«داعش» يحاول إيجاد موطئ له في اليمن بفيلم .. وتسمية المحافظات بـ «الولايات»

باحث بريطاني في التنظيمات المتطرفة لـ«الشرق الأوسط»: التنظيم يهول وجوده الحقيقي في اليمن ليثبت أنه في قلب الحدث

«داعش» يحاول إيجاد موطئ له في اليمن بفيلم .. وتسمية المحافظات بـ «الولايات»
TT

«داعش» يحاول إيجاد موطئ له في اليمن بفيلم .. وتسمية المحافظات بـ «الولايات»

«داعش» يحاول إيجاد موطئ له في اليمن بفيلم .. وتسمية المحافظات بـ «الولايات»

تناقلت حسابات متطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهر اليوم(الخميس)، آخر تسجيل لتنظيم "داعش" صدر من مكتب ما يسمى بـ"ولاية شبوه" الإعلامي بحسب ما زعم المتطرفون.
ويظهر التسجيل الدموي عملية قطع رؤوس لحوثيين من قبل عناصر لـ"داعش" في اليمن، ولم تؤكد صحة التسجيل أو مقر تصويره.
وبعد ركود نسبي لنشاط ماكينة تنظيم "داعش" الإعلامية، ازدحم موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي - الذي يعتبره التنظيم أحد منابره الأساسية – في اليومين الأخيرين بتغريدات ترويجية لثاني إصدار مرئي من اليمن في غضون أسبوع، تحت عنوان "ضرب الرقاب"، حسب الزعم.
ونشط "هاشتاغ ولاية شبوة (#ولاية_شبوة)" المرتبط بالتسجيل الذي لم يحمل على الانترنت لمدة يومين نظرا لأعطال بالكهرباء، حسب إفادات نشرت على حسابات المتطرفين. ثم بررت حسابات متطرفة سبب تأخير إصدار التسجيل بسبب تغيير اسمه إلى "تصفية المرتدين". ويعتبر هذا التسجيل الثاني بعد إعلان "داعش" ولاية في العاصمة اليمنية صنعاء بتسجيله "جنود الخلافة" وتهديد الحوثيين.
ومن خلال نشاطه المزعوم باليمن، يسعى التنظيم الإرهابي لكسب الأنظار بعد تطور الأحداث هناك والتفات الإعلام الرئيس لمجريات النزاع. ولذلك، يحاول "داعش" تضخيم دوره ووجوده في مناطق الصراع.
من جانبه، يؤكد تشارلي ونتر الباحث البريطاني بالتنظيمات المتطرفة في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن التنظيم الإرهابي "حاول لفت النظر له بعد أن أخذت أحداث اليمن الوهج الإعلامي العالمي الأكبر".
ويذكر أن التنظيم الإرهابي زعم ان تسجيله الأول صور في صنعاء بعنوان "جنود الخلافة"، واستعرض من خلاله اعضاء تنظيم "داعش" باليمن بعض قوتهم عن طريق عرض لقطات لبعض التدريبات العسكرية لاعضاء التنظيم بصحراء اليمن. كما القى قائد المجموعة العسكرية المسلحة للتنظيم هناك، كلمة له خلال مقطع الفيديو أعلن فيها ولاءه لأبي بكر البغدادي زعيم التنظيم. وهدد قائد التنظيم الميليشيات الحوثية في اليمن.
وحول ذلك يقول وينتر، "أعتقد أن التسجيل الأول قد صور بالحقيقة في اليمن وانتجته (ولاية صنعاء)، ولكن الجدير بالذكر هنا أنه من مصلحة داعش تهويل حجم حضوره الحقيقي في اليمن ليثبت أن لديه دورا بقلب الحدث ومجريات النزاع في البلاد الذي أصبح حديث الساعة ومحط انتباه العالم في الآونة الأخيرة. والغرض من هذا الفيديو أن يثبت للعالم بأن لداعش دورا في القتال باليمن".
وأضاف وينتر "الإصدار عبارة عن خطوة محسوبة من قبل مروجي التنظيم ضمن ماكينته الرئيسة بعد غياب اخبار التنظيم عن الإعلام مؤخرا. ولا تستقطب تلك الخطوة الجمهور الغربي فحسب، بل تحاول الوصول إلى مؤيدي ومتعاطفي التنظيم لتجنيدهم".
وكشف مسؤول يمني، طلب عدم ذكر اسمه، في حديث لموقع «سي إن إن» في واشنطن الأسبوع الماضي، أن تنظيم "داعش" باشر الانتشار في اليمن وتشكيل حضور ميداني له وتجنيد الأنصار في البلاد التي تشهد اضطرابات أمنية وسياسية واسعة مع التوتر المتصاعد منذ سيطرة ميليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء.
ويرى مسؤولون أميركيون أن «داعش» يحاول بالفعل تجنيد عناصر في اليمن، لكن «القاعدة» تبقى القوة المهيمنة في صفوف المتطرفين بذلك البلد.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.