص في المؤتمر سيكون قيمة مضافة». كما أشارت إلى «أهمية بناء القدرات، سواء للمتطوعين من الشباب المشارك في المؤتمر، وأيضاً للقائمين على الأنشطة الأخرى، خصوصاً أن مصر ستطلق قريباً الحوار الوطني للمناخ، كآلية لخلق اهتمام وطني بموضوعات تغير المناخ لجميع الفئات، من أطفال وشباب ورجال دين والإعلاميين وقادة الرأي والسياسيين».
وبحسب إفادة لـ«مجلس الوزراء المصري» أمس، فإن وزيرة البيئة المصرية لفتت إلى «تحديد 16 مبادرة للعمل عليها، والخروج بأهمها من خلال المؤتمر، وذلك بالتعاون مع الشركاء من الدول المتقدمة، وبرامج الأمم المتحدة والبنوك التنموية، والمراكز البحثية والمجتمع المدني، لتخطي مرحلة الآمال والطموحات، والوصول لتنفيذ فعلي لها على أرض الواقع، مع المضي قدماً في الخطط الوطنية، حيث إن الاستفادة الحقيقية من مؤتمر المناخ هو تحقيق قفزة قوية في دمج أبعاد تغير المناخ في الخطط التنموية الوطنية».
كما شددت الوزيرة المصرية على أن «الوصول بمؤتمر شرم الشيخ للمناخ ليكون مؤتمراً للتنفيذ، يتطلب عرض قصص نجاح وحلول واقعية في مجالات التخفيف والتكيف، ضمن المنهجية القائمة على الاقتراب من احتياجات المواطن وتحدياته».


مقالات ذات صلة

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

الاقتصاد جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

لا تزال المداولات مستمرة في الساعات الأخيرة قبل اختتام مؤتمر «كوب 16» المنعقد بالرياض.

عبير حمدي (الرياض)
العالم «النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

«الشرق الأوسط» (جنيف )
الاقتصاد حذّر البنك الدولي من أن موجات الجفاف قد تطول نحو نصف سكان العالم في عام 2050 (واس) play-circle 00:30

البنك الدولي: الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً

قال البنك الدولي إن الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً، موضحاً أن له تأثيرات البشرية والاقتصادية بعيدة المدى.

عبير حمدي (الرياض)
بيئة مواطنون في حديقة بمدينة شوني بولاية أوكلاهوما الأميركية في نوفمبر 2024 (أ.ب)

2024 يتجه لتسجيل أعلى درجة حرارة في تاريخ الأرض

سجلت درجة حرارة الأرض خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ثاني أعلى درجة حرارة في مثل هذا الشهر من أي عام.

«الشرق الأوسط» (برلين )
العالم العربي برامج البنك الدولي تساهم في التوعية بمخاطر التغير المناخي في اليمن (البنك الدولي)

تدهور الأراضي الزراعية في اليمن... ونصف مليون نازح بسبب المناخ

حذّر اليمن من تدهور الأراضي الزراعية بمعدل مقلق، بالتوازي مع إعلان أممي عن نزوح نصف مليون شخص خلال العام الحالي بسبب الصراع والتغيّرات المناخية.

وضاح الجليل (عدن)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.