فيليب... المهرج الجاد

شخصيته مثيرة للجدل وتعليقاته فظة وسلبية

فيليب... المهرج الجاد
TT

فيليب... المهرج الجاد

فيليب... المهرج الجاد

في مرحلة يفترض أنها بالغة الحساسية الآن، يسافر مئات الأشخاص بانتظام من جميع أنحاء العالم إلى بلدة صغيرة على بعد ساعة من باريس لدراسة فن التهريج على يد غولييه، وهو رجل يبلغ من العمر الآن 78 عاماً، معروف بتعليقاته الفظة والسلبية.
ظهر غولييه وهو يرتدي ربطة عنق وردية وقبعة، وله لحية بيضاء كثيفة يجول في مدرسة، وقد بدا وكأنه معلم أمام تلاميذه. وأشار إلى صورة كبيرة له وهو يدرس في الصين، وزعم مازحاً أنه كان «مهرج الرئيس ماو».
لم يحاول تقديم اعتذار فيما كان يجلس أمام زوجته ميتشيكو ميازاكي غولييه، تلميذته السابقة التي أصبحت زميلته الآن، عن أسلوبه المشاكس، مبرراً ذلك بقوله إن الطلاب غير المضحكين لديهم خيار: «عليك التغيير أو مغادرة المدرسة. أنت ممل، وإذا كنت تريد أن تظل مملاً طوال حياتك، فلن تكون مهرجاً أبداً».
بدأ غولييه التدريس للمهرجين منذ حوالي نصف قرن، لكن مكانته نمت في السنوات الأخيرة، وأصبح شخصية مؤثرة ومثيرة للجدل، بل والانقسام، بسبب غموضه، وكان يلقب بـ«دمبلدور ذي الأنف الأحمر المستدير». السبب الرئيسي وراء تنامي شهرته كان نجاح ساشا بارون كوهين، تلميذه السابق، الذي أشاد بغولييه في «بودكاست» (بث صوتي) لمقدم البرامج مارك مارون في عام 2016، وعندما علق على تلقيه تعليقات سيئة من أستاذه المهرج في ظهوره الجديد عام 2021 في برنامج Late» Night With Seth Meyers».
كتب بارون كوهين في مقدمة كتاب غولييه بعنوان «The Tormentor» يقول، «كنت دائماً مهتماً بالكوميديا، لكن غولييه هو من ساعدني على فهم كيف أكون مضحكاً».
يظل المهرجون عنصراً أساسياً في السيرك، لكن انتشار الفن القديم بات أوسع كثيراً هذه الأيام في ظل تنامي العروض المسرحية، بالإضافة إلى إقبال فناني الأداء على أشكال أخرى من الفنون. تتميز شبكة خريجي مدرسة غولييه باتساعها، حيث يحافظ غالبيتهم على التواصل مع بعضهم البعض مدى الحياة، سواء عملوا في السينما أو المسرح أو السيرك أو الكوميديا الحية.
في مقابلة الشهر الماضي، استمرت ساعتين، جاء غولييه متحدثاً باللغة الإنجليزية وبدا مدرساً أكثر من كونه مهرجاً مضحكاً ومثيراً للسخرية، إذ وجه اللكمات للجميع بدءاً من سلافا بولونين، وهو مهرج روسي رُشح لجائزة «توني» المخصصة لفن إضحاك الأطفال الذين يعانون من مشكلة في النوم، ووجه النقد كذلك للممثل الصامت الأسطوري مارسيل مارسو (المعروف بإيماءاته). وعندما سُئل عن السبب الذي يجعل المهرج يفشل في الإضحاك، أشار إلى ملابسي قائلاً: «من الممكن أن ترتدي نظارة ويكون شعرك أنيقاً وتكون مضحكاً، وهناك شخص يظهر بمظهر المهرج ويفشل في الإضحاك».
لدى التلاميذ السابقين حتماً قصص عن ردود فعل مؤلمة عادة ما رووها بعاطفة عن عروضهم أمام قدامى المحاربين. تستدعي كيندال كورنيل، التي تقود فرقة مهرجات مؤلفة بالكامل من الفتيات تحمل اسم «Clowns Ex Machina»، ذكريات مؤلمة والكثير من الدموع تميزت أيضاً بـ«إثارتها للعقل»، تقول إنها تعلمت من خلالها أشياء لم تتعلمها في مراحل حياتها الأخرى. وهناك أيضاً مجموعة على موقع التواصل «فيسبوك» جمعت المواقف المهينة التي مر بها المهرجون، ووضعتها تحت اسم «فيليب غولييه ضربني بالعصا».
تضمنت الانتقادات نقلاً عن غولييه على موقع التواصل عبارات مثل «تبدو وكأنك معكرونة مطبوخة أكثر من اللازم في قدر الضغط» و«أنت مهرج جيد جداً لجدتي». وكثيراً ما ركزت الانتقادات على العيون، حسب غولييه، «إذا كنت مرحاً، يجب أن تكون عيونك مرحة».
يتصف غولييه بالبخل في مديح تلاميذه حتى أكثرهم نجاحاً. فعندما سُئل عن بارون كوهين كتلميذ قال، «فتى لطيف، طويل»، ولم يضف شيئاً.
واجه غولييه معارضة بسبب أسلوبه السلبي القاسي في التعليم حتى داخل الفصل الدراسي. لكن قبل عامين، نشرت تلميذة سابقة تحولت إلى مدرسة لفن التهريج تدعى ديانا فلايشر، منشوراً على مدونة تجادل بأن أسلوبه لم ينجح مع العديد من الأشخاص، لا سيما النساء ومجتمعات المهمشين. وكتبت: «دعونا نسمي الأشياء بأسمائها: فأسلوبه سادي رجولي، مسيء وكأنك في معسكر تدريب في مدرسة عسكرية قديمة. هذا ليس تعليماً، بل تنمر».
تشجعت ديانا فلاشر على الكتابة بعد لقائها بطالبات غولييه المضحكات اللواتي لم يعتقدن أنهن جيدات. وقالت لي «لم أكتب هذا لغولييه. كنت أحاول إخبار جيل الشباب من المعلمين أن هذا الأسلوب لا ينجح مع بعض المهرجين».
ينتقد غولييه هذه الحجة، قائلاً إن تعليمه ينجح أيضاً مع النساء كما هو الحال مع الرجال، وإن تعليقاته لا تهدف أبداً إلى الإضرار، مضيفاً أنه تحدث بمودة عندما أراد أخبار الناس بأنهم ليسوا مضحكين. وأضاف: «إنها لعبة بين المعلم والطالب». «بعض الناس لا يفهمون هذا». ثم أكد على أن فصوله كانت دائماً ممتلئة. كانت المرة الأولى في محادثتنا التي بدا فيها المهرج جاداً للغاية، حيث كرر كلمة «ممتلئة» في وصف فصوله الدراسية.
ومع تزايد الغيظ بداخله، تحول إلى موقف المدافع على غير المتوقع قائلاً: «النقطة الثانية: هل تعرف هيلاري كلينتون؟ طلبت المجيء إلى هنا لمناقشة الأمر معي بشأن عمل المهرج». أوضح ميازاكي غولييه، أن كلينتون كانت تخطط للسفر إلى إتانب في فبراير (شباط) ما لم يعطل الوباء الخطط، مضيفاً: «إنها قادمة إلى هنا لرجل مقزز جداً». (لم يرد متحدث باسم كلينتون على طلبات للتعليق).
ومع تقدمه في السن أصبح غولييه يعطي دروساً تعليمية أقل ويقوم برحلات خارج البلاد بوتيرة أقل، مشيراً إلى أنه يفكر في التقاعد. وأضاف أنه لم يعد يبالي بما حدث لمَدرسته، وتنهد حسرة من زوجته.
وفيما يخص إرثه، فقد أكد على أنه يريد أن يذكره الناس بأنه درس الكوميديا بطريقة خفيفة. واستطرد وهو يهز رأسه قائلاً: «في المدرسة السيئة، يضع المعلم دوماً خطاً باللون الأحمر. لكنني كنت دوماً حازماً عندما أدرس الفن بأدق التفاصيل وكأنني أدرس عملية قتل».

* خدمة: «نيويورك تايمز»



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.