أشرف ريفي: الطائفة السُنية تنتقل من وحدانية القيادة إلى التعددية

رأى أن هناك حاجة لفترة انتقالية بعد الحريري

أشرف ريفي
أشرف ريفي
TT

أشرف ريفي: الطائفة السُنية تنتقل من وحدانية القيادة إلى التعددية

أشرف ريفي
أشرف ريفي

يؤكد وزير العدل اللبناني الأسبق اللواء أشرف ريفي، لـ«الشرق الأوسط»، أن مستقبل السنة في لبنان «حتماً سيكون أفضل من الوضع الحالي»، موضحاً أن «الطائفة السنية عبارة عن طاقة حيوية وديناميكية عالية جداً مرت بظرف استثنائي تسبب بخنقها وأسرها في مكان معين، واليوم فتحت آفاقها وهي تتحرر تدريجياً».
وعن مدى تأثير انسحاب الحريري من الحياة السياسية على الطائفة السنية، يوضح ريفي أن «الطائفة السنية حكماً ستحتاج إلى مرحلة انتقالية، لكن في النهاية هذه الطائفة ليست عاقراً ولا عقيمة، ولديها خامات وقيادات وحيوية سياسية وامتداد عربي كبير وكل مقومات الانطلاق».
وينفي ريفي أن يكون هناك أي تخبط أو تشظي في الطائفة السنية، لافتاً إلى أنها «تمر بمرحلة تحور بعد سقوط القيادة السابقة نتيجة خياراتها وإدارتها وعدم معايشتها لنبض الناس». ويقول: «اليوم الطائفة قد تنتقل إلى قيادات جديدة عدة وليس قيادة أحادية وقد تكون تلك القيادات مناطقية».
ويضيف: «سقوط القيادة السابقة هو حكماً مؤشر إيجابي، إذ فتحت الآفاق وطاقات الطائفة وخياراتها، كي لا تكون مأسورة برأي بعيد عن هواجس وحقوق ونبض الطائفة. ولم تكن الطائفة يوماً معسكراً يُدار من أي أحد إلى الأبد».
ورداً على سؤال عن استعادة الطائفة السنية لدورها في أن تكون صلة وصل بين لبنان والعالم العربي، يشدد ريفي على أن «هذا خيار استراتيجي ينسجم مع التكوين والهوية العربية للبنان، ومن أساسيات تكوين السنة في البلد»، ويشير إلى أن «أحد عيوب القيادات السابقة أنها لم تحسن الحفاظ على التواصل السني مع العالم العربي. أما اليوم فنحن أمام حقبة جديدة، والمرحلة السابقة سقطت أمام الطائفة قبل أن تسقط أمام المحافل الأخرى، وغير مأسوف عليها».
وعن عناوين المرحلة الجديدة لمستقبل السنة في لبنان، يؤكد ريفي أنها ستتسم «بالحيوية السياسية، وعدم وحدانية القيادات بل تعدديتها، والحفاظ على الحقوق والوجود والهوية العربية، وإعادة ربط لبنان مع العالمين العربي والغربي الحر».
ويتابع: «من غير المقبول أن يتم استضعافنا، فنحن مكون أساسي وأكبر مكون في لبنان، ولا يجوز أن نبقى أضعف فريق فيه. هناك من يأخذنا بغباء تاريخي إلى الهوية الإيرانية التي لا تنسجم مع هويتنا نهائياً، ورغم أن النضال في هذا المجال سيكون طويلاً، لكننا سنرى موقفاً سنياً صارماً للحفاظ على الوطن والدولة اللبنانية السيدة الحرة المستقلة، وحكماً إعادة الربط مع العالم العربي والغربي الذي يشبهنا ونشبهه».
ويخلص ريفي إلى القول: «الطائفة السنية تخضع لمخاض الانتقال من وحدانية القيادة التي لم تكن على مستوى المسؤولية، إلى قيادات تعددية للقيام بواجباتنا»، مضيفاً: «نحن أمام تحدي التنسيق مع بعضها البعض لفرض حقوقها وواجباتها وحماية وجودها وهويتها اللبنانية والعربية. قيادتنا السابقة وضعتنا في موقع ضعف، لكننا لسنا مستضعفين ولا محبطين، بل حيويتنا قائمة وسنستعيد دورنا».



المرتزقة في ليبيا... عصف الحرب المأكول

TT

المرتزقة في ليبيا... عصف الحرب المأكول

بعد 9 أشهر من الحرب التي شنها قائد «الجيش الوطني الليبي»، المشير خليفة حفتر، على العاصمة الليبية طرابلس، في 4 أبريل (نيسان) 2019، مدعوماً بمقاتلين من مجموعة «فاغنر» الروسية، دفعت أنقرة بمرتزقة ينتمون لمجموعات سورية معارضة، أبرزها فصيل «السلطان مراد»، الذي غالبية عناصره من تركمان سوريا، إلى ليبيا. وبعد اقتتال دام 14 شهراً، نجحت القوات التابعة لحكومة فايز السراج، في إجبار قوات «الجيش الوطني» على التراجع خارج الحدود الإدارية لطرابلس.

وفي تحقيق لـ«الشرق الأوسط» تجري أحداثه بين ليبيا وسوريا والسودان وتشاد ومصر، تكشف شهادات موثقة، كيف انخرط مقاتلون من تلك البلدان في حرب ليست حربهم، لأسباب تتراوح بين «آيديولوجية قتالية»، أو «ترغيب مالي»، وكيف انتهى بعضهم محتجزين في قواعد عسكرية بليبيا، وأضحوا الحلقة الأضعف بعدما كان دورهم محورياً في بداية الصراع.

وفي يناير (كانون الثاني) 2024، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عدد عناصر «المرتزقة السوريين» في طرابلس تجاوز 7 آلاف سابقاً، لكن فرّ منهم نحو 3 آلاف وتحولوا إلى لاجئين في شمال أفريقيا وأوروبا.

مرتزقة الحرب الليبية.. وقود المعارك وعبء الانتصارات والهزائم