يمين الائتلاف والمعارضة يتفقان على «منع لمّ شمل الفلسطينيين»

وزيرة الداخلية الإسرائيلية أعلنت «انتصار الصهيونية»

TT

يمين الائتلاف والمعارضة يتفقان على «منع لمّ شمل الفلسطينيين»

بعد أن نجحت في تحقيق اتفاق بين أحزاب اليمين في الحكومة وفي المعارضة، أعلنت وزيرة الداخلية الإسرائيلية، أييلت شاكيد، أن «الصهيونية انتصرت»، وتم تمرير أربعة قوانين بالقراءة الأولى، تنص جميعها على منع لمّ شمل عائلات فلسطينية. وتمت إحالة القوانين إلى لجنة الكنيست، لتأتي بنص قانون واحد يثبت مواقف اليمين ضد جمع الشمل.
والقوانين الأربعة تجتمع في مبدأ رفض السماح لعائلات فلسطينية مشتتة بسبب الاحتلال، في أن تلتئم وفق نظام جمع الشمل. ولكنها تختلف فيما بينها حول نوعية وشدة القيود المفروضة على الحالات الإنسانية الاستثنائية التي تمنح فيها تصاريح جمع الشمل. فحسب المشروع الذي قدمته شاكيد باسم الحكومة، يتاح إعطاء تصاريح استثنائية في حالة بلغ طالب التصريح 30 عاماً، إن كان رجلاً، و25 عاماً إن كانت امرأة. ولكن مشاريع القوانين الثلاثة التي قدمها نواب المعارضة، سمحا روتمن وآفي ديختر وتسفي هاوزر، تضع قيوداً أشد، وتجعل منح جمع الشمل أمراً مستحيلاً.
وبسبب الاتفاق بين الحكومة والمعارضة، لأول مرة منذ تشكيل حكومة نفتالي بنيت، حظيت المشاريع الأربعة بأكثرية ساحقة. وتمكنت شاكيد من هذا الإنجاز، بعد أن أعلنت 3 كتل برلمانية في الائتلاف الحكومي، رفضها قانون منع جمع الشمل، «كونه عنصرياً ويميز ضد الفلسطينيين ويتسبب لهم في معاناة شديدة». والكتل الثلاث هي: القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية بقيادة النائب منصور عباس، وحزب العمل برئاسة وزيرة المواصلات، ميراف ميخائيلي، وحزب ميرتس بقيادة وزير الصحة، نتسان هوروفتش.
ولكيلا تحدث أزمة ائتلافية، تقرر منح النواب حرية التصويت. ولكن تبين أن رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، منح هذه الحرية بعد أن كان ضمن اتفاقاً مع اليمين في المعارضة. وبموجب الاتفاق، يصوت أحزاب اليمين الثلاثة في الحكومة، وهي: «يمينا» برئاسة بنيت وشاكيد، و«تكفا حداشا» (أمل جديد برئاسة وزير القضاء غدعون ساعر) و«يسرائيل بيتينو» (إسرائيل بيتنا برئاسة وزير المالية، أفيغدور ليبرمان). وأحزاب اليمين المعارضة، أي الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، و«الصهيونية الدينية» برئاسة بتسليل سموترتش، والحزبين الدينيين («شاس» و«يهودوت هتوراه»)، معاً، لصالح القوانين الأربعة. وقد تم تحويلها جميعاً إلى لجنة الكنيست لبلورة نص موحد وإعداد القانون للقراءتين الثانية والثالثة، وتحويله إلى قانون ثابت. ولم يصوت ضد مشروع الحكومة، سوى نواب «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية، بقيادة النائب أيمن عودة.
واعتبر القرار مكسباً شخصياً للوزيرة شاكيد، التي وجهت شكرها الجزيل إلى نواب الائتلاف والمعارضة، بينما اعتبر ضربة لنواب اليسار والعرب، الذين يشاركون في الائتلاف. وكان هؤلاء النواب قد خططوا للتصويت في الجلسة ضد مشاريع القوانين الأربعة، بما في ذلك مشروع القانون الحكومي. لكن النائب أحمد الطيبي، رئيس كتلة القائمة المشتركة، قرر إحراجهم حتى النهاية، ومنعهم من الحظوة بمكانة من يؤيد الحكومة ويعارض فعلها في آن. فطلب من الهيئة العامة للكنيست، أن يتحول التصويت على مشروع القانون الحكومي إلى ثقة بالحكومة. وبهذه الطريقة منع نواب الائتلاف من التصويت ضد الثقة بحكومتهم ومنع المعارضة من التصويت مع الحكومة. عندها امتنع اليمين المعارض عن التصويت، وغادر نواب ميرتس والإسلامية القاعة. فحصل مشروع قانون الحكومة على تأييد 44 صوتاً، ومعارضة 5 نواب جميعهم من القائمة المشتركة.
وفي أعقاب إقرار القانون، هاجمت «القائمة المشتركة» جميع أحزاب الائتلاف على «الاستمرار في حرمان العائلات الفلسطينية من لم الشمل، هذه المرّة بالتعاون مع أشد الأحزاب تطرفاً في الساحة السياسية، العنوان السياسي للعصابات الاستيطانية المتطرفة، وبتواطؤ واضح من قائمتي الموحدة وميرتس».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.