هل يسبب «أوميكرون» أعراضاً طويلة الأمد؟

معظم مرضى «كورونا طويل الأمد» أبلغوا عن أعراض تشمل التعب وضيق التنفس وألم الصدر (أ.ف.ب)
معظم مرضى «كورونا طويل الأمد» أبلغوا عن أعراض تشمل التعب وضيق التنفس وألم الصدر (أ.ف.ب)
TT

هل يسبب «أوميكرون» أعراضاً طويلة الأمد؟

معظم مرضى «كورونا طويل الأمد» أبلغوا عن أعراض تشمل التعب وضيق التنفس وألم الصدر (أ.ف.ب)
معظم مرضى «كورونا طويل الأمد» أبلغوا عن أعراض تشمل التعب وضيق التنفس وألم الصدر (أ.ف.ب)

مع انتشار متغير فيروس كورونا الجديد «أوميكرون» في مختلف أنحاء العالم، يتساءل الكثيرون عن إمكانية تسببه في أعراض طويلة الأمد، تستمر لعدة أشهر بعد الإصابة، وهو الأمر الذي حدث مع عدد كبير من الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس الأصلي وبمتغيراته السابقة.
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فهناك بعض العلماء الذين يرجحون عدم تسبب «أوميكرون» في أعراض طويلة الأمد، نظراً لحقيقة كونه أقل حدة من فيروس كورونا الأصلي ومن السلالات التي ظهرت قبله.
وقال الدكتور أندرو كاتشبول، أستاذ علم الأوبئة والفيروسات بجامعة كوين ماري بلندن، إنه لا يتوقع تسبب «أوميكرون» في أعراض طويلة المدى «حيث إن هذا الأمر لا يتناسب مع ضعف حدته»، حسب قوله. وأضاف: «في حين أن أوميكرون أكثر قابلية للانتقال، إلا أن هذا الأمر لا يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بأعراض كورونا طويلة المدى. هذه الأعراض المستمرة مرتبطة بحدة المرض إلى حد كبير».

لكن هذا الاعتقاد تم استبعاده من قبل علماء آخرين أكدوا أن هناك حاجة إلى المزيد من الوقت لتحديد هذا الأمر، مشيرين إلى أنه، وفقاً لما شهدناه مع جميع المتغيرات السابقة، لا يوجد دليل حتى الآن على الادعاء بأن أوميكرون لن يسبب أعراضاً قد تستمر لأشهر.
وأضاف العلماء لـ«نيويورك تايمز» أنه بينما تشير التقارير الحديثة إلى أن «أوميكرون» قد يسبب مرضاً أقل خطورة من المتغيرات الأخرى، فإن الأعراض الأساسية للمتغير الجديد تشبه أعراض الكثير من المتغيرات السابقة، ما يشير إلى أن التأثيرات طويلة المدى يمكن أن تكون متشابهة أيضاً.
علاوة على ذلك، فقد رصد عدد من الدراسات التي تم إجراؤها خلال موجات الوباء السابقة، معاناة عدد كبير من الأشخاص الذين أصيبوا بعدوى خفيفة أو متوسطة من الفيروس، من أعراض استمرت معهم لأشهر طويلة، ما يعني أن الإصابة بـ«كورونا طويل الأمد» لا علاقة لها بحدة العدوى.
من جهته، قال الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المُعدية في الولايات المتحدة، في مقابلة أجريت معه مؤخراً، إن معاناة الأشخاص من أعراض طويلة الأمد بعد إصابتهم بكورونا «هو أمر محتمل ووارد بغض النظر عن المتغير».
وأضاف: «يمكن أن يحدث كورونا طويل الأمد مع أي شخص بغض النظر عن نوع المتغير الذي أصيب به. لا يوجد دليل على وجود أي فرق بين (دلتا) و(بيتا) و(أوميكرون) في هذا الأمر».
هل يمكن للقاحات أن تمنع حدوث «كورونا طويل الأمد»؟
وفقاً للعلماء وخبراء الصحة، فإن اللقاحات تمنع الأشخاص في المقام الأول من الإصابة بأعراض الفيروس الخطيرة أو الوفاة بسببه.
ومع بعض المتغيرات السابقة، بدا أن اللقاحات تقلل من احتمالية الإصابة بالعدوى نفسها - وعدم الإصابة بالعدوى، بالطبع، هو أفضل طريقة لتجنب الآثار طويلة المدى للفيروس.

