يحاول كل من «سيف وفرات» شق طريق الحياة، والتقاط إشارات عن مستقبلهما، عبر استلهام قصص الماضي وأساطير الحكايات العربية الشهيرة، للاهتداء إلى نور النجاح والاستقرار والسعادة.
قصة زواج معاصر ناشئ، وعلاقة تتقفى أثر الشجاعة والإصرار على الخروج من نفق التحديات والإقبال على وجه الحياة، مملوئين بالفأل والبشاشة والإقدام، وذلك في العرض العالمي الأول لمسرحية «كان يا ما كان»، على المسرح العالمي في «بوليفارد رياض سيتي»، التي عكست أجواء الحكايات العربية الأصيلة عبر تجربة مسرحية فريدة من نوعها.
يجمع العرض بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص حب العائلة، والأصدقاء، والحياة، واستند السرد الفاحص عن طريق رسم حياة سعيدة، على القصة الإطارية لحكايات ألف ليلة وليلة، عن الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد، وقد اجتمعت «فرات» بطلة العمل خلال فصول الحكاية مع «شهرزاد» للبحث عن إجابات.
تتابع المسرحية مع «فرات» وهي تروي قصصاً خيالية بواسطة أحدث التقنيات المرئية، وعروض الدمى، والألعاب البهلوانية، والرسم في الهواء، والرقص، والموسيقى الحية، التي أبرزت قوة الحكاية والسرد في الإبقاء على حياة شهرزاد بطلة حكايات ألف ليلة وليلة، ومن جهة، لإعطاء حياة كل من فرات وسيف المعنى، ومنحهما أسرار النمو والاستقرار.
ألقت المسرحية عِبء التحديات الراهنة على حكايات الماضي، تبحث فيها عن ضوء وإجابات، تستنطق الشخصيات الأسطورية التي شغلت حيزاً من حكايات الماضي العتيق، لتساعدها في النجاة من قلق الوقت.
كان فريق العمل منسجماً في أدائه، وكانت الديكورات الموظفة في العرض والأزياء المستخدمة بألوانها المختلفة، والإضاءات المصاحبة بين وصلة وأخرى، متقنة، أدهشت الحضور، وفتحت نافذة إلى تراث الحكايات الشعبية في القرون القديمة والوسطى.
وقادت العازفة رنا حجاج الفريق الموسيقي الذي عزف على آلات العود والجيتار والقانون والدرامز، وصنعوا خلفية إيقاعية تتزامن مع تلوينات السرد.
عكست «السينوغرافيا» للعمل، الأبعاد المكانية والزمانية للحضارات التي احتضنت القصص والمواقف العربية والفارسية والهندية والمصرية وبلاد الرافدين، وأسهمت التصاميم الفنية والتقنية، في خلق عناصر مشهدية، أعطت انطباعاً حقيقياً لفصول الحكاية.
المسرحية الاستعراضية العالمية شارك فيها أكثر من 80 فناناً سعودياً ما بين ممثلين وفنيين ساعد في إعدادهم مدربون عالميون من بريطانيا، حائزون على جوائز. وهي من تأليف جود كريستيان، وإخراج ويل تاكيت، وقدمت زينة عاشور الرؤية الفنية للعمل.
استغرق تطوير النص أياماً على يد الكاتبة المسرحية السعودية أشواق الروقي، التي قالت إنّها بذلت ساعات لإنجاز العمل وتطوير المحتوى وإعداده ليكون ملائماً للبيئة المحلية.
وبُني المسرح بالكامل في استديو تلفزيوني ضخم بغرب لندن، وشُحنت كامل تجهيزات المسرح إلى السعودية في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2021، ليبدأ بعدها التحضير والاستعداد للعرض المسرحي.
«كان يا ما كان»... إطلالة مسرحية على أجواء الحكايات العربية
«كان يا ما كان»... إطلالة مسرحية على أجواء الحكايات العربية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة