السعودية ترفع سعر بيع خامها النفطي إلى آسيا لشهر مارس

«برنت» عند أعلى مستوياته في 7 سنوات

رفعت «أرامكو» سعر بيع خامها العربي الخفيف للعملاء الآسيويين لشهر مارس 60 سنتاً للبرميل (رويترز)
رفعت «أرامكو» سعر بيع خامها العربي الخفيف للعملاء الآسيويين لشهر مارس 60 سنتاً للبرميل (رويترز)
TT

السعودية ترفع سعر بيع خامها النفطي إلى آسيا لشهر مارس

رفعت «أرامكو» سعر بيع خامها العربي الخفيف للعملاء الآسيويين لشهر مارس 60 سنتاً للبرميل (رويترز)
رفعت «أرامكو» سعر بيع خامها العربي الخفيف للعملاء الآسيويين لشهر مارس 60 سنتاً للبرميل (رويترز)

رفعت شركة أرامكو السعودية أسعار كل أنواع خاماتها النفطية التي تبيعها لآسيا في مارس (آذار) المقبل، مقابل فبراير (شباط) الجاري تماشياً مع توقعات السوق.
وقالت «أرامكو»، أمس (السبت)، إن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، رفعت سعر بيع خامها العربي الخفيف للعملاء الآسيويين لشهر مارس، 60 سنتاً للبرميل مقارنة بشهر فبراير، بزيادة قدرها 2.80 دولار للبرميل على متوسط سعر خامي عمان ودبي.
ورفعت السعودية سعر بيع الخام العربي الخفيف إلى الولايات المتحدة لشهر مارس 30 سنتاً للبرميل مقارنة بفبراير، بزيادة 2.45 دولار للبرميل على مؤشر أرغوس للخام عالي الكبريت. كما حددت سعر البيع للخام العربي الخفيف إلى شمال غرب أوروبا بخصم 10 سنتات للبرميل عن برنت في بورصة إنتركونتننتال وبزيادة 1.70 دولار للبرميل مقارنة بفبراير.
وكان من المتوقع أن ترفع السعودية سعر مارس للخام الرئيسي لآسيا 60 سنتاً للبرميل وفقاً لمسح أجرته «رويترز» لسبعة مصادر تكرير في أواخر يناير (كانون الثاني). وعكست زيادات الأسعار زيادة الطلب في آسيا وزيادة هوامش الربح للبنزين ووقود الطائرات.
في الأثناء، قالت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) إنها حددت سعر البيع الرسمي لخامها مربان لشهر مارس عند 85.11 دولار للبرميل. وكان السعر الرسمي للخام في فبراير عند 74.36 دولار للبرميل.
وقفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في سبع سنوات، خلال تعاملات يوم الجمعة، آخر تعاملات الأسبوع، مواصلة صعودها للأسبوع السابع، مع استمرار المخاوف من تعطل الإمدادات، تغذيها برودة الطقس في الولايات المتحدة والاضطرابات السياسية بين كبار المنتجين في العالم.
وارتفعت العقود الآجلة لمزيج برنت 2.16 دولار أو 2.4 في المائة، لتبلغ عند التسوية 93.27 دولار للبرميل بعد أن لامست في وقت سابق أعلى مستوى منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2014 عند 93.7 دولار للبرميل.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط 2.04 دولار أو 2.3 في المائة لتبلغ عند التسوية 92.31 دولار للبرميل، بعد تداوله على ارتفاع حتى 93.17 دولار، وهو أعلى سعر منذ سبتمبر (أيلول) 2014.
وأنهى خام برنت الأسبوع مرتفعاً 3.6 في المائة، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط زيادة 6.3 في المائة في أكبر زيادة لهما منذ أكتوبر.
واجتاحت عاصفة شتوية شديدة وسط وشمال شرق الولايات المتحدة يوم الخميس، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن آلاف الأسر. وارتفعت الأسعار في أسواق النفط أيضاً نتيجة التوتر المتعلق بالأزمة الأوكرانية التي أججت المخاوف إزاء إمدادات النفط المحدودة بالفعل.
وقال ستيفن برينوك، من شركة «بي. في. إم» للوساطة في أسواق النفط، وفق «رويترز»: «استمد انتعاش أسعار النفط دعماً أيضاً من ظهور دلائل جديدة على أن منظمة أوبك تواجه قدراً من المصاعب في زيادة الإنتاج».
كانت منظمة «أوبك» وحلفاؤها، وفي مقدمتهم روسيا، قد اتفقوا الأسبوع الماضي، على الالتزام بضخ زيادات معتدلة في الإنتاج في حدود 400 ألف برميل يومياً، في وقت تواجه فيه المجموعة المعروفة باسم (أوبك بلس) صعوبة في بلوغ الأهداف الحالية رغم ضغوط كبار المستهلكين لرفع الإنتاج بسرعة أكبر. وأظهرت بيانات أعلنتها شركة تسويق النفط العراقي (سومو)، الخميس، أن العراق، وهو ثاني أكبر منتج للنفط في «أوبك»، ضخ 4.16 مليون برميل يومياً في يناير، وهو ما يقل عن مستوى 4.28 مليون برميل يومياً الذي اتفقت عليه مجموعة «أوبك بلس».أمام هذه المعطيات، يرجّح محللون أن تتجاوز أسعار النفط الخام 100 دولار للبرميل نظراً لقوة الطلب العالمي، مشيرين إلى حرب محتملة بين روسيا وأوكرانيا كأحد أبرز مخاوفهم على الأسواق في عام 2022. وقال ثلاثة محللين لمنتدى «رويترز» للأسواق العالمية، إن أسعار النفط سترتفع إذا تعطلت الإمدادات العالمية، وكذلك مع انتعاش الطلب بسبب تصاعد أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا وآسيا، إلى جانب استئناف الأنشطة بعد عمليات الإغلاق التي فرضت للحد من انتشار جائحة «كوفيد – 19».
وقال جون فيل، كبير المحللين الاستراتيجيين العالميين في شركة نيكو لإدارة الأصول في طوكيو: «الخطر الجيوسياسي الأكبر هو أوكرانيا. الاتجاه يبدو جيداً بشكل عام بالنسبة للسلع».


