«أزمة الرئاسة» بين طالباني وقادة {الإطار}

«امتداد» و«الجيل الجديد» طرحا مرشحاً جديداً بعد استبعاد زيباري

TT
20

«أزمة الرئاسة» بين طالباني وقادة {الإطار}

تواصل القوى السياسية العراقية تنافسها المحموم لخطف منصب رئيس الجمهورية بعد خروج مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري من حلبة التنافس بقرار المحكمة الاتحادية.
ورغم أن الحزبين الكرديين الرئيسيين، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، يحتكران المنصب منذ عام 2005، فإن الاختلال في نسبة التمثيل النيابي في البرلمان الاتحادي بالنسبة لحزب الاتحاد في مقابل صعودها بالنسبة للحزب الديمقراطي، إلى جانب خلافات حزبية متراكمة سابقة بين الحزبين، أدت إلى صعوبة توصل الجانبين إلى صيغة تفاهم لحسم قضية منصب الرئاسة الذي كان في جميع الدورات البرلمانية الأربع من حصة حزب الاتحاد الوطني.
عوامل الانقسام الكردية أدت هذه المرة وبطريقة غير مسبوقة ربما، إلى اصطفاف الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني مع مقتدى الصدر الفائز بأكبر عدد من المقاعد (73 مقعداً) وتحالف «السيادة» بزعامة محمد الحلبوسي ويضم معظم الشخصيات والقوى السنية، في مقابل اصطفاف حزب الاتحاد الوطني، الخاسر الأكبر في إقليم كردستان من حيث عدد المقاعد البرلمانية (15 مقعداً)، مع قوى ما بات يعرف بـ«الإطار التنسيقي» الشيعي، وهي الأخرى تعد الخاسر الأكبر في الجهة الشيعية.
هذه الانقسامات الموزعة في الطول والعرض على الخريطة السياسية العراقية فاقمت من حالة الانسداد وأسهمت حتى الآن في الإطاحة بالمواعيد الدستورية لاختيار رئيس الجمهورية الذي كان من المفترض الانتهاء منها في جلسة البرلمان التي عقدت في التاسع من الشهر الجاري، ويبدو أن حالة الانسداد مرشحة للتفاقم مع مرور الوقت في ظل الصراع والتنافر السياسي القائم بين القوى الفائزة والخاسرة.
وفي سياق محاولة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني التمسك بحصته التقليدية في رئاسة الجمهورية، يتواجد الرئيس الفعلي للحزب بافل طالباني، نجل الرئيس الراحل جلال طالباني، في بغداد هذه الأيام للاجتماع مع قوى الإطار التنسيقي التي تميل إلى إسناد المنصب إلى حزب الاتحاد بدلاً عن حزب البارزاني.
وعقد طالباني، أمس الاثنين، في منزل والده «مام جلال» ببغداد، اجتماعاً مع قادة الإطار التنسيقي وهم رئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي ورئيس تحالف «الفتح» هادي العامري وأمين عام «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي. وتقول مصادر مقربة من الاجتماع إنه «ناقش أزمة تسمية رئيس الجمهورية الجديد، وكذلك تشكيل الحكومة الجديدة».
من جهة أخرى، يبدو أن التنافس الحاد بين حزبي الاتحاد والديمقراطي، شجع أطرافاً أخرى على الانخراط في المعترك التنافسي على منصب رئاسة الجمهورية، حيث أعلنت حركة امتداد (9 مقاعد) المنبثقة عن «حراك تشرين» الاحتجاجي والمتحالفة مع حركة الجيل الجديد الكردية (9 مقاعد) ضمن صيغة (تحالف من أجل الشعب) عن الاتفاق على تقديم مرشح عن الحركتين لمنصب رئيس الجمهورية. وقالت الحركة في بيان، أول من أمس: «انطلاقاً من إيماننا بعراق واحد موحد من شماله إلى جنوبه وكسراً لاحتكار الأحزاب السياسية في تبادل الأدوار لترشيح منصب رئيس الجمهورية بين حزبين منذ 2003، إلى يومنا هذا وانطلاقاً من مشتركاتنا الوطنية مع إخواننا في حراك الجيل الجديد يعلن تحالف (من أجل الشعب) مرشحه لرئاسة الجمهورية ريبوار عبد الرحمن ليكون ممثلاً حقيقياً لإرادة الشعب بجميع أطيافه».
ورغم الصعوبة البالغة التي يواجهها تحالف مؤلف من 18 نائباً في خطف منصب الرئيس الذي يحتاج إلى أغلبية الثلثين في البرلمان، فإن التقلبات المعروفة في تحالفات اللحظات الأخيرة بين الفرقاء السياسيين يمكن أن ترجح كفة هذه الجهة على تلك في أي لحظة، فضلاً عن أن ترشيحاً من هذا النوع يمكن أن يخلق مشاكل غير قليلة بالنسبة لقوى الأكثرية في البرلمان التي ترغب بخطف منصب الرئاسة.



