قتلى وجرحى بقصف لقوات النظام شمال سوريا

اشتباكات بين فصيلين مدعومين من أنقرة في عفرين

عنصر دفاع مدني يتفقد منزلاً بعد قصف سوري على معرة النعسان غرب حلب (الشرق الأوسط)
عنصر دفاع مدني يتفقد منزلاً بعد قصف سوري على معرة النعسان غرب حلب (الشرق الأوسط)
TT

قتلى وجرحى بقصف لقوات النظام شمال سوريا

عنصر دفاع مدني يتفقد منزلاً بعد قصف سوري على معرة النعسان غرب حلب (الشرق الأوسط)
عنصر دفاع مدني يتفقد منزلاً بعد قصف سوري على معرة النعسان غرب حلب (الشرق الأوسط)

قُتل وجرح 10 مدنيين بينهم طفلان، بقصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام السوري السبت، في شمال غربي البلاد.
وقال ناشطون، إن قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية قصفت بقذائف الهاون منزلاً في منطقة معرة النعسان بريف حلب الغربي، ما أسفر عن «وقوع مجزرة مروعة راح ضحيتها (طفلان وامرأتان ورجلان) وإصابة 5 آخرين بجروح خطيرة». وعملت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) وطواقم الإسعاف على إخلاء القتلى والجرحى، من المكان، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية في الأجواء، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف استهدف منطقة تقاد بريف حلب الغربي، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر بجروح خطيرة، وحالة رعب في صفوف المدنيين.
وقال إبراهيم الأحمد وهو ناشط بريف حلب، إن «قصفاً مدفعياً وصاروخياً نفذته قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية طال مناطق معرة النعسان وتقاد وكفر عمة ومحيط مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، وأدى القصف إلى مقتل 6 أفراد من عائلة واحدة في بلدة معرة النعسان بينهم طفلان وامرأتان ورجلان، فيما تعرض 5 آخرون بينهم أطفال لإصابات خطيرة»، وترافق القصف مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية في أجواء المنطقة، وقتل شخص آخر في منطقة تقاد، جراء قصف مدفعي وصاروخي من قبل الميليشيات.
وأضاف، أن «طائرة انتحارية تابعة للقوات الروسية، استهدفت خلال الساعات الماضية، نقاطاً عسكرية لفصائل المعارضة على محور قرية كفر نوران بريف حلب الغربي، ما أدى إلى إصابة عنصر بجروح، تزامن مع قصف بري نفذته قوات النظام والميليشيات الإيرانية على مناطق في قرية تقاد وكفر عمة بريف حلب الغربي ومناطق البارة وكنصفرة والفطيرة وفليفل وبينين بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، ومناطق أخرى في دوير الأكراد ومحيط العنكاوي وقليدين بسهل الغاب شمال غربي حماة، ومحور كبانة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، ما أسفر عن إصابة 3 مدنيين (مزارعين) بجروح خطيرة». ولفت، أنه «قُتل رجل وأصيبت زوجته بجروح خطيرة بانفجار لغم من مخلفات الحرب في مدينة تفتناز بريف إدلب الشمالي».
من جهته، قال قيادي في فصائل المعارضة، إن فصائل المعارضة في غرفة عمليات «الفتح المبين» استهدفت بقذائف الدبابات دشماً ومواقع عسكرية لقوات النظام السوري على محوري ميزناز وجدرايا غرب حلب، ما أدى إلى مقتل عنصر وجرح آخرين، وجرت استهدافات متبادلة بالرشاشات المتوسطة والثقيلة بين قوات النظام وفصائل المعارضة على محور الشيخ سلمان غربي حلب أدى إلى وقوع خسائر مادية في صفوف قوات النظام.
في سياق آخر، شهدت منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة «الجيش الوطني السوري» والنفوذ التركي، اشتباكات عنيفة بين فصيلي فرقة الحمزة وأحرار الشام في الجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة، ووقوع قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، وسط تحشيدات عسكرية من كلا الطرفين في المنطقة وحالة استنفار وقطع الطرق الرئيسية من قبل الفصائل.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، باندلاع اشتباكات عنيفة بين عناصر مسلحة من حركة «أحرار الشام الإسلامية» من جهة وآخرين من «فرقة الحمزة» من جهة أخرى، في قريتي جولاقان وفقيران التابعتين لناحية جنديرس بريف عفرين، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عنصرين، بالإضافة إلى سقوط عدد من الجرحى، جراء الاشتباكات العنيفة التي لم تعرف أسبابها حتى اللحظة.
وأشار «المرصد»، أنه في 10 يناير (كانون الثاني)، استنفرت فصائل (الجيش الوطني السوري) الموالية لتركيا، في مناطق عفرين وقرى محيطة بها، على خلفية اعتقال فصيل (الجبهة الشامية)، قيادياً في فرقة (السلطان مراد وحركة ثائرون)، بالقرب من مفرق كفر جنة بريف عفرين، دون معرفة أسباب الاعتقال حينها.
وفي الأثناء، تحدث ناشطون عن إصابة 3 مدنيين بينهم طفلة بقصف مدفعي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، على أطراف مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي.
واستهداف قوات النظام السوري بصاروخ نقطة بيرقداد 9 جنوب معبر أبو الزندين لفصائل المعارضة، دون ورود أنباء عن وقوع خسائر بشرية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».