اجتماع لنواب ليبيين في طرابلس يستبق جلسة لاختيار رئيس جديد للحكومة

ويليامز تلتقي سياسيين من النظام السابق ببنغازي

المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي خلال مراسم إيفاد عدد من السفراء إلى الخارج (المجلس الرئاسي)
المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي خلال مراسم إيفاد عدد من السفراء إلى الخارج (المجلس الرئاسي)
TT

اجتماع لنواب ليبيين في طرابلس يستبق جلسة لاختيار رئيس جديد للحكومة

المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي خلال مراسم إيفاد عدد من السفراء إلى الخارج (المجلس الرئاسي)
المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي خلال مراسم إيفاد عدد من السفراء إلى الخارج (المجلس الرئاسي)

بينما يستعد مجلس النواب الليبي لعقد جلسة رسمية بمقره في مدينة طبرق بأقصى شرق البلاد لاختيار رئيس وزراء جديد خلفاً لرئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، دعا فوزي النويري النائب الأول لرئيس المجلس، بعض أعضائه لاجتماع غير رسمي في العاصمة طرابلس.
واستبق النويري جلسة مقررة للمجلس، بعد غد (الاثنين)، بدعوة أعضاء المجلس الموجودين في طرابلس لعقد اجتماع بهدف تنسيق الجهود بشأن الاستحقاقات القادمة ولخلق حالة من التوافق حول خريطة طريق لإنقاذ الوطن بإرادة محلية خالصة.
ورأى بعض النواب، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن دعوة النويري محاولة لتعميق الانقسام داخل المجلس الذي يُعد في حالة انعقاد دائم.
من جهتها، قالت ستيفاني ويليامز المستشارة الأممية، إنها اجتمعت مساء أول من أمس، في ختام زيارتها لمدينة بنغازي بشرق البلاد، مع شخصيتين سياسيتين من النظام السابق، في إشارة إلى المحسوبين على نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وقالت ويليامز في بيان عبر موقع «تويتر»، إن الاجتماع الذي ناقش عدداً من المبادرات السياسية المطروحة حالياً والحاجة للمصالحة الوطنية، تم خلاله الاتفاق على ضرورة احترام إرادة زهاء ثلاثة ملايين ليبي في التوجه إلى صناديق الاقتراع. كما أوضحت أنها ناقشت مع أعضاء «ملتقى الحوار السياسي الليبي» الموجودين في المنطقة الشرقية وضع الملتقى والمتغيرات الحالية، كما اطّلعت لدى اجتماع منفصل مع بعض أعضاء مجلس على عمل لجنته المعنية بخريطة الطريق، حيث تمت مناقشة المداولات التي تمت مؤخراً في البرلمان والخطط المستقبلية. واستمر صمت المجلس الرئاسي بقيادة محمد المنفي، حيال الوضع السياسي في البلاد، بينما توجه المنفي أمس، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة في أعمال الدورة العادية الـ35 لمؤتمر الاتحاد الأفريقي.
وكان المنفي قد أبلغ سفراء ليبيا الجدد لدى بريطانيا وساحل العاج والعراق وغامبيا، الذين أدوا أمامه اليمين القانونية مساء أول من أمس، ضرورة أن تسهم مهامهم في تعزيز علاقات ليبيا مع الدول الموفدين لها، بينما تعهد السفراء الأربعة بتطوير العلاقات مع هذه الدول.
بدوره، أكد سليمان شنين، سفير الجزائر بليبيا، «وقوف الجزائر على مسافة واحدة من جميع الأطراف الليبية»، نافياً «انحيازها لأي طرف»، مؤكداً «موقف الجزائر الداعم لمجلس النواب بصفته السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة في البلاد ودعم كل القرارات الصادرة عنه»، في إشارة إلى بيان أصدره عبد الله بليحق الناطق الرسمي باسم المجلس، عقب اجتماع شنين مع رئيسه عقيلة صالح في مدينة القبة مؤخراً.
وقال شنين في بيان بثّته وكالة «الأنباء الجزائرية» الرسمية إنه أبلغ صالح «دعم الجزائر للحلول التوافقية بين الأشقاء الليبيين وضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في ليبيا وصون سيادة ووحدة ليبيا وتكريس حق الشعب الليبي في اختيار ممثليه ومؤسساته السياسية».
في غضون ذلك، أعلنت السفارة البريطانية لدى ليبيا عن تسليمها أجهزة كومبيوتر محمولة جديدة إلى جهاز المباحث الجنائية الليبية كجزء من حزمة التدريب لدينا للمساعدة في بناء نظام رقمي لتخزين وتحليل ومشاركة البيانات المتعلقة بحوادث القنابل الإرهابية. وأكدت السفارة في بيان مقتضب لها مساء أول من أمس، أن المملكة المتحدة فخورة بدعم وزارة الداخلية الليبية.
من جهة أخرى، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان مقتضب مساء أول من أمس، توقف التصدير بشكلٍ مؤقت من موانئ البريقة، والزويتينة، وراس لانوف، والزاوية، ومليتة، والسدرة بسبب سوء الأحوال الجوية على طول الساحل الليبي.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.