جورج خباز لـ «الشرق الأوسط» : «أصحاب ولا أعز» يكشف مدى تحكّم الموبايل بحياتنا

يجسد شخصية طبيب تجميل في الفيلم

خباز «طبيب التجميل» في فيلم «أصحاب ولا أعز»
خباز «طبيب التجميل» في فيلم «أصحاب ولا أعز»
TT

جورج خباز لـ «الشرق الأوسط» : «أصحاب ولا أعز» يكشف مدى تحكّم الموبايل بحياتنا

خباز «طبيب التجميل» في فيلم «أصحاب ولا أعز»
خباز «طبيب التجميل» في فيلم «أصحاب ولا أعز»

قامت الدنيا ولم تقعد إثر بداية عرض فيلم «أصحاب ولا أعز» على منصة «نتفليكس». فانقسم مشاهدوه بين مؤيد ومعارض للجرأة التي تطبع موضوعاته. الفيلم الذي يحمل عنوان «Perfect strangers» في نسخه الأجنبية و«perfetti sconosciuti» بنسخته الأصلية هو من إنتاج إيطالي عام 2016، وبعد شهرة كبيرة حصدها جرى إنتاجه بأكثر من لغة، ومن قِبل عدة بلدان. وها هي نسخته العربية تخرج إلى النور لتشكل أول فيلم عربي يُعرض على المنصة المذكورة.
يقول جورج خباز، أحد أبطال الفيلم، لـ«الشرق الأوسط»: «نجاح الفيلم بنسخته الإيطالية الأصلية كانت قد دفعت بـ18 بلداً إلى إنتاجه. واليوم نشاهده بنسخته الـ19 وهي عربية يجتمع فيها باقة من الممثلين اللبنانيين والعرب».
الفيلم من بطولة منى زكي وإياد نصار ونادين لبكي وجورج خباز وفؤاد يمين وعادل كرم وديامان بوعبود، ووقّع إخراجه اللبناني وسام سميرة. ويؤكد خباز الذي لم يشأ التطرق إلى الضجيج الذي أثير حول هذا العمل، أن الفيلم يتصدر الترند في العالم العربي. كما أنه حصد المركز الثاني على لائحة الترندات في فرنسا. يروي خباز طبيعة الأجواء التي سادت تصوير العمل واستغرقت نحو 3 أشهر: «كانت الأجواء رائعة، عززت رابط الصداقة بيننا جميعاً. وكانت تجربة غنية بكل خطوطها، لا سيما أننا أقمنا جميعاً في فندق لبناني مما أسهم في تقريبنا بعضنا من بعض بشكل أكبر». فبسبب انتشار الجائحة وقت تصوير العمل، اضطر فريق العمل، بمن فيهم المخرج والتقنيون، إلى الإقامة في نفس المكان تفادياً لأي إصابة بالعدوى».
وقبل نحو أسبوع جرى عرض الفيلم ضمن حفل خاص في دبي بدولة الإمارات العربية. يعلق خباز: «كان حفلاً رائعاً حضره أهل الإعلام والمؤثرون (بلوغيرز) إضافة إلى الممثلين ومخرج العمل ومنتجيه». ويتابع: «نظمته منصة (نتفليكس) بشكل رائع، وهو ما انعكس إيجاباً على الفيلم. فلبنان الذي يفتقد بريق الفن بسبب أوضاعه غير المستقرة، جاء هذا الحفل كي يحييه من جديد ولنتابع معه عملاً سينمائياً يزهر وينثر طاقة إيجابية على هذه الصناعة».
الخميس 20 الجاري بدأت عروض فيلم «أصحاب ولا أعز» على منصة «نتفليكس»، ويقول خباز في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إنه عمل متقن ينطوي على موضوعات دقيقة ومهمة لم يسبق أن شاهدناها في صناعتنا السينمائية. وكان من البدهي أن يتناولها وفقاً لنص نسخته الأصلية بالإيطالية».
وعن طبيعة شخصيته التي يجسد فيها دور طبيب تجميل يقول: «هذا الدور جديد عليّ ولم يسبق أن قدمت ما يشبهه من قبل. وكي أقف على تفاصيل هذه الشخصية في حكمها الطبيعي بحثت وتابعت عدة تقارير خاصة بأطباء التجميل».
وتتسم شخصية «وليد» التي يجسدها خباز في الفيلم بالهدوء والنبل، ويوضح: «هو شخص يعرف كيف يُصغي إلى الآخر ويعالج مشكلاته بتروٍّ. ولأني أقوم لأول مرة بدور من هذا النوع أتمنى أن أكون أضفت إليه هويتي الشرقية».
حاز خباز كغيره من نجوم الفيلم على ثناء كبير من مشاهديه. فهو يمتلك عدّته الخاصة في التمثيل ويتمتع بأداء محترف لا يشبه غيره. فهويته الفنية المسرحية صقلته كممثل، يأسر نظرك ويجذبك لاشعورياً في عملية تقمصه الدور. ويتسلل إلى قلبك من دون استئذان. وهو ما يجعله يشكل إضافة إلى الدراما العربية بشكل عام.
ويشبّه خباز الفيلم بمسرحية، كونه مطبوعاً بموقع تصوير واحد طيلة 90 دقيقة ضمن حوار يدور بين 7 أشخاص فقط، مما يعطيه هذه النكهة. ويتابع: «كانت صعوبة العمل بالنسبة إلينا كممثلين تكمن في هذا الموقع الواحد الذي تدور فيه الكاميرا. فتخيلي أننا كنا طيلة الوقت نجلس حول مائدة الطعام، وبالكاد ننتقل بين المطبخ وصالة الحمام. ومرات قليلة جداً كانت تدور الكاميرا في حديقة منزلي كوني أنا الداعي إلى هذا العشاء في الفيلم. فهنا تكمن الصعوبة كي يأتي الأداء طبيعياً وسلساً بحيث لا يملّ منه المشاهد».
ويلفت خباز إلى أن ميزة الفيلم تتمحور حول مدرسة كل فنان يشارك فيه. «لقد حمل كل ممثل أدواته وتقنياته التمثيلية، وقدمها في إطار جماعي مما ولّد خلطة فنية لا تتكرر دائماً».
وعندما يتذكر جورج خباز أيام تصوير العمل يسترجع لاشعورياً أجواء الفرح والتعاون التي سادته: «كنا سعداء جداً، نعمل ليل نهار وبالكاد نحظى بيوم استراحة، نلتقي فيه على حفل عشاء بمن حضر فنغنّي ونتسامر، لأننا شعرنا بأننا عائلة واحدة». وعن تجربته مع النجمين منى زكي وإياد نصار يقول: «كانا بمثابة مكسب مهني كبير بالنسبة لي شخصياً. فباقي الممثلين أعرفهم جيداً، وبينهم من تربطني به صداقة قوية كنادين وزوجها خالد مزنر، واضع موسيقى الفيلم. وكذلك بالنسبة لفؤاد يمين وعادل وديامان. ولكن مع منى وإياد خضت تجربة جديدة، انتهت بصداقة متينة تربطنا معاً».
ويسجل خباز تشجيعه للأعمال المختلطة ويقول: «المهم أن يكون النص ملائماً لهذه الخلطة، فلا نشعر بأن شخصية مصرية أو سورية أو حتى لبنانية نزلت على العمل بـ(الباراشوت). فإذا القصة كتبت بالشكل المطلوب وبأسلوب صحيح، فإن الخلطة تأتي لتغني العمل تماماً كما حصل في مسلسل (الهيبة)». ويضيف: «في فيلم (أصحاب ولا أعز) تتطابق الخلطة على النص الذي يرتكز على مجموعة أصدقاء كانوا زملاء في الجامعة. ونحن نعرف تماماً أن جامعات بيروت كانت تستقطب الطلاب من بلدان عربية كثيرة. فكلما كانت هذه الخلطة نظيفة ومتقنة شكلت إضافة إلى العمل».
يحكي فيلم «أصدقاء ولا أعز» قصة 7 أصدقاء يجتمعون على العشاء ويمارسون لعبة اجتماعية. وتقضي بفتح أجهزة تلفوناتهم الخلوية واستقبال الاتصالات والرسائل عليها علناً وأمام الجميع. ويعلق خباز: «إنها لعبة خطيرة دون شك، نكشف من خلالها مدى تحكم (الموبايل) في حياتنا وبإيقاعها اليومي. فإننا نحمل على هذا الجهاز جميع أسرارنا من دون تردد، وهنا تكمن المشكلة». ويدخل جورج خباز حالياً، وهو المعروف بأعماله المسرحية، عالم الدراما من بابه الواسع. صحيح أننا سبق وتابعناه في مسلسلات درامية ولكنها تبقى أقل بكثير من أعماله المسرحية التي اشتهر بها. فماذا حصل كي يعود إليها من جديد؟ يرد: «أخذتُ استراحة من المسرح لأسباب كثيرة، بينها الجائحة وكذلك تراجع صرف الليرة أمام الدولار. فأنا معروف بمسرحي الشعبي الذي تدخله جميع الشرائح الاجتماعية، لأن بطاقاته مدروسة. اليوم ما عدنا قادرين على الاستمرار على هذا المنوال، فقررت الانسحاب لفترة أنكبّ خلالها على عالم الدراما».
خباز بصدد كتابة عمل درامي من إنتاج شركة «الصباح إخوان» وسيكون مخرجه صديقه ورفيق نجاحاته أمين درة: «سنبدأ التصوير في شهر فبراير (شباط) وتدور أحداث المسلسل ضمن 10 حلقات وسيتم عرضه على منصة (شاهد)». وعن المخرج الذي يلفته اليوم يقول: «أنا معجب بفيليب أسمر، فهو إضافة كبيرة إلى عالم الدراما العربية، كما إنني سعيد بما يحصل في دراما المنصات والانعكاس الإيجابي الذي تحققه في المقابل على العنصر الفني اللبناني، فلقد بدأنا نرتقي في الإنتاج إلى المستوى العالمي. قد يكون عندنا أزمة نصوص، إذ إن عدد كتابنا قليل نسبةً إلى كثافة الإنتاجات الدرامية التي نشهدها اليوم».
ويشير خباز إلى أن المنتج صادق الصباح هو من أعاده إلى عالم الدراما من جديد: «كان يردد دائماً أن المسرح هو ما شغلني عن الدراما، واليوم يأخذني منه ليحملني إلى عالم المسلسلات. فالمسرح كان يستهلك كل طاقتي، حالياً وبعد توقفه بسبب الجائحة أعود إلى الدراما العربية بكل امتنان».
لا شك أن خباز كغيره من ممثلي المسرح يفضل الخشبة على الشاشة الصغيرة: «المسرح أهم بالنسبة لي، فأنا وُلدتُ من رحم هذا الفن ولا أفضّل عليه أي فن آخر. ولكن في المقابل أحب السينما والتلفزيون لأنهما يتمتعان بالخصوصية».
سبق وقام جورج خباز بعدة تجارب سينمائية ناجحة كـ«سيلينا» مع حاتم علي و«غدي» مع أمين درة. كما شارك في كتابة فيلم «كفرناحوم» لنادين لبكي واليوم يشارك في «أصحاب ولا أعز». ويختم: «أنا مُقلٌّ بخياراتي السينمائية والمسرح مثل ابني، واليوم أعود إلى الشاشة الصغيرة بعد غياب نحو 10 سنوات، وإلى اللقاء قريباً عبرها».


مقالات ذات صلة

وفاة الممثل البريطاني راي ستيفنسون نجم «ثور» و«ستار وورز»

يوميات الشرق الممثل البريطاني راي ستيفنسون (أ.ب)

وفاة الممثل البريطاني راي ستيفنسون نجم «ثور» و«ستار وورز»

توفي الممثل البريطاني راي ستيفنسون الذي شارك في أفلام كبرى  مثل «ثور» و«ستار وورز» عن عمر يناهز 58 عامًا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

«إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

أثارت تصريحات الفنان المصري محمد فؤاد في برنامج «العرافة» الذي تقدمه الإعلامية بسمة وهبة، اهتمام الجمهور المصري، خلال الساعات الماضية، وتصدرت التصريحات محرك البحث «غوغل» بسبب رده على زميله الفنان محمد هنيدي الذي قدم رفقته منذ أكثر من 25 عاماً فيلم «إسماعيلية رايح جاي». كشف فؤاد خلال الحلقة أنه كان يكتب إفيهات محمد هنيدي لكي يضحك المشاهدين، قائلاً: «أنا كنت بكتب الإفيهات الخاصة بمحمد هنيدي بإيدي عشان يضحّك الناس، أنا مش بغير من حد، ولا يوجد ما أغير منه، واللي يغير من صحابه عنده نقص، والموضوع كرهني في (إسماعيلية رايح جاي) لأنه خلق حالة من الكراهية». واستكمل فؤاد هجومه قائلاً: «كنت أوقظه من النوم

محمود الرفاعي (القاهرة)
سينما جاك ليمون (يسار) ومارشيللو ماستروياني في «ماكاروني»

سنوات السينما

Macaroni ضحك رقيق وحزن عميق جيد ★★★ هذا الفيلم الذي حققه الإيطالي إيتوري سكولا سنة 1985 نموذج من الكوميديات الناضجة التي اشتهرت بها السينما الإيطالية طويلاً. سكولا كان واحداً من أهم مخرجي الأفلام الكوميدية ذات المواضيع الإنسانية، لجانب أمثال بيترو جيرمي وستينو وألبرتو لاتوادا. يبدأ الفيلم بكاميرا تتبع شخصاً وصل إلى مطار نابولي صباح أحد الأيام. تبدو المدينة بليدة والسماء فوقها ملبّدة. لا شيء يغري، ولا روبرت القادم من الولايات المتحدة (جاك ليمون في واحد من أفضل أدواره) من النوع الذي يكترث للأماكن التي تطأها قدماه.

يوميات الشرق الممثل أليك بالدوين يظهر بعد الحادثة في نيو مكسيكو (أ.ف.ب)

توجيه تهمة القتل غير العمد لبالدوين ومسؤولة الأسلحة بفيلم «راست»

أفادت وثائق قضائية بأن الممثل أليك بالدوين والمسؤولة عن الأسلحة في فيلم «راست» هانا جوتيريز ريد اتُهما، أمس (الثلاثاء)، بالقتل غير العمد، على خلفية إطلاق الرصاص الذي راحت ضحيته المصورة السينمائية هالينا هتشينز، أثناء تصوير الفيلم بنيو مكسيكو في 2021، وفقاً لوكالة «رويترز». كانت ماري كارماك ألتوايز قد وجهت التهم بعد شهور من التكهنات حول ما إن كانت ستجد دليلاً على أن بالدوين أبدى تجاهلاً جنائياً للسلامة عندما أطلق من مسدس كان يتدرب عليه رصاصة حية قتلت هتشينز. واتهم كل من بالدوين وجوتيريز ريد بتهمتين بالقتل غير العمد. والتهمة الأخطر، التي قد تصل عقوبتها إلى السجن خمس سنوات، تتطلب من المدعين إقناع

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
سينما سينما رغم الأزمة‬

سينما رغم الأزمة‬

> أن يُقام مهرجان سينمائي في بيروت رغم الوضع الصعب الذي نعرفه جميعاً، فهذا دليل على رفض الإذعان للظروف الاقتصادية القاسية التي يمر بها البلد. هو أيضاً فعل ثقافي يقوم به جزء من المجتمع غير الراضخ للأحوال السياسية التي تعصف بالبلد. > المهرجان هو «اللقاء الثاني»، الذي يختص بعرض أفلام كلاسيكية قديمة يجمعها من سينمات العالم العربي من دون تحديد تواريخ معيّنة.


