«دعوة خاصة»... الشهية المفتوحة على الحياة

برنامج مؤثر على «شاهد» تقدمه الشيف ميريت علي

الشيف المصرية ميريت علي ووالدتها الممثلة شيرين
الشيف المصرية ميريت علي ووالدتها الممثلة شيرين
TT

«دعوة خاصة»... الشهية المفتوحة على الحياة

الشيف المصرية ميريت علي ووالدتها الممثلة شيرين
الشيف المصرية ميريت علي ووالدتها الممثلة شيرين

يجتمع مشاهير من جنسيات عربية لم يسبق أن اجتمعوا حول طاولة عشاء من إعداد الشيف المصرية ميريت علي، في برنامج «The Secret Dinner Club - دعوة خاصة» ما هو أبعد من جَمعة المائدة، فتلتقي القلوب. تختلف الأطباق باختلاف عنوان الحلقة وتنصاع لمزاجها، فالأكل هنا يحمل معاني الحياة. «الحب» في الحلقة الأولى و«الوقت» في الثانية، والضيوف يخبرون الحكايات ويتذكرون الماضي. تحمل الشيف ميريت في أحشائها جنيناً تغذيه بالحب، وبتأثر تتفاعل مع أحزان ضيوفها المستورة. تصبح المائدة ذريعة ليُريح المدعوون الروح الإنسانية المتألمة الراسية في دواخلهم.
الفكرة بسيطة: ضيوف حول المائدة يفضفضون ويبوحون. الشيف ميريت هي ابنة الممثلة المصرية شيرين، تجتمع معها على المائدة في محاولة لتعويض الوقت الضائع، يوم كانت الأم منهمكة بالعمل، تعود ليلاً بحُكم فنها، والطفلة في سباتها، تقبلها وتترك أحمر الشفاه على الخد، فتدرك الصغيرة أن حبيبة القلب مرت واحتضنتها. يفيض الحب على شكل دمع، فتلخصان درس العمر: «تمضي الأيام سريعاً قبل أن نقول كل شيء».
تتماشى لائحة الطعام مع غاية الجَمعة وفكرتها. تحت شجرة عملاقة في الإمارات، وُضعت طاولة راحت تتزين تباعاً بالشموع والورود والخيالات، لتصبح طاولة الحلم. «لا طعام من دون حب»، تكشف الشيف سر مطبخها. تُتبل القريدس مع الشبت والفلفل والزبدة والملح وبرش الليمون والحامض، والبعض يرجو ألا تشمل ثمار البحر الوجبة الرئيسية. لميريت فلسفة حياة تُدخلها في تقنيات المطبخ. «لو لم أكن بشراً لكنتُ سمكة»، تتغزل بحب المخلوقات اللطيفة. ومع القريدس، تُجهز طبق الباستا. المائدة تُحضر والضيوف يتوافدون. مشاعل الشحي وأحمد خميس من الإمارات، يمثلان ويقدمان البرامج، ويُضحكان الناس في فيديوهات «السوشيال ميديا». وراء الضحك، قصة أليمة يُخبرها خميس عن نشأته من دون أهل. شيرين تخفف الآلام، «بدل الشعلة لديك مشاعل، زوجتك»، فيرد «الحمد لله».
لكل ضيف ذوقه في الأكل، وثقافته. انتظر لاعب كرة السلة اللبناني فادي الخطيب من الشيف ميريت مائدة صحية. الحياة «On» و«Off»، وحين يضرب الجوع يغلب الـ«Off» وتعم خرائبه! يجتمعون تحت الشجرة المتجذرة، فتسألهم ميريت، الجالسة على رأس الطاولة، الإفصاح عن ثلاثة أشياء يستحيل التخلي عنها. «العائلة أولاً»، يختزل الرياضي اللبناني «تيمة» الحب. 27 عاماً مرت على زواجه و«لا مجال للزعل». «ما شاء الله»، تدعو شيرين بدوام الوفاق. لكلٍّ قصة يأتي بها إلى البرنامج المعروض على «شاهد». تحب المصممة والمدونة اللبنانية تمارا فرا أصناف الطعام عدا ثمار البحر، ومع ذلك استمالتها الخلطة. يتحدث البعض ويصغي البعض الآخر، فتُخبر صانعة المحتوى السعودية عبير سندر عن غنى تشعر به لاختلاف الثقافات مع زوجها البريطاني. تقابلا في المملكة، وبعد أربعة أشهر تزوجا وأنجبا زِينة الدنيا.
