دراسة تدحض نظرية تناول الخضار للحماية من أمراض القلب

امرأة تقوم بشراء الخضار في أحد المتاجر (أ.ف.ب)
امرأة تقوم بشراء الخضار في أحد المتاجر (أ.ف.ب)
TT

دراسة تدحض نظرية تناول الخضار للحماية من أمراض القلب

امرأة تقوم بشراء الخضار في أحد المتاجر (أ.ف.ب)
امرأة تقوم بشراء الخضار في أحد المتاجر (أ.ف.ب)

وجدت دراسة جديدة أن تناول الخضار قد لا يكون وسيلة مؤكدة للوقاية من أمراض القلب.
تتحدى النتائج، التي توصل إليها باحثون في جامعة «أكسفورد»، الأبحاث السابقة التي تشير إلى أن تناول كميات أكبر من الخضار قد يكون مرتبطاً بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
قد تكون الأمراض القلبية الوعائية قاتلة، ويمكن أن تؤدي إلى سكتة دماغية أو نوبة قلبية. تقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا إن هذه الأمراض تعد أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في المملكة المتحدة ولكن يمكن «منعها إلى حد كبير» من خلال أسلوب حياة صحي.
ويؤكد باحثون في الدراسة الجديدة أن الأبحاث السابقة ربما لم تأخذ في الاعتبار عوامل نمط الحياة الأخرى مثل تناول اللحوم، وشرب الكحول والتدخين، أو العوامل الاجتماعية والاقتصادية مثل الثروة والدخل والتعليم.
على الرغم من ادّعاءات الدراسة، شدد الباحثون على أن اتّباع نظام غذائي متوازن والحفاظ على وزن صحي هما أهم العوامل عندما يتعلق الأمر بتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور كي فينغ: «لم تجد دراستنا الكبيرة دليلاً على وجود تأثير وقائي لتناول الخضار على حدوث الأمراض القلبية الوعائية».
وتابع: «بدلاً من ذلك، تُظهر تحليلاتنا أن التأثير الوقائي على ما يبدو لتناول الخضار ضد مخاطر الأمراض القلبية الوعائية من المرجح جداً أن يتم تفسيره عن طريق التحيز من العوامل المربكة المتبقية، المتعلقة بالاختلافات في الوضع الاجتماعي والاقتصادي ونمط الحياة».

للمساعدة في النتائج التي توصلوا إليها، نظر الباحثون في بيانات من 399 ألفاً و586 شخصاً مسجلين في دراسة «بايوبانك» في المملكة المتحدة. من بين ما يقرب من 400 ألف عينة تم فحصها، طوّر 4.5% أمراض القلب والأوعية الدموية.
ووجد تحليل أصليّ لهذه البيانات أن أولئك الذين يتناولون أعلى كمية من الخضار قللوا من خطر الموت بسبب الأمراض القلبية الوعائية بنسبة 15%.
ومع ذلك، فقد ضعف هذا التأثير عندما تم أخذ العوامل الاجتماعية والاقتصادية والتغذوية والصحية المحتملة في الاعتبار.
ووفقاً للعلماء، يجب على الدراسات المستقبلية إجراء مزيد من التقييم لما إذا كانت أنواع معينة من الخضراوات أو طريقة طهيها قد تؤثر على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
قال المؤلف المشارك للدراسة الدكتور بن لاسي: «هذه دراسة مهمة، لها آثار على فهم الأسباب الغذائية للأمراض القلبية الوعائية وعبء الأمراض القلبية الوعائية التي تُعزى عادةً إلى انخفاض تناول الخضار».
وتابع: «مع ذلك، يظل تناول نظام غذائي متوازن والحفاظ على وزن صحي جزءاً مهماً من الحفاظ على صحة جيدة وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض الرئيسية، بما في ذلك بعض أنواع السرطان».
وأضاف لاسي: «يوصى على نطاق واسع بتناول ما لا يقل عن خمس حصص من مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات كل يوم».


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
TT

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

وسط الأجواء المثقلة بالهموم والخوف أعادت رسالة هاتفية بعض الأمل إلى سكان مدينة بيروت، معلنةً عودة أمسيات «مترو المدينة». يتحدث أحد مؤسّسي «مترو» ومديره الفنّي، هشام جابر، مع «الشرق الأوسط» عن ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة. ينفض عنها «مفهوماً قديماً» حصر دورها بالترفيه وتمضية الوقت، ليحيلها إلى ما هو عميق وشامل، بجَعْلها، بأصنافها وجمالياتها، مطلباً مُلحّاً لعيش أفضل، وحاجة لتحقيق التوازن النفسي حين يختلّ العالم وتتهدَّد الروح.

موسيقيون عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة (مترو المدينة)

في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة بفرادة الطابع والمزاج. أُريد للموسيقى خَلْق فسحة تعبيرية لاحتواء المَعيش، فتُجسّد أرضية للبوح؛ مُنجزةً إحدى وظائفها. تُضاف الوظيفة الأخرى المُمثَّلة بالإصرار على النجاة لمَنْح الآتي إلى الأمسية المُسمَّاة «موسيقى تحت النار» لحظات حياة. موسيقيون على البزق والدرامز والإيقاع والكمنجة... عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة. يُعلّق هشام جابر: «لم يكن ينقصنا سوى الغبار. جميعنا في معركة».

