«إعلان العيون» ينوه بدور المغرب في القضايا الإقليمية

جانب من زيارة رئيس برلمان «المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو)» إلى مدينة العيون (الشرق الأوسط)
جانب من زيارة رئيس برلمان «المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو)» إلى مدينة العيون (الشرق الأوسط)
TT
20

«إعلان العيون» ينوه بدور المغرب في القضايا الإقليمية

جانب من زيارة رئيس برلمان «المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو)» إلى مدينة العيون (الشرق الأوسط)
جانب من زيارة رئيس برلمان «المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو)» إلى مدينة العيون (الشرق الأوسط)

نوه «إعلان العيون»، الذي توج زيارة رئيس برلمان «المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو)» إلى مدينة العيون؛ كبرى مدن الصحراء المغربية، بالدور المهم الذي يضطلع به المغرب بريادة الملك محمد السادس في القضايا الإقليمية الرئيسية.
وأكد الإعلان، الذي وقعه أول من أمس رئيس مجلس المستشارين المغربي (الغرفة الثانية في البرلمان) النعم ميارة، ورئيس برلمان «المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا» سيدي محمد تونيس، على الدور الحاسم الذي تضطلع به المملكة في معالجة التحديات المرتبطة بالهجرة، وتعزيز الأمن الغذائي والصحي والطاقي، وتحقيق التنمية المستدامة.
وأبرزت الوثيقة الدور المهم الذي تضطلع به «المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا» في تعزيز مسار الاندماج الإقليمي والقاري وتحقيق التنمية، مؤكدة على أهمية «التعاون جنوب - جنوب» بوصفه عاملاً رئيسياً لمواجهة التحديات والرهانات المطروحة على المستويين الدولي والإقليمي، وآليةً لإطلاق تحول هيكلي لاقتصادات دول المنطقة، وإرساء أسس نمو قوي ومستدام.
من جهة أخرى، شدد «إعلان العيون» على ضرورة تعزيز التعاون بين مجلس المستشارين المغربي وبرلمان «سيدياو»، واستثمار كل الإمكانات المتاحة لتوطيد هذا التعاون البرلماني المؤسساتي، وكذا الدفع بالعلاقات الاقتصادية والتجارية، ودعم الاستثمارات بين المغرب ودول غرب أفريقيا.
كما أكد الإعلان على محورية الدور الذي يمكن أن يضطلع به كل من مجلس المستشارين وبرلمان «سيدياو» في تقوية جسور التعاون بين المغرب وبلدان «المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا»، وتهيئة الأطر والظروف المواتية لتحقيق الاندماج المنشود، مع الالتزام بتعزيز هذا التعاون خدمة لرفاه وتقدم شعوب المنطقة.
يأتي التوقيع على هذا الإعلان استحضاراً للعلاقات بين المملكة المغربية ودول غرب أفريقيا، التي تندرج في إطار مسار تاريخي، مبني على روابط ثقافية وحضارية وقيم مشتركة للتنمية والتضامن والاحترام المتبادل. كما يأتي في سياق الوعي بأهمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب ودول «المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا» والفرص المتاحة بين الجانبين، وإدراكاً لقيمة وأهمية إقامة شراكات برلمانية بين مجلس المستشارين وبرلمان «سيدياو» بهدف تبادل التجارب والخبرات في مجالات العمل البرلماني، وفي القضايا الإقليمية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
ويندرج هذا الاتفاق أيضاً في إطار التأكيد على دور الدبلوماسية البرلمانية في تقوية التعاون، وتوحيد المواقف، فيما يتعلق بالقضايا الثنائية والإقليمية، وكذا في بحث السبل الكفيلة بتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والإنسانية، واستثمار الإمكانات الواعدة في التعاون بين المملكة المغربية ودول غرب أفريقيا.
كما يأتي استناداً لاتفاقية التعاون الموقعة بين البرلمان المغربي وبرلمان «المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا» في أكتوبر (تشرين الأول) 2017، واعتبارا للتحديات المتنامية المرتبطة بالمتغيرات الجيوسياسية على الصعيدين الدولي والإقليمي، خصوصاً في ظل التحديات الاقتصادية والصحية والاجتماعية التي فرضها وباء «كوفيد19».



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.