لكن الوضع مختلف إلى حد كبير مع متغير «أوميكرون»، حيث إن الدراسات تشير إلى عدم فاعلية اللقاحات في منع الإصابة به.
ويحاول الباحثون في مختلف أنحاء العالم إجراء دراسات مفصلة للبحث في خطورة «كورونا طويل الأمد» وأعراضه ومدى إمكانية استمراره، وسط قيام بعض الدول بفتح عدد متزايد من العيادات المتخصصة للتعامل مع المرضى الذين يعانون من تأثيرات مستمرة للفيروس.
وأبلغ معظم مرضى «كورونا طويل الأمد» عن أعراض تشمل التعب وضيق التنفس وألم الصدر والاضطرابات المعرفية بما في ذلك «ضباب الدماغ» وآلام المفاصل.
وتم الإبلاغ أيضاً عن خلل وظيفي في بعض الأعضاء مثل القلب والرئتين والدماغ بشكل أساسي، حتى بين أولئك الذين لم تظهر عليهم أعراض ملحوظة بعد انتقال الفيروس إليهم مباشرة.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

حبس سعد الصغير يجدد وقائع سقوط فنانين في «فخ المخدرات»

المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)
المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)
TT

حبس سعد الصغير يجدد وقائع سقوط فنانين في «فخ المخدرات»

المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)
المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)

جدد حبس المطرب المصري سعد الصغير الحديث عن وقائع مشابهة لسقوط فنانين في «فخ المخدرات»، وكانت محكمة جنايات القاهرة قضت، الاثنين، بالحكم على الصغير بالسجن المشدد 3 سنوات، وتغريمه 30 ألف جنيه (الدولار يساوي 49.65 جنيه مصري).

الحكم بسجن سعد الصغير وتغريمه جاء على خلفية اتهامه بحيازة «سجائر إلكترونية» تحتوي على مخدر «الماريوانا»، بعد تفتيش حقائبه أثناء عودته من أميركا «ترانزيت» عبر أحد المطارات العربية، عقب إحياء حفلات غنائية عدة هناك.

وكشف الصغير خلال التحقيقات التي جرت أمام الجهات المختصة بمصر، أنه لم يكن على دراية بأن المادة الموجودة في «السجائر الإلكترونية» ضمن المواد المحظور تداولها، مؤكداً أنها للاستخدام الشخصي وليس بهدف الاتجار، وأرجع الأمر لعدم إجادته اللغة الإنجليزية.

الفنانة المصرية برلنتي فؤاد التي حضرت جلسة الحكم، على الصغير، أكدت أن الحكم ليس نهائياً وسيقوم محامي الأسرة بإجراءات الاستئناف، كما أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن «حالة سعد النفسية ليست على ما يرام»، لافتة إلى أنه «بكى بشدة خلف القضبان بعد النطق بالحكم، كما أنه يعيش في توتر شديد نتيجة القضية».

وقبل سعد الصغير وقع عدد من الفنانين في «فخ المخدرات»، من بينهم الفنانة دينا الشربيني، التي تعرضت للسجن سنة مع الشغل وغرامة 10 آلاف جنيه لإدانتها بتعاطي «مواد مخدرة».

الفنان أحمد عزمي (حسابه على «فيسبوك»)

وكذلك الفنان المصري أحمد عزمي الذي تم القبض عليه مرتين ومعاقبته بالحبس في المرة الثانية بالسجن 6 أشهر، بينما أعلن مقربون من الفنانة شيرين عبد الوهاب وقوعها في الفخ نفسه، مما جعلها تختفي عن الأنظار حتى تتعافى، كما أن طبيبها المعالج طالب جمهورها بدعمها. وحُكم على الفنانة منة شلبي بالحبس سنة مع إيقاف التنفيذ وتغريمها 10 آلاف جنيه، في مايو (أيار) الماضي، في قضية اتهامها بـ«إحراز جوهر الحشيش بقصد التعاطي في أماكن غير مصرح لها باستخدامها».

وقبل أشهر قضت محكمة الاستئناف بمصر بقبول معارضة الفنان المصري أحمد جلال عبد القوي وتخفيف عقوبة حبسه إلى 6 أشهر بدلاً من سنة مع الشغل وتغريمه 10 آلاف جنيه، بتهمة حيازة مواد مخدرة بغرض التعاطي.

«ليس كل مشهور مدمناً»

من جانبها، أوضحت الاستشارية النفسية السورية لمى الصفدي أسباب وقوع بعض المشاهير في «فخ المخدرات» من الناحيتين النفسية والاجتماعية، وأثره على المستوى المهني.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «التعميم على جميع المشاهير أمر خاطئ، فليس كل مشهور مدمناً أو خاض تجربة الإدمان»، موضحة أن «ذلك ينطبق أحياناً على بعض الفئات التي حصلت على الشهرة والمال والمعجبين لكنهم في الوقت نفسه يطالبون بامتيازات أكثر».

وأشارت إلى أن «الفكرة تكمن في أن المخدرات ربما تساهم بطريقة أو بأخرى في زيادة مستويات هرمون (الدوبامين) الخاص بالسعادة، وهذا جزء نفسي يدفع البعض للسقوط في فخ المخدرات».

الفنانة منة شلبي (حسابها على «فيسبوك»)

وتستكمل الصفدي: «ربما الوقوع في هذا الفخ نتيجة رفاهية أكثر أو البحث عن المزيد والسعي للمجهول أو الأشياء المتوفرة عن طريق السفر أو الوضع المادي».

واختتمت الصفدي كلامها قائلة إن «هذا الأمر لا يخص الفنانين وحدهم، لكنه يتعلق أيضاً بالكثير من المهن والتخصصات، لكن المشاهير يتم تسليط الضوء عليهم أكثر من غيرهم».