«الثقافة» السعودية تطلق مبادرتين نوعيتين لدعم المحتوى الرقمي

«التنمية الثقافي» يعلن عن «برنامج تمويل قطاع الأفلام» بـ234 مليون دولار

جاءت المبادرات ضمن «برنامج المحتوى الرقمي» الذي أُعلن عنه في مؤتمر «LEAP» التقني بالرياض
جاءت المبادرات ضمن «برنامج المحتوى الرقمي» الذي أُعلن عنه في مؤتمر «LEAP» التقني بالرياض
TT
20

«الثقافة» السعودية تطلق مبادرتين نوعيتين لدعم المحتوى الرقمي

جاءت المبادرات ضمن «برنامج المحتوى الرقمي» الذي أُعلن عنه في مؤتمر «LEAP» التقني بالرياض
جاءت المبادرات ضمن «برنامج المحتوى الرقمي» الذي أُعلن عنه في مؤتمر «LEAP» التقني بالرياض

أطلقت وزارة الثقافة السعودية، اليوم (الأربعاء)، مبادرتين نوعيتين داعمتين لأهداف مجلس المحتوى الرقمي، وذلك على هامش مؤتمر «LEAP» التقني الدولي في الرياض، وتتمثلان في منصة ممارسي الثقافة والمحتوى الرقمي، ومبادرة فرص الابتعاث في مجالات المحتوى الرقمي.
وتسعى الوزارة من خلال المبادرتين إلى تحقيق الأهداف الوطنية التي أنشئ لأجلها المجلس، وتعزيز التعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، وغير الربحي لدعم المحتوى الرقمي في السعودية عبر مشاريع ومبادرات استراتيجية.
وتقدم الوزارة من خلال منصة «ممارسي الثقافة والمحتوى الرقمي» شبكة تواصل اجتماعي تضم جميع الممارسين في المجالات ذات الصلة من مختلف القطاعات، وتتيح مميزات متعددة؛ من بينها إمكانية إنشاء الملفات الشخصية، وبناء شبكات العلاقات، ومشاركة المحتوى، وإحداث حراك في سوق العمل الثقافي. وتستهدف المنصة شريحة الممارسين الثقافيين ومن لديهم محتوى رقمي.
وستُمكن المنصة الموهوبين والممارسين الثقافيين وأصحاب المحتوى الرقمي من عرض محتواهم، وإيصال مواهبهم لأصحاب الاهتمام من نفس المجال، وربطهم بالفرص الوظيفية المناسبة لهم. وواءمت وزارة الثقافة بين المنصة وبرنامج جودة الحياة، أحد برامج تحقيق «رؤية السعودية 2030»، وهيئة الحكومة الرقمية، ووحدة التحول الرقمي.
وتهدف الوزارة من مبادرة «فرص الابتعاث في مجالات المحتوى الرقمي» لتوفير خيارات نوعية لابتعاث المواطنين السعوديين المؤهلين من ذوي الامتياز الأكاديمي والشغف بالإعلام الرقمي، للحصول على درجات البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه في المجال بالجامعات والكليات المدرجة والمعتمدة من وزارة التعليم، وذلك إسهاماً منها في تمكين المؤهلين في تخصصاته، وتأهيلهم وفق أفضل المناهج العلمية عالمياً، ما سينعكس على البيئة الرقمية في السعودية.
من جانب آخر، أعلن صندوق التنمية الثقافي عن «برنامج تمويل قطاع الأفلام» الذي يهدف إلى دعم المحتوى المرئي المحلي والتطوير الشامل للقطاع في السعودية، بمخصصات تقدر بـ879 مليون ريال (234 مليوناً و400 ألف دولار)، مشيراً إلى أنه سيفتح باب التقديم لطلب التمويل لاحقاً خلال هذا العام.
ويسعى صندوق التنمية الثقافي من خلال البرنامج للإسهام في دعم صناعة قطاع أفلام نشط ومستدام، من خلال باقات تمويلية لتطوير وإنتاج وتوزيع الأفلام والمسلسلات، إضافة إلى تمكين البنية التحتية والرواد من القطاع الخاص.
وستستهدف الباقات التمويلية الشركات المنتجة والموزعة، وجميع منشآت القطاع الخاص التي تعمل في مجال صناعة الأفلام لتعزيز تنافسية القطاع، حيث سيتم تخصيص 70 في المائة من الميزانية لتطوير وإنتاج وتوزيع المحتوى، و30 في المائة لتطوير البنية التحتية للقطاع.
يُذكر أن الصندوق يهدف إلى الإسهام في دعم وتحفيز القطاع الثقافي النامي، والمشاركة في تمكين الاستراتيجية الثقافية الوطنية ضمن «رؤية 2030»، من خلال تطوير قنوات تمويل مناسبة بالتعاون مع الجهات المالية المختلفة، ورفع جودة وسهولة الأعمال فيه، تعزيزاً لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، والعمل على رفع نسبة المحتوى المحلي في المنظومة.



