قد تكون المناورات «النووية» التي أطلقتها القوات الروسية أمس، حملت رسائل إلى الغرب، خصوصا عبر تسميتها اللافتة «الردع الاستراتيجي» المستعارة من مصطلحات عهود «الحرب الباردة». لكنها ليست موجهة بالتأكيد إلى الداخل الروسي، إذ لا يحمل إطلاق الصواريخ العابرة للقارات والقادرة على حمل رؤوس مدمرة، رسائل تهم ملايين الروس الذين يتطلعون لتحسين أحوالهم المعيشية.
بدأ التركيز على «عنصر القوة» في خطاب الرئيس فلاديمير بوتين السياسي الداخلي منذ عام 2012 عندما استعاد مفتاح الكرملين بعد «إجازة» في منصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات. أطلق بوتين في ذلك الحين استراتيجية إحياء القوة العسكرية ووضع برنامجا ضخما لتطوير المؤسسة العسكرية الروسية بموازنة أولية بلغت 23 تريليون روبل.
لا شك أن جانبا من شعار «استعادة القوة» ورد الاعتبار لهيبة روسيا، وجد قبولا لدى فئات واسعة من المجتمع. لكن في المقابل، بدا من استطلاعات الرأي أن الرهان على القوة لا يدخل على لائحة أولويات غالبية الروس، الذين يفضلون لبلادهم مسارا آخر وصف بأنه «الدولة الطبيعية».
ووفقا لنتائج استطلاع واسع أجري في العام الماضي، قال ثلثا الروس إنهم يرغبون في رؤية بلادهم «دولة ذات مستوى معيشي مرتفع، حتى لو لم تكن واحدة من أقوى الدول في العالم».
عموما، دلت دراسات على أنه منذ عام 2015، تتزايد تدريجياً نسبة أولئك الذين يريدون رؤية روسيا دولة ذات مستوى معيشي مرتفع ولا يهتمون بحجم قوتها العسكرية. ورأت أن «الناس اصبحوا أقل استعداداً للتضحية برفاههم الداخلي من أجل السياسة الخارجية».
...المزيد
الروس منقسمون بين «قوة عظمى» ودولة «طبيعية»
لا يفهمون «مصطلحات الحرب الباردة»
الروس منقسمون بين «قوة عظمى» ودولة «طبيعية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة