المقدشي: التنسيق مع «العمالقة» ممتاز... والحوثيون حشدوا 15 لواءً لمأرب والجوف

وزير الدفاع اليمني قال لـ«الشرق الأوسط» إن قوات من «اليمن السعيد» ستدخل المعركة قريباً

الفريق محمد المقدشي
الفريق محمد المقدشي
TT

المقدشي: التنسيق مع «العمالقة» ممتاز... والحوثيون حشدوا 15 لواءً لمأرب والجوف

الفريق محمد المقدشي
الفريق محمد المقدشي

كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف صباحاً عندما انطلق فريق «الشرق الأوسط» بمأرب لمقابلة الفريق محمد المقدشي وزير الدفاع اليمني. سارت السيارة نحو نصف ساعة قبل الوصول لأحد الأماكن المحصنة، حيث يدير الوزير العمليات العسكرية في مختلف الجبهات.
وبسبب احتدام المعارك في مختلف الجبهات، انتظر الفريق نحو ثلاث ساعات حتى أنهى الوزير عدة اجتماعات مهمة مع القيادات العسكرية، وعلى رأسهم الفريق صغير بن عزيز رئيس هيئة الأركان اليمنية الذي استقبل الفريق في البداية قبل أن يتجه معه إلى مكتب وزير الدفاع.
بدأ المقدشي بالإجابة عن الأسئلة، مؤكداً أن الجيش الوطني بمساندة التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية استطاع كسر الحوثيين في شبوة ومأرب.
وفيما وصف التنسيق مع ألوية العمالقة الجنوبية بـ«الممتاز» أوضح الوزير أن الجيش الوطني اليمني مستمر في تحرير بقية مديريات مأرب، وتقدم أكثر من 30 كيلومتراً بعمق 27 كيلومتراً باتجاه صافر والخط الدولي.
وعن العمليات الجارية في حرض، كشف وزير الدفاع اليمني أن القوات وصلت إلى مشارف عبس التي تبعد نحو 56 كيلومتراً عن حرض وإلى مفرق عاهم، مبيناً أن الأيام القادمة ستشهد انتصارات عديدة، لا سيما مع فتح كل الجبهات كما حدث مع «العمالقة»، وفي الساحل وفي تعز.
وعن الخطط القادمة لحسم المعارك، أفاد الفريق المقدشي بأن اليمن جزء من قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن التحالف كان له دور كبير في صد العدو الحوثي وتدميره، خاصة القوات الجوية السعودية.
الوزير تحدث أيضاً عن ألوية اليمن السعيد، ومشاركة قوات المنطقة العسكرية الأولى في المعارك، إلى جانب الحديدة، والتحديات التي تواجه الجيش الوطني. وفيما يلي تفاصيل الحوار...

> بداية ضعنا في صورة التطورات العسكرية في مختلف الجبهات؟

- كما تعلمون، مع توقف الجبهات ركز العدو على مأرب وشبوة ولكن بفضل الله ثم بفضل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية استطعنا أن نكسر العدو من شبوة وبعض مديريات مأرب، وحققنا خلال الأيام الماضية انتصارات ربما ليست واضحة للعيان، باتجاه صافر والخط الدولي نحو أكثر من 30 كيلومتراً في عمق 27 كيلومتراً، وأصبحت قواتنا قاب قوسين من أم الريش وملعاء وتجاوزت البلق الشرقي، إضافة إلى أننا نخوض معارك دفاعية في كل مكان، ولكن بعد أن توقفت الجبهات مع العمالقة بدأت المعارك في حرض وتعز وحققوا انتصارات كبيرة جداً، والعدو بدأ يندحر.