مقالات ذات صلة

اختتام الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج واليابان

الاقتصاد الجولة الأولى من المفاوضات التي قادتها السعودية بين دول الخليج واليابان (واس)

اختتام الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج واليابان

ناقشت الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي واليابان عدداً من المواضيع في مجالات السلع، والخدمات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
TT

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)

خفّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف فرنسا بشكل غير متوقع يوم الجمعة، ما أضاف ضغوطاً على رئيس الوزراء الجديد للبلاد، لحشد المشرّعين المنقسمين لدعم جهوده للسيطرة على المالية العامة المتوترة.

وخفض التصنيف، الذي جاء خارج جدول المراجعة المنتظم لـ«موديز» لفرنسا، يجعل تصنيفها «إيه إيه 3» من «إيه إيه 2» مع نظرة مستقبلية «مستقرة» للتحركات المستقبلية، أي 3 مستويات أقل من الحد الأقصى للتصنيف، ما يضعها على قدم المساواة مع تصنيفات وكالات منافسة «ستاندرد آند بورز» و«فيتش».

ويأتي ذلك بعد ساعات من تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون للسياسي الوسطي المخضرم، وحليفه المبكر فرنسوا بايرو كرئيس وزراء رابع له هذا العام.

وكان سلفه ميشال بارنييه فشل في تمرير موازنة 2025، وأطاح به في وقت سابق من هذا الشهر نواب يساريون ويمينيون متطرفون يعارضون مساعيه لتقليص الإنفاق بقيمة 60 مليار يورو، التي كان يأمل في أن تكبح جماح العجز المالي المتصاعد في فرنسا.

وأجبرت الأزمة السياسية الحكومة المنتهية ولايتها على اقتراح تشريع طارئ هذا الأسبوع، لترحيل حدود الإنفاق وعتبات الضرائب لعام 2024 مؤقتاً إلى العام المقبل، حتى يمكن تمرير موازنة أكثر ديمومة لعام 2025.

وقالت «موديز» في بيان: «إن قرار خفض تصنيف فرنسا إلى (إيه إيه 3) يعكس وجهة نظرنا بأن المالية العامة في فرنسا سوف تضعف بشكل كبير بسبب التشرذم السياسي في البلاد، الذي من شأنه في المستقبل المنظور أن يقيد نطاق وحجم التدابير التي من شأنها تضييق العجز الكبير».

وأَضافت: «بالنظر إلى المستقبل، هناك الآن احتمال ضئيل للغاية بأن تعمل الحكومة المقبلة على تقليص حجم العجز المالي بشكل مستدام بعد العام المقبل. ونتيجة لذلك، نتوقع أن تكون المالية العامة في فرنسا أضعف بشكل ملموس على مدى السنوات الثلاث المقبلة مقارنة بسيناريو خط الأساس الخاص بنا في أكتوبر (تشرين الأول) 2024».

وفتحت وكالة التصنيف الائتماني الباب لخفض تصنيف فرنسا في أكتوبر، عندما غيرت توقعاتها للبلاد من «مستقرة» إلى «سلبية».

وكان بارنييه ينوي خفض عجز الموازنة العام المقبل إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي من 6.1 في المائة هذا العام، مع حزمة بقيمة 60 مليار يورو من تخفيضات الإنفاق وزيادات الضرائب. لكن المشرّعين اليساريين واليمينيين المتطرفين عارضوا كثيراً من حملة التقشف وصوتوا على إجراء حجب الثقة ضد حكومة بارنييه، مما أدى إلى سقوطها.

وقال بايرو، الذي حذر منذ فترة طويلة من ضعف المالية العامة في فرنسا، يوم الجمعة بعد وقت قصير من توليه منصبه، إنه يواجه تحدياً «شاقاً» في كبح العجز.

وقال وزير المالية المنتهية ولايته أنطوان أرماند، إنه أخذ علماً بقرار «موديز»، مضيفاً أن هناك إرادة لخفض العجز كما يشير ترشيح بايرو. وقال في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: «إن ترشيح فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء والإرادة المؤكدة لخفض العجز من شأنه أن يوفر استجابة صريحة».

ويضيف انهيار الحكومة وإلغاء موازنة عام 2025، إلى أشهر من الاضطرابات السياسية التي أضرت بالفعل بثقة الشركات، مع تدهور التوقعات الاقتصادية للبلاد بشكل مطرد.

ووضعت الأزمة السياسية الأسهم والديون الفرنسية تحت الضغط، ما دفع علاوة المخاطر على سندات الحكومة الفرنسية في مرحلة ما إلى أعلى مستوياتها على مدى 12 عاماً.