«قسد» تقتل قائداً لـ«داعش» بدير الزور وتعتقل مسؤول المتفجرات في «الخلايا النائمة»

نازحة تفقد حياتها بعد احتراق خيمتها بمخيم الهول

صورة أرشيفية من مخيم الهول شرق محافظة الحسكة (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية من مخيم الهول شرق محافظة الحسكة (الشرق الأوسط)
TT

«قسد» تقتل قائداً لـ«داعش» بدير الزور وتعتقل مسؤول المتفجرات في «الخلايا النائمة»

صورة أرشيفية من مخيم الهول شرق محافظة الحسكة (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية من مخيم الهول شرق محافظة الحسكة (الشرق الأوسط)

أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، مقتل قيادي بارز في صفوف تنظيم «داعش»، كان المسؤول الأول عن إعداد المخططات والعمليات الإرهابية بريف دير الزور الشرقي، وألقت القبض على قيادي بارز آخر، في صفوف الخلايا النائمة، كان يقوم بإيصال المتفجرات والذخيرة والعتاد العسكري للعناصر النشطة في التنظيم بنفس المنطقة، في وقت نفذت قوات التحالف الدولي عملية إنزال جوي غربي دير الزور بحثاً عن مطلوبين بمشاركة ثلاث مروحيات أميركية وقوات «قسد».
ونفذت وحدات خاصة تابعة لقوات «قسد» عملية أمنية في بلدة جزرة الميلاج بريف دير الزور الشرقي، بمساندة المجالس العسكرية المحلية ودعم لوجيستي وتغطية جوية من قوات التحالف الدولي، وكشف مدير المركز الإعلامي للقوات فرهاد شامي لـ«الشرق الأوسط»، بأن الوحدات استهدفت خلية إرهابية تابعة لخلايا تنظيم «داعش»: «تمكنت من قتل مطلوب يدعى (أبو حمزة شامية)، كان المسؤول الأول عن إعداد المخططات والعمليات الإرهابية في المنطقة، وشن هجمات على نقاط ومقاتلي القوات واستهدف وجهاء وشيوخ عشائر المنطقة».
وأشار المسؤول الإعلامي، بأن الإرهابي أبو حمزة، كان يعد من بين أخطر المطلوبين في مناطق ريف الدير، بعدما نفذ عملية إرهابية استهدفت نقطة تابعة لقوات «مجلس دير الزور العسكري» أحد تشكيلات «قسد» في قرية الزر بدير الزور الشرقي في 10 من الشهر الجاري. وقال بأن «العملية آنذاك أودت بحياة واستشهاد خمسة من مقاتلينا»، مشيراً أن الوحدات نفذت عملية أمنية ثانية بمحيط المنطقة، وألقت القبض على المسؤول الأول عن توزيع الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة للخلايا الموالية للتنظيم المتشدد.
وأضاف: «قبضنا على المطلوب (شكري كمال خليل)، في قرية زغير بريف دير الزور الغربي، وهو أحد قادة الخلايا النائمة وضبطت الوحدات بحوزته كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد المخدرة».
وكانت قوات «قسد» قد ألقت القبض في 13 من الشهر الحالي، على مسؤول حركة التحويلات والأموال الداعمة للخلايا النشطة الموالية لتنظيم «داعش» المتطرف، ونشرت قوات «قسد» اعترافاته في تسجيل فيديو مسجل على موقعها الرسمي، ذكر فيها أنه، المدعو (محمد أحمد كرز) المسؤول الأول عن توزيع الأموال للخلايا الإرهابية للتنظيم في مناطق شمال شرقي البلاد، وتسلم كميات كبيرة، ليقوم بإيصال الأموال إلى عائلات عناصر التنظيم في مخيم الهول. وأظهرت التحقيقات، بأنه شكل خلايا إرهابية قامت بعمليات الابتزاز وتهديد تجار مدينة الرقة، بهدف إجبارهم تحت الإكراه على دفع مبالغ مالية «تحت اسم (الزكاة) ومن ثم إيصال الأموال المحصلة إلى خلايا تنظيم (داعش) وعائلات عناصره بمخيم الهول»، بحسب موقع «قسد».
إلى ذلك، نفذت قوات التحالف الدولي عملية إنزال جوي في بلدة محيميدة غربي دير الزور، بمشاركة ثلاث مروحيات أميركية ووحدات مكافحة الإرهاب وقوات خاصة تابعة لقوات «قسد»، بحثاً عن مطلوبين، فجر الأربعاء، ونقل شهود عيان وصفحات إخبارية، بأن قوات التحالف طالبت عبر مكبرات الصوت، سكان المنطقة، التزام منازلهم لحين انتهاء العملية الأمنية.
كما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن قوات التحالف و«قسد»، داهمت عدة منازل في المنطقة الواقعة بين أحياء الطار والحويجة، واعتقلت 4 أشخاص على الأقل، هم رجل وزوجته، وامرأة ثانية ورجل آخر، بتهمة التعامل مع خلايا التنظيم، وجاءت العملية وسط تحليق لطيران التحالف في أجواء المنطقة.
وشهدت مناطق ريف دير الزور الشرقي - شرقي سوريا– نشاطاً ملحوظاً ومتصاعداً لخلايا التنظيم بعد الهجوم العنيف الذي نفذه عناصر وخلايا «داعش»، على سجن الصناعة بحي غويران جنوبي الحسكة، نهاية الشهر الماضي. وتتهم قوى الأمن الداخلي تلك الخلايا، باستهداف مواقع عسكرية بشكل شبه يومي وشخصيات اجتماعية وعشائرية وموظفي الإدارة المدنية. كما نفذت قوات التحالف عمليات أمنية مشتركة مع «قسد»، وألقت القبض على المئات من المشتبهين بتهمة التعاون مع خلايا التنظيم.
من جهة ثانية، قال مصدر أمني من قوى الأمن الداخلي التابعة للإدارة الذاتية لـ«الشرق الأوسط»، إن نازحة سورية فقدت حياتها؛ وأصيب طفلها بجراح بليغة، الأربعاء، جراء اندلاع حريق في خيمتها ضمن القسم السادس في مخيم الهول شرقي مدينة الحسكة، لافتاً إلى نقل طفلها البالغ من العمر 7 سنوات، لأحد مشافي الحسكة بعد تعرضه لإصابات بليغة نتيجة الحروق، واتهم ذات المصدر، خلايا نائمة موالية للتنظيم بحرق الخيمة، بعد تعرض طفل من الجنسية العراقية، في القسم الأول لمحاولة اغتيال عن طريق الخنق من قبل رجل وسيدة مجهولين.
وكانت قوى الأمن الداخلي «الأسايش» وحراس مخيم الهول، قد أحبطوا في 8 من الشهر الحالي، أعمال شغب قامت بها نسوة من عائلات مسلحي «داعش»، داخل المخيم الذي يؤوي الآلاف من النازحين السوريين واللاجئين العراقيين، وقسما خاصا لعائلات عناصر التنظيم، بعد أيام من إنهاء التمرد المسلح الذي نفذه عناصر التنظيم في سجن الصناعة.


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.