داخل زجاجة وُضعت أمام المدعوين، أسئلة تجعل الضيف يفتح قلبه، والضيوف كثيرون. جميعهم مرتاحون، ويُسعد الشيف ميريت تفسير الراحة بالقول إنهم أسقطوا الأقنعة وحضروا بوجوههم الحقيقية. تأتي الحلقة بخلاصة: على المرء أن يحب نفسه ليحبه الآخرون. قد يُصاب الإنسان بالانكسار، بالتجاهل، بالتنمر، بإحباط العزيمة وفقدان الرضا عن النفس. التجاوُز يكون بالحب. لا يهم لمن، ولا تستغرب إن كان للأُسود، كحب يمنحه المروض الإماراتي حميد البقيش للحيوانات، رفيقته لتحمّل الأيام.
تتجرأ مصممة الأزياء والمجوهرات السعودية العنود بدر الشهيرة في «السوشيال ميديا» باسم «فوزازا» على الاعتراف بعمرها للمرة الأولى. لفحها شيءٌ من شجاعة خبيرة الموضة جويل ماردينيان، الحاضرة على الطاولة. «عمري 41 سنة»، تقولها بقوة امرأة أقدمت على تجميد بويضاتها لرغبة في ألا يهرع العمر من دون اختبار مشاعر الأمومة. يعلو التصفيق للانتصارات الصغيرة.
الجالسون على رفّ أحد مولات الإمارات، يُلهمون بتجاربهم الآخرين. تتحول الجلسة إلى دموع صادقة، فالعنود بدر متشوقة لأمومة لم تتحقق بعد، لكنها تؤمن بأنها ستصبح أجمل الأمهات. جويل ماردينيان تقول بصراحة إن إحساسها بعدم الأمان كلفها غالياً، وهي إن حاكت جويل العشرينية، باتصال افتراضي، لرجتها أن تثق بنفسها أمام مراياها. ولأن الحلقة عن الوقت، لم يستطع مصمم المشاهير اللبناني سيدريك حداد ألا يرى نفسه خارج الانهماك في العمل، ولو عاد دولاب الزمن، لما قلّص من ساعات السهر الطويلة ساعة. تصغي ميريت علي، بدمعتها السخية، و«اعذروني، إنها الهرمونات». أمام الجميع هاتف من الزمن القديم، يقربون السماعة من أفواههم ويخاطبون ذواتهم قبل عقدين. البرنامج عاطفي بالدرجة الأولى، واجتماعي. لضيوفه حكايات، تحرضهم الجلسة على عدم الخجل من البوح بها. حتى النكهات في الأطباق تسافر بكثيرين إلى عوالم أخرى.
لا شيء ثابتاً سوى المكان. الضيوف يسبحون في الذاكرة، مرة في الماضي ومرة في المستقبل، حين تطلب الشيف منهم إغماض عيونهم وتخيل أنفسهم في سن الثمانين، أين سيكونون ومع مَن؟ قاسٍ الوقت، لا يرحم في قواعد لعبته. يجري باندفاع مخيف. يجرف بطريقه أحلاماً لا تتحقق، وأمنيات بعيدة. نخطط للمستقبل فننسى الحاضر، حيث الوقت لا يكفي للفرح والإنجاز والشبع من الأحبة. تذكر الشيف ميريت بالحقيقة المرة: «الوقت يذهب ولا يعود». لكل صورته عن نفسه في الثمانين. عمرُ الشيف اللبناني جان سلمون 18 عاماً ولغته العربية باعترافه «كارثة». في ثمانينه يحلم بأحفاده يلعبون في مطعمه. سيسميه «شي جان» ومركزه بيروت «إن استعادت عافيتها». «ستصبح بخير»، ترتفع الأصوات الداعية بالشفاء العاجل.


مقالات ذات صلة

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها على الأرجح خيار مخيب للآمال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.