Rebecca
★★★★ (1940)
ربيكا انتحرت أم قُتلت؟
■ كان «ربيكا» ثاني اقتباس يعمد إليه المخرج ألفرد هيتشكوك من أعمال الروائية البريطانية ديفاني دو مورييه. الأول كان «جامايكا إن» (1939) وبعده «الطيور» (1963) وفي كل هذه الأفلام تعامل مع المرأة في حالات مختلفة لكن بأسلوب سرد واحد اشتهر به هيتشكوك وتميز.
«ربيكا» يقدم حكاية امرأة وديعة من طبقة متوسطة (جوان فونتاين) تتزوج بعد قصة حب عاصف وسريع من ماكسيم دي وينتر (لورنس أوليڤييه) الذي ينقلها إلى «الشاتو» الكبير الذي يملكه وعائلته. هي عصفور بريء وجد نفسه بين يدي رجل حانٍ في البداية ثم بارد بعد ذلك ومع برودته تشعر كما لو أن قبضتيه تضيقان عليها.
المشكلة التي تواجهها هي أن زوجها اختارها لتلعب دوراً غير متوقع: يريدها بديلاً لزوجته السابقة ربيكا التي انتحرت قبل سنة. تدخل الزوجة القصر القديم بوداعة وبتوقعات عادية، لكن قسوة المكان ومعاملة رئيسة الخدم مسز دانفرز (جوديث أندرسن) ثم برودة الزوج حيالها واختلاف معاملته لها أمور تجعلها تشعر بخطر محدق حولها. موقف الزوج يعكس حبه لزوجته الأولى وفشل رغبته في أن ينساها. ما تكتشفه الزوجة الجديدة هي أنها دخيلة على عالم تم جلبها إليه لتلعب دوراً لا تستطيع أن تلعبه بمفردها. مكسيم أراد أن يتزوج لينسى، لكنه لن يقدر على النسيان وهي من ستتحمل تبعات ذلك.
هناك سر في نهاية المطاف في فيلم تم تبكيله كحكاية وكأجواء ليلعب دورين داكنين: تشويق هيتشكوكي مثالي ورومانسية تمشي على أشواك قبل أن تصل إلى نهاية مُرضية.
■ اشترى المنتج ديفيد سلزنِك رواية موررييه (التي نُشرت سنة 1938) بخمسين ألف دولار وفي البال اختيار رونالد كولمن وكارول لومبارد للبطولة. كولمن اعتذر لأنه قرأ السيناريو واكتشف أن البطولة نسائية. عرض سلزنِك الدور على ويليام باول ولورنس أوليفييه وفاز به الثاني لأنه طلب أجراً أقل بمائة ألف دولار عن ذاك الذي طلبه باول.
واجه هيتشكوك وسلزنِك مشاكل بينهما (كل منهما أصر على تحقيق ما يريد) كما واجه الفيلم مشاكل مع محيطه. حينها لم يكن مسموحاً أن يرتكب أحد جريمة على الشاشة من دون عقاب (وفي الحكاية الأصلية أن مكسيم قتل زوجته ولم تنتحر) ما دفع سلزنِك لتغيير الخاتمة بحيث يمكن للرقابة (آنذاك) السماح بها. لحل هذا الإشكال اقترح هيتشكوك أن يضرب الزوج الذي اتهم ربيكا بعلاقة مع ذاك الذي أخذ يبتزه لاحقاً (قام بالدور جورج ساندرز) فتسقط ما يؤدي لموتها، بما يعني أن الزوج لم يقصد قتلها.
عن مصادر مؤكدة لم يسمح هيتشكوك للمنتج زيارة التصوير ما دفع سلزنِك لمشاهدة يوميات التصوير (The Rushes) والتواصل مع «هيتش» هاتفياً. إحدى ملاحظات سلزنِك هي أن أوليفييه رتيب في أدائه. عباراته غير مُلقاة بتتابع سريع. هذا، في الواقع، عائد إلى منوال الممثل المسرحي الذي لم يكن استوعب بعد الفوارق.
★ ضعيف| ★ ★ : وسط| ★★★: جيد | ★★★★: ممتاز | ★★★★★: تحفة