غوتيريش يطالب بـ«محاسبة» المسؤولين عن العنف في سوريا

غوتيريش يوجه رسالة بمناسبة الذكرى الـ14 لخروج اﻟﺷﻌب اﻟﺳوري ﻓﻲ مظﺎھرات ﺳﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﮫ (أ.ف.ب)
غوتيريش يوجه رسالة بمناسبة الذكرى الـ14 لخروج اﻟﺷﻌب اﻟﺳوري ﻓﻲ مظﺎھرات ﺳﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﮫ (أ.ف.ب)
TT
20

غوتيريش يطالب بـ«محاسبة» المسؤولين عن العنف في سوريا

غوتيريش يوجه رسالة بمناسبة الذكرى الـ14 لخروج اﻟﺷﻌب اﻟﺳوري ﻓﻲ مظﺎھرات ﺳﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﮫ (أ.ف.ب)
غوتيريش يوجه رسالة بمناسبة الذكرى الـ14 لخروج اﻟﺷﻌب اﻟﺳوري ﻓﻲ مظﺎھرات ﺳﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﮫ (أ.ف.ب)

عبَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه من أن تصير تطلعات السوريين إلى ﻣﺳﺗﻘﺑل أفضل «ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣك»؛ بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدت مقتل المئات في منطقة الساحل، مطالباً بوﻗف «كل أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧف»، داعياً إلى إﺟراء «ﺗﺣﻘﯾﻘﺎت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وﻧزﯾﮭﺔ وذات ﺻدﻗﯾﺔ» ﻓﻲ اﻻﻧﺗﮭﺎﻛﺎت، تمهيداً لـ«ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻋﻧﮭﺎ».

وكان غوتيريش يتحدَّث في الذكرى السنوية اﻟـ14 لخروج اﻟﺷﻌب اﻟﺳوري ﻓﻲ مظﺎھرات ﺳﻠﻣﯾﺔ؛ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﮫ، ومواجهته «اﻟﻘﻣﻊ اﻟوﺣﺷﻲ» من نظام الرئيس السابق بشار الأسد. إذ قال إن «ﻣﺎ ﺑدأ بوصفه ﻧداءً ﻟﻠﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﻠﻣﻲ ﺗﺣوَّل لأحد أﻛﺛر اﻟﻧزاﻋﺎت ﺗدﻣﯾراً ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم»، مشيراً إلى «التكاليف البشرية التي ﻻ ﯾُﻣﻛن ﺣﺻرھﺎ»، إذ «ﺷُرِّد اﻟﻣﻼﯾﯾن» وﺗﻌرَّض «ﻣﺋﺎت اﻵﻻف ﻟﻠﻘﺗل واﻻﺧﺗﻔﺎء اﻟﻘﺳري واﻟﺗﻌذﯾب، وقُتلوا ﺑﺄﺑﺷﻊ اﻟطرق». وأضاف أن اﻟﺣرب ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ «ﺷﮭدت اﺳﺗﺧدام اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ واﻟﺑراﻣﯾل اﻟﻣﺗﻔﺟرة اﻟﺗﻲ ﻗﺗﻠت اﻟرﺟﺎل واﻟﻧﺳﺎء واﻷطﻔﺎل من دون ﺗﻣﯾﯾز». وذكَّر بأن «ﺣﺎﻻت اﻟﺣﺻﺎر اﻟطويل أدت إﻟﻰ ﺗﺟوﯾﻊ سكان ﻣﻧﺎطﻖ ﺑﺄﻛﻣﻠﮭﺎ، وﺣوَّﻟت اﻟﻐذاء واﻟدواء إﻟﻰ أﺳﻠﺣﺔ ﺣرب»، كما «محا اﻟﻘﺻف اﻟﻛﺎﺳﺢ ﻟﻠﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت واﻟﻣدارس واﻟﻣﻧﺎزل أي ﻣظﺎھر للحياة اﻟطﺑﯾﻌية»، ملاحظاً أنه «على الرغم من ذلك فإن اﻟﺷﻌب اﻟﺳوري لم يتراجع ﻗط ﻋن ﻧداءاﺗﮫ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ واﻟﺷﺟﺎﻋﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺣرﯾﺔ واﻟﻛراﻣﺔ واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻌﺎدل».

وكذلك عدّ كبير الموظفين الدوليين أنه «منذ 8 دﯾﺳﻣﺑر (ﻛﺎﻧون اﻷول) الماضي، ﺗﺟدَّد اﻷﻣل ﻓﻲ إﻣكان ﻗﯾﺎم اﻟﺳورﯾﯾن ﺑرﺳم ﻣﺳﺎر ﻣﺧﺗﻠف، وﺣﺻوﻟﮭم ﻋﻠﻰ ﻓرﺻﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺑﻧﺎء واﻟﺗﺻﺎﻟﺢ، وﺗﺄﺳﯾس وطن ﯾﻌﯾش ﻓﯾﮫ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑﺳﻼم وﻛراﻣﺔ». ولكنه أضاف أنه «ﻣن اﻟﻣﺛﯾر ﻟﻠﻘﻠﻖ أن ﯾﺻير ھذا اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻣﺷرق اﻟذي ﯾﺳﺗﺣﻘﮫ اﻟﺳورﯾون وﺑﺷدة اﻵن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣك»، لأن «لا ﺷﻲء ﯾُﺑرر ﻗﺗل اﻟﻣدﻧﯾﯾن ﻛﻣﺎ أﻓﺎدت اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟواردة ﺧﻼل اﻷﯾﺎم اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ». وقال: «ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻗف كل أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧف، وﻻ ﺑد ﻣن إﺟراء ﺗﺣﻘﯾﻘﺎت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وﻧزﯾﮭﺔ وذات ﺻدﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﮭﺎﻛﺎت، وﻻ ﺑد ﻣن ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻋﻧﮭﺎ»، مشيراً إلى أن ﺳﻠطﺎت ﺗﺻرﯾف اﻷﻋﻣﺎل ﻋبَّرت ﺗﻛرراً ﻋن «اﻟﺗزاﻣﮭﺎ ببناء ﺳورﯾﺎ ﺟدﯾدة ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﺳورﯾﯾن ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ أﺳس ﺟﺎﻣﻌﺔ وذات ﺻدﻗﯾﺔ». وأضاف أنه «آن اﻷوان ﻟﻠﺗﺣرك» لأن «هناك ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺣﺔ إلى اﺗﺧﺎذ ﺗداﺑﯾر ﺟرﯾﺋﺔ وﺣﺎﺳﻣﺔ ﻟﺿﻣﺎن أن ﯾﺗﻣﻛَّن اﻟﺳورﯾون، ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻌرق أو اﻟدﯾن أو اﻻﻧﺗﻣﺎء اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ أو اﻟﻧوع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ، ﻣن اﻟﻌﯾش ﺑﺄﻣﺎن وﻛراﻣﺔ ودون ﺧوف».

وأكد غوتيريش أن الأمم اﻟﻣﺗﺣدة «ﻣﺳﺗﻌدة ﻟﻠﻌﻣل جنباً إﻟﻰ ﺟﻧب ﻣﻊ اﻟﺷﻌب اﻟﺳوري ﻟدﻋم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎل ﺳﯾﺎﺳﻲ ﺗﺷﻣل اﻟﺟﻣﯾﻊ، وﺗﺿﻣن اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ، وﺗﻌزز اﻟﺗﻌﺎﻓﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ، وﺗﺿﻊ اﻷﺳﺎس ﻟﺗﻌﺎﻓﻲ ﺳورﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل، وإﻋﺎدة إدﻣﺎﺟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ». وشدَّد على أنه «لا ﺑد من ضمان ﺧروج ﺳورﯾﺎ ﻣن ظﻼل اﻟﺣرب ﻧﺣو ﻣﺳﺗﻘﺑل ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻛراﻣﺔ وﺳﯾﺎدة اﻟﻘﺎﻧون، ﯾُﺻﻐﻰ ﻓﯾﮫ إﻟﻰ كل اﻷﺻوات ولا ﯾُﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣﻧﮫ أﺣد».