> بعد تحرير مديريات شبوة وإعلان عملية تحرير اليمن السعيد كان هناك زخم كبير ووصلت العمالقة إلى حريب، وقوات الجيش تقدمت من جهة مأرب، كان الجميع ينتظر التحام العمالقة والجيش، لماذا انخفض هذا الزخم وهدأت الجبهة؟

- الجيش الوطني لم يتوقف ونحن مستمرون، قوات العمالقة توقفت ربما لديهم خطط مستقبلية، لكن قوات الجيش الوطني مستمرة في كل جبهات القتال سواء مأرب أو تعز أو الجوف أو حرض.

> كيف تصفون تنسيقكم مع قوات العمالقة الجنوبية؟

- تنسيق ممتاز جداً.

> ماذا عن عمليات الجيش الجارية حالياً في حرض، كيف هو الوضع؟

- في حرض الجيش الوطني قام بعملية رائعة جداً واستطاع دخول حرض ومحاصرتها، ووصل اليوم إلى حدود مديرية عبس على الساحل، الحوثي كثف هجومه ولا ننسى أنه استولى على إمكانيات الجمهورية اليمنية التي كانت دولتين حتى عام 1990 وكانتا تمتلكان تسليحاً قوياً جداً، وبعد عام 1990 في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح اشترى اليمن أحدث الأسلحة والدبابات وكثيرا من الذخائر التي استولى عليها الحوثي، بالإضافة إلى الدعم الإيراني الكبير، وفدهم عندما يذهب لطهران يقابل الرئيس والمرشد... إنهم شركاء في كل شيء.
هذه الأمور أوجدت لهم قدرة التحرك والإمكانيات ولا ننسى الكثافة البشرية التي لديهم، المحافظات التي نوجد فيها نحن سابقاً أو لاحقاً لا ترغب في التجنيد بشكل كبير، القبائل يقاتلون معنا للدفاع عن مناطقهم وأعراضهم، ولكن القبائل لا تحب التجنيد سواء في مأرب أو شبوة أو حضرموت أو الجوف والمهرة، لذلك الحوثي لديه كثافة بشرية، ويزج بهم تحت كثير من الذرائع منها استغلال حالتهم المادية وأنه يقاتل أميركا وإسرائيل، وهو رأس حربة لإيران ونحن نقاتل دفاعاً عن المشروع العربي في مواجهة المشروع الإيراني.

> إلى أين يتجه الوضع في حرض الآن؟

- القوات وصلت إلى مشارف عبس الآن وهي تبعد عن حرض نحو 56 كيلومتراً وإلى مفرق عاهم، بالنسبة لمعسكر المحصام استعاده الحوثي، ولكن ما زالت قواتنا في حرض وميدي، وهي قريبة من عبس وإن شاء الله مع الأيام سيتحقق النصر مع استمرار المعارك، خاصة إذا افتتحت كل الجبهات كما حدث مع العمالقة، وفي الساحل وتعز.

> هناك أنباء عن تحضيرات يقوم بها الجيش لفتح جبهات جديدة والاتجاه نحو صنعاء وتحريرها، ما خططكم في هذا الشأن؟ وهل مأرب آمنة اليوم؟

- لا يوجد شيء اسمه آمنة، لا صنعاء آمنة ولا مأرب آمنة، أحياناً يحدث اختراق في يوم أو يومين، لكننا واثقون بأننا سنحرر بلادنا، ونحن جزء من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.

> أصبحت الحديدة مصدراً للتهريب لجماعة الحوثي سواء للخبراء أو الأسلحة، كيف تنظرون لجبهة الحديدة؟

- للأسف كانت القوات قد سيطرت على معظم الحديدة ووصلوا إلى منطقة 7 يوليو، وهي مناطق تطوق الحديدة وبقي القليل، لكن التدخل الدولي أدى لتوقف الحرب فيها، وأخيراً ما حدث في عملية إعادة التموضع، طبعاً الحديدة هي شريان اليمن، هي وعدن، وكانت في الستينات والسبعينات والثمانينات أقوى من عدن، وهي أهم ميناء في اليمن، الحوثي يهرب السلاح والخبراء، وهذا ديدنه وكان اتفاق استكهولم نص على أن تكون إيرادات الميناء في البنك المركزي لتصرف رواتب موظفي الدولة ولكن الحوثي يستغلها للمجهود الحربي.

