«التحميص المكثف» للكاكاو يقلل مرارة الشوكولاته الداكنة

الدراسة حددت ثلاثة ظروف مثالية للتحميص
الدراسة حددت ثلاثة ظروف مثالية للتحميص
TT

«التحميص المكثف» للكاكاو يقلل مرارة الشوكولاته الداكنة

الدراسة حددت ثلاثة ظروف مثالية للتحميص
الدراسة حددت ثلاثة ظروف مثالية للتحميص

يمكن لصانعي الحلويات الذين يرغبون في تطوير «الشوكولاته الداكنة»، تقليل مرارتها وتحسين قبول المستهلك لها، عن طريق «تحميص» حبوب الكاكاو لفترة أطول وفي درجات حرارة أعلى. جاءت هذه التوصية في تجارب أجراها مركز «التقييم الحسي» في قسم علوم الغذاء بجامعة ولاية بنسلفانيا، حيث تضمنت 27 عينة من الشوكولاته الداكنة المصنوعة من حبوب الكاكاو المحمصة بكثافات مختلفة وفي درجات حرارة مختلفة، وتم عرضها على 145 شخصاً جاءوا إلى المركز في خمسة أيام متتالية، وقاموا بتقييم خمس عينات مختلفة كل يوم. وأكدت نتائج التجارب التي تم الإعلان عنها في العدد الأخير من دورية «كرنت ريسيرش إن فوود ساينس»، أن «مرارة الشوكولاته الداكنة يمكن تقليلها من خلال (التحميص المكثف)». وحدد الباحثون «ثلاثة ظروف مختلفة لهذا التحميص الأمثل، وهو 20 دقيقة عند 340 درجة فهرنهايت، أو 80 دقيقة عند 275 فهرنهايت، و54 دقيقة عند 304 فهرنهايت، حيث تساوى قبول المستهلكين لجميع المنتجات المحمصة عند هذه الدرجة».
ويأمل الباحثون أن «تساعد هذه النتائج مصنعي الشوكولاته على جعل المزيد والمزيد من الناس يأكلون النوع الداكن منها للاستفادة من فوائدها الصحية، وغناها بشكل خاص بمركبات الفلافونويد، وخاصة نوع فرعي يسمى (فلافان 3 - أولس)، وهو مكون هام له العديد من الآثار الصحية الإيجابية».
وتقول هيلين هوبفر، أستاذة علوم الأغذية في كلية العلوم الزراعية بجامعة ولاية بنسلفانيا، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة أول من أمس، «ليس لدى صانع الشوكولاته العديد من الخيارات الأخرى للتأثير على جودة نكهة الشوكولاته الداكنة باستثناء تغيير طريقة تحميصه، وتظهر نتائجنا أن (التحميص المكثف) يمكن أن يقلل بشكل كافٍ من المرارة». وتشير هوبفر إلى أن «فهم العلماء للاختلاف في المرارة المرتبطة بالكاكاو جاء تاريخياً من التحقيق الفعال للمركبات المرة الموجودة في حبوب الكاكاو؛ لكن بحثنا يعد جديداً بسبب استخدامه للتقييم الحسي البشري لتحديد هذا الاختلاف». وتضيف: «من خلال الاستعانة بالمستهلكين الذين تطوعوا في التجارب، استطعنا التعرف على الإحساس بالمرارة ومذاق الشوكولاته المصنوعة من الكاكاو المحمص بمجموعة متنوعة من ظروف التحميص لمعرفة الظرف المثالي الذي يجذب قبول المستهلكين على نطاق واسع».


مقالات ذات صلة

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».