جمال فيَّاض يؤكد أن البطولات الدرامية المطلقة انتهت

جمال فياض مع المنتج صادق صبّاح (إنستغرام)
جمال فياض مع المنتج صادق صبّاح (إنستغرام)
TT
20

جمال فيَّاض يؤكد أن البطولات الدرامية المطلقة انتهت

جمال فياض مع المنتج صادق صبّاح (إنستغرام)
جمال فياض مع المنتج صادق صبّاح (إنستغرام)

في الماضي القريب، كان المُشاهد يتأثَّر بأسماء أبطال المسلسلات الدرامية التي يريد أن يتابعها، ليقرِّر بعدها مُشاهدتها أو العكس. فلكلِّ نجمٍ جمهوره ومحبّوه؛ يرتبطون به ارتباطاً وثيقاً ويواكبون أدواره وأداءه.

بيد أن هذه المعادلة غابت عن أعمال الدراما منذ سنوات، وباتت «البطولة الجماعية» تدخل في الحبكة الأساسية للنص.

في مسلسلات رمضان 2025 غابت كلمة «بطولة»، وصارت شارة كل مسلسل تبدأ مباشرة بأسماء الممثلين المشاركين فيه. وعندما يتابعه المشاهد يُدرك أن أمر «البطولة» هذا لم يعد حكراً على ممثلَين اثنين أو ثلاثة كما في الماضي القريب. فكُتَّاب الدراما صاروا يحبكون نصوصهم بطريقة تجعل كلَّ ممثلٍ يُشارك كأنه هو البطل.

الإعلامي جمال فياض (إنستغرام)
الإعلامي جمال فياض (إنستغرام)

وتبرز هذه البطولات الجماعية في مسلسل «بالدم» بشكل واضح، وتتألّف معظمها من ثنائيات لممثلين محترفين يتعلّق المشاهد بقصصِهم بشكل غير مباشر؛ وأحياناً أخرى يستطيع ممثلٌ واحد صناعة البطولة المطلقة بأدائه المحترف، فيُحقق شهرة واسعة ولو بإطلالة مساحتها صغيرة بصفته ضيف شرف، ويطلقون على ذلك لقب «فلتة الشوط». وهو ما لمسه اللبنانيون في دور رندة حشمي مُجسِّدة شخصية «سهى بركات». وكذلك سينتيا كرم بدور «عدلا» في مسلسل «بالدمّ».

تَربُط نادين جابر بين ممثليها بخيط رفيع يمكن إدراجه تحت عنوان «بطولة ثُنائية»، وتترجمها بقصصٍ تجعل هذه الثنائيات حديثَ الناس في اليوم التالي. ويطول هذا الأمر كلاً من ماغي بو غصن، وبديع أبو شقرا، وباسم مغنية، ورولا بقسماتي، وجوليا قصار، ورفيق علي أحمد، وكذلك سعيد سرحان، وماريلين نعمان، وكارول عبود، ووسام فارس. وتتمتَّع كلُّ ثُنائية منها بخيوط درامية ينتظر أحداثها المشاهد من حلقة إلى أخرى بحماس.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يعلّق الدكتور جمال فياض، الناقد الفني بالقول: «موضوع البطولات المطلقة انتهى منذ زمن. وإذا ما عُدنا إلى الوراء وتذكَّرنا مسلسل (ليالي الحلمية) لتأكّد لنا ذلك. هذا الأمر يحضر بقوة إذا ما كانت قصة العمل كبيرة لتقتصر على بطل واحد. في السينما الأمر يختلف، وقد يكون للفيلم بطله المطلق. ولكن في مسلسل مؤلف من 30 حلقة لا يمكن حبك النص على هذه القاعدة. وهو من ضمن الأخطاء التي قد يرتكبها بعض الكُتَّاب أو المخرجين. فالعمل الذي يبحث عن نسبة مشاهدة مرتفعة، يضطرُّ إلى استحضار باقة ممثلين معروفين لجذب المشاهد».

أحياناً تلعب وسائل الإعلام دوراً في هذا الموضوع، فتركِّز بعض الأقلام والبرامج على بطلٍ واحد دون غيره. بيد أن هذا الأمر لا يُتَرجم مرات كثيرة الواقع. ويوضح فياض: «مسلسل (الهيبة) مثلاً، كان فيه مجموعة أبطال. ولكن الإعلام كان يركّز على تيم حسن أكثر من غيره. وهذا الأمر ولَّد حساسيات عند بعض الممثلين الذين لم ينالوا قسط الشهرة نفسه. وهو ما تسبّب في خلافات أدّت إلى انسحابهم من أجزاء أخرى للمسلسل».

رندة حشمي بدور «سهى بركات» في «بالدم»... (إنستغرام)
رندة حشمي بدور «سهى بركات» في «بالدم»... (إنستغرام)

ويُشير فياض إلى أنه «في عالم الدراما اليوم، صارت القصة وضخامة الإنتاج والمخرج أهم من أسماء نجوم العمل. غالبية الأعمال تشاهَد من هذا الباب. ونلاحظ أن غياب محمد رمضان اليوم، استطاع المخرج نفسه أن يملأه بالمحتوى نفسه، ولكن مع أسماء أخرى. واللافت هو تحقيق هذه الأعمال نسب مشاهدة عالية. أما مسلسل (معاوية) فبطله ممثل مغمور، لكن ضخامة الإنتاج، والقصة، والشخصية المتناوَلة، كانت العناصر التي صنعت النجومية للعمل».

من ناحية الثُنائيات في عملٍ واحدٍ، يُصنِّفها فياض بأنها «رائجة أكثر في الأعمال الكوميدية. فيتقاسم اثنان من الممثلين الكوميديين اللعبة على طريقة الـ(هات وخُد). فثنائيات الدراما والسينما صارت موضة قديمة فات عليها الزمن. البطل والبطلة مهما بلغت نجوميتهما لا يستطيعان أن يصنعا وحدهما نجاح عملٍ درامي. باستطاعة المخرج أن يُحقِّق نجاح مسلسل مع أسماء شبابية وغير معروفة. وهو ما نلاحظه اليوم بالدراما المصرية في رمضان».

وعن الممثل «فلتة الشوط» الذي يلفت المشاهد بأدائه الخارج عن المألوف، يختم جمال فياض: «لطالما حضر في الدراما والسينما في العالمين العربي والغربي الممثل (فلتة الشوط). وهي عبارة مأخوذة من ميدان سباق الخيل. فيُحقِّق أحد الأحصنة الفوز محدِثاً المفاجأة غير المتوقعة في المباراة. الأمر نفسه يُحدثه ممثل معين عبر مشهد (ماستر سين). ويكون المخرج والكاتب قد خصَّصا له مساحة إبداع يغتنمها ببراعة. ورندة حشمي في دور (سُهى بركات) في (بالدم) أُتيح لها تقديم دور أَعُدُّه فرصة العمر. فهي لم يسبق أن أُعطيت هذه الفرصة منذ بدايتها ومشاركتها في (العاصفة تهب مرتين). وعرف المخرج كيف يُخرج منها كل هذه الطاقة الإبداعية».

سينتيا كرم بشخصية «عدلا» في مسلسل «بالدمّ»... (إنستغرام)
سينتيا كرم بشخصية «عدلا» في مسلسل «بالدمّ»... (إنستغرام)

ويُتابع فياض متحدثاً عن سينتيا كرم: «إنها ممثلة محترفة تتمتَّع بتجارب تمثيلية غنية، وساعدتها ملامحها الخاصة وشخصيتها المختلفة على إحداث التميّز في (بالدم). وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن (بالدم) أثبت أن لبنان لديه ما يكفي من المواهب التمثيلية البارعة، وهو ما يُعزِّز إمكانية إنتاج دراما محلية بامتياز. فنُعيد المجد للدراما اللبنانية وتسويقها عربياً. وهناك مشروعات من هذا النوع يُحضَّر لها وسترى النور قريباً».