روسيا تواصل حملتها الإعلامية ضد أميركا في سوريا

مسؤول عسكري: كان الناس يعيشون أفضل عندما كانت الحرب مشتعلة

مدرعة روسية على طريق حلب - اللاذقية في 12 مايو 2020 (أ.ف.ب)
مدرعة روسية على طريق حلب - اللاذقية في 12 مايو 2020 (أ.ف.ب)
TT

روسيا تواصل حملتها الإعلامية ضد أميركا في سوريا

مدرعة روسية على طريق حلب - اللاذقية في 12 مايو 2020 (أ.ف.ب)
مدرعة روسية على طريق حلب - اللاذقية في 12 مايو 2020 (أ.ف.ب)

واصلت موسكو شن حملتها الإعلامية والسياسية على أميركا في سوريا، بالتزامن مع التصعيد في أوكرانيا بين روسيا ودول غربية.
وقال الفريق ستانيسلاف غادجيماغوميدوف نائب رئيس مديرية العمليات بالأركان العامة الروسية، إن مستوى معيشة السكان في سوريا يستمر في الانخفاض بسبب العقوبات الأميركية. وأضاف الجنرال: «عندما كانت هناك حرب مشتعلة، كان الناس يعيشون أفضل من الآن». ووفقاً له، تراجع مستوى معيشة سكان سوريا حتى بالمقارنة مع عام 2015 عندما كانت الحملة الروسية في هذا البلد قد بدأت لتوها. وأضاف ممثل هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، القول إن «العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا عبر ما يسمى بقانون قيصر أرهبت العديد من الشركات، بما في ذلك الشركات الروسية، فلا أحد يريد دخول سوريا».
وشدد الجنرال على أن الشركات، ترفض حتى الدخول في مشروعات مربحة في سوريا، خوفاً من الوقوع تحت العقوبات الأميركية.
إلى ذلك، أعلنت موسكو أنها تملك معلومات عن نية الاستخبارات الأميركية «استغلال متطرفين في سوريا لتنفيذ عمليات ضد قوات حكومة دمشق وروسيا وإيران».
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف، اليوم الأحد بأن مجموعة القوات الروسية في سوريا تملك معلومات عن وجود خطط لدى الاستخبارات الأميركية لـ«تعبئة متطرفين نائمين في سوريا لتنفيذ عمليات ضد عناصر قوات الأمن المحلية وعسكريي روسيا وإيران»، وفقاً لما نقلت عنه وكالة «تاس». وقال الدبلوماسي إن القوات الروسية في سوريا تتخذ إجراءات مناسبة للتعامل مع أي حوادث محتملة من هذا النوع.
كانت وزارة الدفاع الروسية قد حذرت في بيان من أن «قادة جماعات مسلحة في سوريا يخططون لشن هجمات في 4 محافظات، وهي حمص ودمشق ودرعا والسويداء». وقال نائب مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سوريا، التابع للوزارة، أوليغ جورافليوف، إن «المعلومات الواردة تفيد بأن زعماء العصابات المسلحة المختفية يخططون لتنفيذ عمليات تخريبية، تستهدف الموظفين والمنشآت للحكومة» في المحافظات الأربع.
وجدد جورافليوف الحملة على «أنشطة القوات المسلحة الأميركية»، وقال إنها تواصل التأثير سلباً على الأوضاع في سوريا؛ مشيراً إلى مقتل 18 شخصاً خلال 3 أيام، جراء هجمات نُفذت في منطقة الضفة الشرقية لنهر الفرات. وزاد الجنرال الروسي أن «الأحوال الأمنية ما زالت حرجة في مناطق الضفة الشرقية لنهر الفرات، الخاضعة لسيطرة أجهزة السلطة الموالية للولايات المتحدة».
وكانت هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية، قد حذرت في وقت سابق، من «خطة أميركية لتوجيه جماعات متطرفة في سوريا، لاستهداف القوات السورية والروسية والإيرانية، تزامناً مع تشجيع الاحتجاجات في البلاد». وأفادت الهيئة الأمنية، في بيان أصدرته أول من أمس، بأن «الاستخبارات الأميركية تعمل على توجيه خلايا نائمة للمتطرفين في مدينة دمشق والمنطقة المتاخمة لها، وكذلك في محافظة اللاذقية، إلى شن عمليات دقيقة ضد عناصر أجهزة قوات الأمن، وكذلك ضد العسكريين الروس والإيرانيين». ووفقاً للبيان، فإن المعلومات الواردة إلى هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية، تؤكد سعي إدارة الولايات المتحدة إلى الحفاظ على الوجود الأميركي على الأراضي السورية، مع عرقلة استقرار الوضع في البلاد.
وزاد أنه في إطار هذه الخطة «تنوي واشنطن إطلاق حملة إعلامية واسعة، بما في ذلك في الحسابات الناطقة باللغة العربية في مواقع التواصل الاجتماعي، لتشجيع الميول الاحتجاجية في المجتمع»؛ محذرة من أنه «من المخطط استغلال الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، لتنظيم مظاهرات حاشدة مناهضة للحكومة، ما يدفع أجهزة إنفاذ القانون خلالها إلى استخدام غير متكافئ للقوة، بحق هؤلاء الذين ستتم تسميتهم (المحتجين السلميين)».
وأضاف البيان أنه «من أجل تحقيق أهدافهم في سوريا، يقوم الأميركيون باستخدام اتصالاتهم الوثيقة مع ما يسمى المعارضة المسلحة، أو عملياً مع الجماعات المتطرفة الإسلامية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.