أشتية: تعليمات للحكومة بعدم التعاطي مع إسرائيل اقتصادياً

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية
TT

أشتية: تعليمات للحكومة بعدم التعاطي مع إسرائيل اقتصادياً

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إن حكومته تلقت تعليمات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بألا تتعاطى مع إسرائيل في الشق الاقتصادي بدون الشق السياسي.
وأضاف في اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني، أمس، أن الشعب الفلسطيني لا يبحث عن لقمة عيش، بل عن دولته الفلسطينية وتجسيدها على التراب الوطني. واعتبر أن الأزمة الاقتصادية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، «سببها سياسات الاحتلال»، وأن حكومته تعمل في ظروف صعبة، سواء على الوضع الاقتصادي أو الوضع الصحي، أو بسبب ممارسات الاحتلال وعزله لقطاع غزة والقدس، مشدداً «نريد أن يكون الوضع الاقتصادي رافعة للوضع السياسي بشقه الوطني والمعنوي والتطويري».
وتحدث أشتية عن الأزمة المالية للسلطة الفلسطينية، مجدداً التذكير، بأن الوضع المالي صعب «بسبب انحسار المساعدات الخارجية، وتوقف أموال المانحين». وتدفع السلطة رواتب منقوصة لموظفيها منذ 3 شهور بسبب الأزمة المالية، فيما تعمل على عدة اتجاهات للخروج من أزمتها، بما يشمل استعادة الدعم الأميركي والأوروبي والعربي، والضغط على إسرائيل بكل الطرق لوقف الاقتطاعات الضريبية، إضافة إلى محاولة تحسين الجباية الداخلية والتقشف في المصاريف الحكومية.
وقال أشتية، إن هناك عجزاً شهرياً في الموازنة الفلسطينية، «لكننا سنعبر هذه الأزمة، وحسب توجيهات الرئيس لن نرفع الضرائب على أحد، ولن نسمح بزيادة الأسعار بأي شكل من الأشكال، وقد أحلنا 73 تاجراً حاولوا أن يعبثوا بالسلم الأهلي إلى النائب العام». ويواجه الحكومة الفلسطينية كل شهر، بحسب أرقام رسمية فلسطينية، عجز بحدود 200 مليون شيقل، وهو عجز متراكم. وجاء هذا الوضع فيما لم تتجاوز المساعدات الخارجية طيلة العام، 10 في المائة مما كان يصل في العادة إلى الخزينة الفلسطينية.
وأفادت بيانات أخيرة صادرة عن وزارة المالية الفلسطينية، بتراجع الدعم والمنح والمساعدات المالية المقدمة للخزينة العامة، بنسبة 89.6 في المائة بواقع 31.5 مليون دولار خلال الشهور الثمانية الأولى من 2021، مقابل الفترة نفسها العام الأسبق، في الوقت الذي تقتطع فيه إسرائيل نحو 220 مليون شيقل من أموال المقاصة التي تبلغ 700 إلى 800 مليون شيقل.
في سياق آخر تعهد أشتية باستكمال الانتخابات المحلية في موعدها الشهر القادم، كما أكد أن سياسة حكومته تقوم على تعزيز صمود المقدسيين في القدس باعتبارها منطقة تطوير (أ)، كذلك دعم الغزيين في غزة. وجاء حديث رئيس الوزراء الفلسطيني، عن حكومته التي لن تتعامل بالشق الاقتصادي دون السياسي، مناقضاً للتأكيد الإسرائيلي، أن أي اجتماعات سابقة لم تتناول الشأن السياسي وإنما ركزت على القضايا الاقتصادية والأمنية.
وكانت هناك سلسلة من الاجتماعات بين كبار الوزراء الإسرائيليين وقادة السلطة الفلسطينية منذ تولي الحكومة الإسرائيلية الجديدة السلطة العام الماضي، وأبرزها وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس الذي استضاف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في منزله. وقالت إسرائيل إن الاجتماعات ركزت على التنسيق الأمني والجهود المبذولة لتحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين. بينما أصر الفلسطينيون، على أن المحادثات تناولت أيضاً «خلق أفق سياسي».
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد أكد بنفسه في افتتاح المركزي الفلسطيني، أن الاجتماعات الأخيرة بين كبار المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين «تخدم المصالح الفلسطينية»، لكنه شدد على أنها «ليست بديلاً عن عملية السلام»، مضيفاً أن «لا بديل عن مطالبنا بحل سياسي وفق القانون الدولي».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.