> ما التحديات التي تواجه الجيش اليمني حالياً؟

- أكبر ما يواجهنا هو الإمكانيات في كل المجالات، طبعاً الأشقاء لم يقصروا ولكن ليس على المحسنين من سبيل، الحوثي سيطر على كل شيء، وقد بدأنا بناء الدولة من جديد، والمملكة العربية السعودية تحملت جزءاً كبيراً في هذا الأمر.

> ماذا عن تنسيقكم مع قوات التحالف، وكيف ترون دور طيران التحالف في العمليات العسكرية الأخيرة لدعم الجيش اليمني؟

- التحالف له دور كبير وطيران التحالف بالدرجة الأولى له الدور الأكبر في صد العدو وتدميره ونشكرهم على ذلك، ونشكر قدرات القوات الجوية السعودية خاصة.

> ما دور قوات ألوية اليمن السعيد وهل تشارك في العمليات العسكرية حالياً؟

- ألوية اليمن السعيد جزء من الجيش الوطني، وقد دخل منهم جزء فقط في المعارك، وستدخل البقية خلال الأيام القريبة.

> هل هناك أي مخاوف من تكرار ما حصل في نهم وبيحان عندما تراجع الجيش خلال الفترة الماضية؟

- في الواقع كنا على مشارف صنعاء واستطاع الحوثي أن يحشد نحو 15 لواء للهجوم على مأرب والجوف.

> ماذا عما يثار عن قوات المنطقة العسكرية الأولى ومشاركتها في المعارك؟

- المنطقة العسكرية الأولى هي مجموعة ألوية وهناك لواء يشارك معنا فعلياً هو اللواء 23 ميكانيكي سواء في المعركة بالجوف أو تأمين الطرقات، وقد سحبنا معظم أسلحة المنطقة العسكرية الأولى وتم تدميرها واستهلاكها وتحتاج هذه المنطقة إلى إعادة تأهيل وتجهيز مرة أخرى لأنها منذ عام 2010 لم يدخلها أي سلاح ولا أي عربة جديدة إلا ما استهلكناه نحن من أسلحتها وذخائرها التي تحتاج إلى تأهيل وتنظيم.

> برأيكم ما الذي يجعل كل هذه الحشود تنضم لجماعة الحوثي التي تساق لمحارق الموت؟

- السبب هو أن الكثافة السكانية في مناطق الحوثيين، والحالة المادية الصعبة للناس هناك، كما أن لديهم قدرة على التعبئة عبر خبراء، كما يدعون أنهم يحاربون أميركا وإسرائيل والسعودية والإمارات، وأنهم يحاربون المرتزقة، وللأسف في بعض المناطق لا يعرفون أن الجيش الوطني بني في مأرب وتعز وعدن وكل المناطق، بينما الحوثي أتى بميليشيات، الحوثي يستغل فقرهم ويدخل شباب المرحلة الثانوية في المعسكرات الصيفية بأعداد تصل لـ200 ألف، ويخرج منهم من 10 - 15 ألفاً.

> بصفتكم وزيراً للدفاع ماذا تقول لليمنيين بشأن الأيام المقبلة وبم تعدهم؟

- أقول لهم إن شاء الله النصر قادم بدعم الأشقاء، والحوثي بدأ الجميع يعرفه بما فيهم الإقليم والمجتمع الدولي إنه عبارة عن مشروع دم، ولا يفتتح سوى المقابر الجديدة، هذه مشاريعه لليمنيين، لذلك ندعو إخواننا في الداخل اليمني أن يجنبوا أبناءهم المحارق التي يرسلهم الحوثي إليها، وكذلك الجيش الوطني أن يصبروا والنصر قريب بإذن الله.


مقالات ذات صلة

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.