مشروع سعودي ينشئ أول مدينة «ثقافية» افتراضية في «الميتافيرس»

نظرة أولية على المدينة الافتراضية الأولى من نوعها ثقافياً
نظرة أولية على المدينة الافتراضية الأولى من نوعها ثقافياً
TT

مشروع سعودي ينشئ أول مدينة «ثقافية» افتراضية في «الميتافيرس»

نظرة أولية على المدينة الافتراضية الأولى من نوعها ثقافياً
نظرة أولية على المدينة الافتراضية الأولى من نوعها ثقافياً

تجتاح العالم حالياً ثورة «الميتافيرس»، الذي ينتقل سريعاً من الترفيه والتسوق والعمل ليصل اليوم إلى الثقافة، حيث سيتمكن المثقفون من التفاعل ما بينهم عبر صور رمزية (أفاتار) والاتجاه أكثر للمنتج الرقمي، مع إطلاق مركز «منَافيرس» للتطوير والابتكار، من الرياض، كأول مركز من نوعه في العالم، كما يوضح مؤسسه السعودي بدر الحمود، مبيناً أنه سيُحدث طفرة نوعية في مجال النشر، بتأسيس بيئة افتراضية بالكامل، تتيح تداول المنتجات الثقافية ونشرها بصورة رقمية بحتة، وتسمح بخوض تجربة كاملة من التفاعل المعرفي والثقافي للقُراء.
ويكشف الحمود لـ«الشرق الأوسط» أن «منَافيرس» بدأ أولى خطواته نحو الاستثمار في حجز ولاية إلكترونية افتراضية في أحد أهم «الميتافيرس» الواعدة، مضيفاً: «سنبني التجارب عليها ونُصممها لتصبح أول مدينة ثقافية في عالم (الميتافيرس)، كفكرة رائدة ووليدة لهذه النهضة الثقافية التي تشهدها المملكة».
ويستشهد الحمود بمقولة أينشتاين «إن الخيال أهم من المعرفة، فمن دون الخيال كيف يمكنك أن تطور ما لديك من علم وتكتشف غيره؟»، مردفاً: «هي مقولة مُلهمة تدعونا دائماً إلى القفز نحو المستقبل، وتخطي الواقع الفعلي بمفرداته الضيقة إلى عالم أكثر رحابة، قوامه الخيال والابتكار».
ويتابع الحمود: «بجانب اهتمامي الثقافي والمعرفي، كناشر ومؤسس لمنصة (معنى) الثقافية، وكوني صانع أفلام، وفي الوقت نفسه لدي اهتمام كبير بالتطورات التقنية الحاصلة في مجال العالم الافتراضي، لطالما داعبتني فكرة كيفية الاستفادة من هذه التطورات في المجال المعرفي والثقافي، وكيف نُحدث طفرة في مجال النشر، تواكب الطفرة التي نشهدها في مجالي الواقع المعزز والافتراضي».
ويوضح الحمود أن «الميتافيرس»، كغيره من الاختراعات العلمية، طُرح كفكرة في قصص الخيال العلمي، وسرعان ما انتقل إلى مجال التطبيق الفعلي، بوصفه فضاءً إلكترونياً يمكن للإنسان التفاعل فيه من خلال صور رمزية متحركة تمثله «أفاتار»، يقوم بواسطتها بجميع أنواع التفاعلات تقريباً، مثل العمل والتسوق واللعب والسفر وغيرها. وعلى مدى زمني قصير جداً انتقل «الميتافيرس» من المجال الترفيهي إلى استخدامه في مجالاتٍ أخرى، كمجالي: الصحة والتعليم. ويؤكد أن التحدي الحقيقي، كحال من يعمل في المجال الثقافي والمعرفي، هو في التفكير بإمكانية الاستفادة منه ونقله للاستخدام الملائم لهذا المجال. ولا ينكر الحمود أن الأمر يستدعي القيام بالعديد من التجارب المشتركة بين المهتمين بكلا المجالين للوصول إلى الشكل المثالي للاستخدام، وهي المهمة الأساس لمركز «منَافيرس» للتطوير والابتكار خلال الفترة المقبلة.
