الحريري يميل إلى عدم الترشح للانتخابات النيابية

الرئيس سعد الحريري مترئساً أمس اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية (الوكالة الوطنية)
الرئيس سعد الحريري مترئساً أمس اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية (الوكالة الوطنية)
TT

الحريري يميل إلى عدم الترشح للانتخابات النيابية

الرئيس سعد الحريري مترئساً أمس اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية (الوكالة الوطنية)
الرئيس سعد الحريري مترئساً أمس اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية (الوكالة الوطنية)

يواصل زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مشاوراته التي حصرها أمس بـ«أهل البيت»، بدءاً بنواب كتلة «المستقبل» وأعضاء المكتب السياسي وانتهاءً برئيسَي الحكومة السابقَيْن فؤاد السنيورة وتمام سلام استعداداً لإعلان قراره في الأسبوع المقبل، ويرجح بأن ينأى بنفسه عن خوض الانتخابات النيابية المقررة في 15 مايو (أيار) المقبل بعد أن يستكمل مشاوراته مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
وكشف مصدر مواكب للمشاورات التي باشرها الحريري فور عودته أول من أمس إلى بيروت قادماً من أبوظبي أنه يميل إلى العزوف عن خوض الانتخابات النيابية، وقال لـ«الشرق الأوسط» بأن خوضه لها ليس مُدرجاً على جدول أعماله ترشحاً أو من خلال دعمه للوائح انتخابية تضم مرشحين عن «المستقبل» أو آخرين يدورون في فلك التيار الأزرق.
ولفت المصدر المواكب إلى أن الحريري أوشك على اتخاذ قراره بعدم التدخل في الانتخابات النيابية، ولا من خلال مرشحين مستقلين، وقال إنه يترك للنواب الحاليين الأعضاء في كتلته النيابية والمنتمين للتيار الأزرق الحرية في اتخاذ القرار المناسب ترشحاً أو عزوفاً عن خوض الانتخابات، إنما على مسؤولياتهم الشخصية.
وأكد أن الحريري باقٍ حالياً في بيروت بين محازبيه وجمهوره المتواجد على مساحة الوطن، وقال إنه هو من يقرر توسيع مشاوراته لتشمل قيادات وأطرافاً أخرى، مع أن ميله للعزوف عن خوض الانتخابات، وقبل أن يُعلن موقفه شخصياً في الأسبوع المقبل، أدى إلى إحداث حالة من الإرباك تجاوزت جمهوره إلى المكونات السياسية الرئيسة بالبلد، لأنه بقراره سيؤدي إلى إعادة خلط الأوراق الانتخابية تحالفاً وترشحاً.
ورأى المصدر المواكب أنه يُترك للحريري وحده أن يشرح لجمهوره وللبنانيين ما لديه من معطيات أملت عليه عدم إدراج الانتخابات النيابية على جدول أعماله، وقال إن ميله للعزوف عن خوضها أحدث قلقاً يتجاوز الداخل إلى المجتمع الدولي من خلال معظم السفراء المعتمدين لدى لبنان الذين باشروا التحرك بعيداً عن الأضواء لعلهم يتمكنون من الوقوف على ما لديه من اعتبارات ومعطيات دفعته إلى اتخاذ قراره بالخروج من المنافسة الانتخابية، خصوصاً إذا لم يُعِد النظر في موقفه، وهذا يبدو مستحيلاً حتى إشعار آخر.
واعتبر أن المسار العام للانتخابات النيابية يدخل الآن مرحلة جديدة غير تلك المرحلة التي سبقت قراره، وقال إنه سيكون للحريري موقف رسمي يعلنه بعد غد الاثنين، وهذا ما يدفع بالقوى السياسية التي تتحضر لخوض الانتخابات إلى مراجعة حساباتها بدقة لما للتيار الأزرق من امتدادات تكاد تغطي معظم الدوائر الانتخابية، إضافة إلى الناخبين اللبنانيين المقيمين في بلاد الاغتراب الذين سجلوا أسماءهم للمشاركة في الانتخابات من أماكن سكنهم.
وبعيداً عن الاجتهادات في تقديم الأسباب التي تدفع بالحريري إلى قراره هذا، فإن كلمة الفصل تبقى له، وهذا ما سيكشفه لدى إعلانه النهائي عن موقفه، لأنه ليس هناك من ينوب عنه في شرح المعطيات المتعلقة به شخصياً.



مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
TT

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين الذين اتخذوا من بعض المدارس مأوى مؤقتاً.

وحسب «رويترز»، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه مع تصاعد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» في سبتمبر (أيلول) لحق الدمار بمئات المدارس في لبنان أو اضطرت لغلق أبوابها بسبب الأضرار أو المخاوف الأمنية.

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية إنه تم تحويل 505 مدارس من بين نحو 1250 مدرسة حكومية في لبنان إلى ملاجئ مؤقتة لبعض النازحين الذين يبلغ عددهم 840 ألف شخص.

وبدأت الوزارة، الشهر الماضي، إعادة فتح المدارس على مراحل، مما سمح بعودة 175 ألف طالب منهم 38 ألف نازح إلى بيئة تعليمية لا تزال بعيدةً عن وضعها الطبيعي.

وفي مدرسة عمشيت الثانوية الحكومية، التي تضم الآن 300 طالب مسجل ويُتوقع انضمام المزيد منهم مع استمرار وصول العائلات النازحة، تحولت المساحات المألوفة ذات يوم إلى مكان مخصص لاستيعاب الواقع الجديد.

وقال مدير المدرسة، أنطوان عبد الله زخيا، إنه قبل شهرين ونصف الشهر اختيرت المدرسة كملجأ.

واليوم، تتدلى الملابس المغسولة من نوافذ الفصول الدراسية، وتملأ السيارات ساحة اللعب التي كانت ذات يوم منطقةً صاخبة، والممرات التي كان يتردد فيها صوت ضحكات التلاميذ أصبحت الآن استراحةً للعائلات التي تبحث عن ملجأ.

وأعربت فادية يحفوفي، وهي نازحة تعيش مؤقتاً في المدرسة، عن امتنانها الممزوج بالشوق. وقالت: «بالطبع، نتمنى العودة إلى منازلنا. لا أحد يشعر بالراحة إلا في المنزل».

كما أعربت زينة شكر، وهي أم نازحة أخرى، عن قلقها على تعليم أطفالها.

وقالت: «كان هذا العام غير عادل. بعض الأطفال يدرسون بينما لا يدرس آخرون. إما أن يدرس الجميع، أو يجب تأجيل العام الدراسي».

التعليم لن يتوقف

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الخطة المرحلية لاستئناف الدراسة ستشمل تسجيل 175 ألف طالب من بينهم 38 ألف طفل نازح في 350 مدرسة عامة غير مستخدمة كملاجئ. وقال وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، لـ«رويترز»: «العملية التعليمية هي أحد مظاهر مقاومة العدوان الذي يواجهه لبنان». وأضاف الحلبي أن قرار استئناف العام الدراسي كان صعباً لأن العديد من الطلاب والمدرسين النازحين لم يكونوا مستعدين نفسياً للعودة إلى المدرسة. وفي مبنى مجاور في مدرسة عمشيت الثانوية الرسمية، يتأقلم المعلمون والطلاب مع أسبوع مضغوط مدته 3 أيام ويشمل كل يوم 7 حصص دراسية لزيادة وقت التعلم إلى أقصى حد.

ولا تزال نور قزحيا (16 عاماً)، وهي من سكان عمشيت، متفائلة. وقالت: «لبنان في حالة حرب، لكن التعليم لن يتوقف. سنواصل السعي لتحقيق أحلامنا». ويتأقلم المعلمون مع الظروف الصعبة. وقال باتريك صقر وهو مدرس فيزياء (38 عاماً): «الجميع مرهقون ذهنياً... في نهاية المطاف، هذه الحرب تطولنا جميعاً». وبالنسبة لأحمد علي الحاج حسن (17 عاماً) النازح من منطقة البقاع، يمثل الأسبوع الدراسي الذي يدوم 3 أيام تحدياً لكنه ليس عائقاً. وقال: «هذه هي الظروف. يمكننا أن ندرس رغم وجودها».