ليلى علوي: التعاون السعودي - المصري سيثمر أفلاماً عالمية

ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
TT

ليلى علوي: التعاون السعودي - المصري سيثمر أفلاماً عالمية

ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)

قالت الفنانة ليلى علوي إن شخصية «نوال» التي تجسدها في فيلم «جوازة توكسيك» موجودة في كثير من بيوتنا، فهي الزوجة والأم التي تحاول الحفاظ على بيتها، مشيرة إلى أنها لم تتعاطف مع الشخصية بقدر تصديقها لها.

وقالت علوي في حوارها مع «الشرق الأوسط» إن فكرة الفيلم تؤكد على ضرورة تقبل الآخر في حياتنا، موضحة أن نجاح فيلمي «ماما حامل» عام 2021، و«شوجر دادي» عام 2023 شجعنا للتعاون لثالث مرة توالياً، وربما لمرات أخرى مقبلة. وأشادت ليلى بالتعاون السينمائي بين السعودية ومصر، وأنه سوف يثمر أفلاماً تصل للمنافسة عالمياً، منوهة إلى أن التنوع والتجديد أكثر ما تحرص عليهما في اختياراتها الفنية.

وتفاعلت ليلى مع شخصية «نوال» التي أدتها، معبرة عن المرأة وحاجتها للاهتمام بمشاعرها في كل مراحل حياتها، قائلة: «(نوال) موجودة في كثير من بيوتنا، فهي المرأة التي تسعى للحفاظ على أسرتها وتعتبر أولادها أهم ما في حياتها، ورغم أنها تواجه ضغوطاً عديدة، وتقابل بعدم اهتمام من الطرف الآخر، فإنها في كل الأحوال تظل زوجه محبة، وحتى تصرفاتها كحماة نابعة من حبها لابنها ولأنها تربت على أفكار محددة، لكن مع الوقت والمواقف المختلفة يكون لديها تقبل».

وتفسر الفنانة المصرية أسباب حماسها لفكرة الفيلم، قائلة: «أرى أن مساحات التقبل لدينا تحتاج إلى أن تزداد مع تنوع اختلافاتنا، وأعجبني أن الفيلم يناقش (التابوهات) الموجودة في المجتمع، فليس ما يعجبني وأقتنع به وأراه صحيحاً يسعد أولادي، كما يعلمنا الفيلم كيف نقترب من أولادنا ونفهمهم أكثر».

ولفتت إلى أن الفيلم حاول تغيير الصورة الذهنية للطبقة الأرستقراطية في مصر «كنا نرى هذه الطبقة على الشاشة وبها قدر من التحرر وعدم المسؤولية، وهذا غير صحيح، لذلك ظهروا في عملنا كأشخاص متواضعين يحبون عمل الخير وغير مؤذين لأحد، إذ يظل بداخل كل منا جانبا الخير والشر».

وظهرت ليلى في الجزء الثاني من الفيلم بشكل مغاير بملابسها وطريقة تفكيرها وقراراتها: «قابلت في حياتي كثيراً من السيدات اللواتي يشبهن (نوال) رغم حبهن وارتباطهن بالبيت والأولاد لكنهن يفتقدن السعادة، فتحاول كل منهن بعد أن أنهت مهمتها في تنشئة أولادها أن تبحث عن حياتها هي، ويكون الحل الوحيد في الانفصال والطلاق؛ لأن الطرف الثاني يكون من الصعب أن يتغير، وقد نشأنا في مجتمعاتنا على أن المرأة هي التي يجب أن تتحمل لكي تحقق الأمان للأسرة، لكن في وقت من الأوقات طاقة التحمل تنتهي ويكون من الصعب إعادة شحنها». وفق تعبيرها.

لذلك ترى ليلى أن «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على التفكير النمطي الذي اعتادته، وتقول إن ذلك استدعى أن تجلس طويلاً للتحاور مع المؤلف والمخرج في التحول الذي طرأ على الشخصية: «هذه جزئية أحبها في التمثيل لأن الإنسان بطبعه متغير وهناك مساحة لتطور أفكاره أو تراجعها، فنحن نعيش عمرنا كله نتعلم، ليس فقط العلوم المختلفة، لكن نتعلم أيضاً كيف نعيش الحياة وما هو الشيء المناسب لكل منا».

بعد ثلاثية «ماما حامل» و«شوجر دادي» و«جوازة توكسيك»، تتوقع ليلى أن تجمع فريق العمل أفلام أخرى: «العمل الفني حين تكون عناصره مريحة في التعامل وكواليسه جميلة، يكون الكل متحمساً لإعادة التجربة مرات عدة، طالما توافرت القصة الجديدة وحقق الفيلم نجاحاً مع الجمهور، وهذا ما حدث معنا وقد يتكرر لقاؤنا مجدداً، لا سيما وقد أصبح بيننا (كيميا) واضحة، وتفاهم وتناغم بعد أن قدمنا 3 أفلام ناجحة».

وفيما تتابع ليلى ردود الأفعال على فيلمها، فإن هناك أشخاصاً تنتظر رأيهم بشغف وهم «نجلها خالد وشقيقتها لمياء وبناتها وأصدقاؤها المقربين، لكنها تعود لتؤكد أن الرأي الأول والأخير يكون للجمهور».

وتنفي علوي تركيزها على الكوميديا في السنوات الأخيرة قائلة: تركيزي اعتمد على التنوع والاختلاف، فمثلاً أدواري في أفلام «200 جنيه» و«مقسوم» و«التاريخ السري لكوثر» كلها شخصيات متنوعة ومختلفة بالنسبة لي، وحتى الشخصيات الثلاث التي قدمتها مع لؤي السيد ومحمود كريم جاءت كل منها مختلفة بحكايتها وأحاسيسها وشكلها؛ لأنني حريصة على التنوع والتجديد، ولكن في إطار الرسالة الاجتماعية المقدمة في الأفلام كلها.

وعن تعثر تصوير وعرض «التاريخ السري لكوثر» الذي تقدم ليلى بطولته تقول: «أي عمل فني أقوم به يكون مهماً بالنسبة لي، أما عن تعثر ظهوره فتُسأل في ذلك جهة الإنتاج، ومن المفترض أنه سيتم عرضه عبر إحدى المنصات وليس في السينما».

وترى ليلى أن الإنتاج السينمائي السعودي المصري المشترك مهم لصناعة السينما في كل من مصر والسعودية والوطن العربي كله: «أشكر كل القائمين على هذا التعاون في البلدين، فهو يرفع من جودة الإنتاج ويجعلنا أكثر قدرة على المنافسة عالمياً، وهو يعود بالفائدة على الجمهور الذي يشاهد تنوعاً وجودة وقصصاً مختلفة، كما يحقق هذا التعاون أحلام كثير من السينمائيين في نوعية الأفلام التي يتمنون العمل عليها، وقد حققت ذلك السينما الأوروبية والعالمية في كثير من الأفلام التي نشاهدها في السينما والمهرجانات».

وعلى مدى عامين غابت ليلى عن دراما رمضان، وهي تتمنى أن تعود بعمل مختلف: «مثلما يهمني التنوع في السينما، أبحث كذلك عن الاختلاف والتنوع في الدراما التلفزيونية».