ويتابع الحمود: «سنبدأ بإعداد دراسات وورش عمل مع بعض الخبراء في مجالات: النشر والميتافيرس والتقنيات الرقمية، لدراسة إمكانية الاستفادة من هذا الوسيط الجديد في تطوير صناعة النشر، وسنعلن عن نتائج هذه الدراسات للجميع، متى ما انتهينا»، مضيفاً: «نعلم أن الطريق صعب، وأن الفكرة تبدو غير مكتملة بعد، وأقرب لعالم الخيال، ولكن، هذا هو حال الأفكار الطموحة دائماً، ونأمل أن نحقق تقدماً ولو يسيراً في هذا المجال».
ويشير الحمود إلى إطلاق «Nielsen» لخدمات المعلومات، دراسة جديدة، ذكرت فيها أن نحو 54 في المائة من الأميركيين، يقرأون الكتب الإلكترونية. بينما تشير إحصائيات مؤشر القراءة العربي إلى أن هناك أولوية للقراءة الإلكترونية بمتوسط عربي بلغ 19.45 ساعة سنوياً، مقابل 16.03 ساعة للقراءة الورقية، وهو ما يراه عائداً بالأساس إلى الاكتساح الكبير لتكنولوجيا المعلومات والاتصال، وظهور بدائل أفضل من الوثائق المطبوعة. ويكمل قائلاً: «لا أحد متيقن تماماً بما سيكون عليه الشكل النهائي لهذا العالم الموازي، إن صح التعبير، الذي نأمل أن يقتحمه مجال النشر، وما قد يترتب عليه من آثار إيجابية أو سلبية أيضاً. لكن بصفة عامة لدينا شبه يقين بأن طبيعة هذا المجال ستتغير خلال العشر سنوات المقبلة، وسيصبح عبارة عن شبكاتٍ معقدة من العوالِم المتداخلة. وهذا ما نأمله في (منَافيرس)؛ مواكبة هذا التغيير والمساهمة فيه بقدر المستطاع».
وبسؤاله عن الفئة التي يستهدفها، أفاد بأنها فئة الجيل الصاعد في المقام الأول، لأنه على يقين بأن المشكلات لا يمكن أن تحل بنفس طُرق التفكير التي تسببت بها. ويتابع: «إذا كانت لدينا مشكلات ناتجة عن استخدام الطُرق التقليدية في المعرفة والتعليم، فلا غنى لنا عن المحاولة والتجريب في البحث عن طُرق مبتكرة تقدم حلولاً بديلة ولا تضل هدفها». ويرى الحمود أن الشباب في حاجة إلى هذه الطُرق الآن، أكثر من أي وقتٍ مضى؛ طُرق جديدة تراعي التطورات التقنية، وعوامل الجذب والإبهار التي يُقبل عليها هذا الجيل.
ومع الثورة الحاصلة حالياً في هذا المجال، يستشهد الحمود بإعلان حكومة كوريا الجنوبية نيتها تأسيس أول مدينة في العالم تدخل نطاق «الميتافيرس»، وذلك ضمن مشروع أطلقت عليه اسم «ميتافيرس سول»، خصصت له ما يربو على 3 مليارات دولار، ميزانية مبدئية له. إلى جانب إعلان مدينة نيوم عن استثمارها مليار دولار في هذا العالم، قبل أيام.
ويتابع الحمود: «نحن في (مينَافيرس) نأمل في أن نكون أول مركز للتطوير والابتكار يستهدف الوصول إلى تطبيقات (الميتافيرس)، في مجالي: الثقافة والمعرفة. وتطوير صناعة النشر على وجه الخصوص. والجديد الذي نستهدفه استراتيجياً؛ إحداث طفرة نوعية في مجال النشر، وذلك من خلال تأسيس بيئة افتراضية بالكامل، تتيح تداول المنتجات الثقافية ونشرها بصورة رقمية بحتة، وتسمح في الوقت ذاته بخوض تجربة كاملة من التفاعل المعرفي والثقافي للقُراء، أكثر جاذبية وإبهاراً، ومن دون العقبات التي قد تصادفهم في عالم الواقع».
لكن كيف تبدو أهمية ذلك؟ يجيب الحمود: «أن مزج حياتنا الحقيقية بعالم موازٍ آخر من صنع خيالنا، سيفتح آفاقاً لم نكن نعرفها، وسيكشف لنا مجالات لم نكن ندركها. وبالتأكيد تعتمد تقنية (الميتافيرس)، على بعض الأدوات التي تجعلنا قادرين أكثر على الانغماس في هذه التقنية. وبالنسبة للشأن الثقافي، سيكون التحدي الاستثماري فيه متمثلاً في ابتكار تلك الأدوات وتطويرها بما يوائم ويخدم هذا الهدف».



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».