لشهر ونصف شهر، أُغلق «مترو». شمَلَه شلل الحياة وأصابته مباغتات هذه المرارة: «ألغينا برنامجاً افترضنا أنه سيمتدّ إلى نهاية السنة. أدّينا ما استطعنا حيال النازحين، ولمّا لمسنا تدهور الصحّة النفسية لدى المعتادين على ارتياد أمسيات المسرح، خطرت العودة. أردنا فسحة للفضفضة بالموسيقى».

لم يَسْلم تاريخ لبنان من الويل مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز (مترو المدينة)

يُشبّه المساحة الفنية التي يتيحها «مترو» بـ«علبة خارج الزمن». ذلك لإدراكه أنّ لبنان امتهن الصعاب ولم يَسْلم تاريخه من الويل، مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز. وامتهن اجتراح «العُلب»، وهي الفسحات الرقيقة. منها يُواجه أقداره ويُرمّم العطب.

استمرّت الحفلات يومَي 20 و21 الحالي، وسلّمت «موسيقى تحت النار» أنغامها لعرض سُمِّي «قعدة تحت القمر»، لا يزال يتواصل. «هذا ما نجيده. نعمل في الفنّ»، يقول هشام جابر؛ وقد وجد أنّ الوقت لا ينتظر والنفوس مثقلة، فأضاء ما انطفأ، وحلَّ العزفُ بدل الخوف.

يُذكِّر بتاريخ البشرية المضرَّج بالدماء، وتستوقفه الأغنيات المولودة من ركام التقاتُل الأهلي اللبناني، ليقول إنّ الحروب على مرّ العصور ترافقت مع الموسيقى، ونتاج الفنّ في الحرب اللبنانية تضاعف عمّا هو في السلم. يصوغ المعادلة: «مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل». ذلك يوازي «تدليك الحالة»، ويقصد تليينها ومدّها بالاسترخاء، بما يُشبه أيضاً إخضاع جهاز لـ«الفرمتة»، فيستعيد ما تعثَّر ويستردّ قوةً بعد وهن.

أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة (مترو المدينة)

يتمسّك «مترو المدينة» بحقيقة أنّ الوقت الصعب يمضي والزمن دولاب. أحوالٌ في الأعلى وأحوال في الأسفل. هذه أوقات الشدائد، فيشعر الباحثون عن حياة بالحاجة إلى يد تقول «تمسّك بها»، ولسان يهمس «لا تستسلم». أتاح المسرح هذا القول والهَمْس، ففوجئ هشام جابر بالإقبال، بعد الظنّ أنه سيقتصر على معارف وروّاد أوفياء. يقول: «يحضر الناس لكسر الشعور بالعزلة. يريدون مساحة لقاء. بعضهم آلمته الجدران الأربعة وضخّ الأخبار. يهرعون إلى المسرح لإيجاد حيّز أوسع. ذلك منطلقه أنّ الفنّ لم يعد مجرّد أداة ترفيهية. بطلَ هذا الدور منذ زمن. الفنون للتعافي وللبقاء على قيد الحياة. أسوةً بالطعام والشراب، تُغذّي وتُنقذ».

كفَّ عن متابعة المسار السياسي للحرب. بالنسبة إليه، المسرح أمام خيارَيْن: «وضع خطّة للمرحلة المقبلة وإكمال الطريق إنْ توقّفت النار، أو الصمود وإيجاد مَخرج إنْ تعثَّر الاتفاق. في النهاية، المسارح إيجارات وموظّفون وكهرباء وتكاليف. نحاول أن يكون لنا دور. قدّمنا عروضاً أونلاين سمّيناها (طمنونا عنكم) ترافقت مع عرض (السيرك السياسي) ذائع الصيت على مسرحنا. جولته تشمل سويسرا والدنمارك وكندا...».

ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة (مترو المدينة)

ويذكُر طفولة تعمَّدت بالنار والدخان. كان في بدايات تفتُّح الوعي حين رافق والده لحضور حفل في الثمانينات المُشتعلة بالحرب الأهلية. «دخلنا من جدار خرقته قذيفة، لنصل إلى القاعة. اشتدّ عودنا منذ تلك السنّ. تعلّقنا بالحياة من عزّ الموت. لبنان حضارة وثقافة ومدينة وفنّ. فناء تركيبته التاريخية ليست بهذه البساطة».

يرى في هذه المحاولات «عملاً بلا أمل». لا يعني إعلان اليأس، وإنما لشعورٍ بقسوة المرحلة، «يخذلني الضوء حيال الكوكب بأسره، ولم يعُد يقتصر غيابه على آخر النفق. حين أردّد أنني أعمل بلا أمل، فذلك للإشارة إلى الصعوبة. نقبع في مربّع وتضيق بنا المساحة. بالفنّ نخرج من البُعد الأول نحو الأبعاد الثلاثة. ومن الفكرة الواحدة إلى تعدّدية الأفكار لنرى العالم بالألوان. كما يُحدِث الطبيب في الأبدان من راحة وعناية، يحتضن الفنّ الروح ويُغادر بها إلى حيث تليق الإقامة».