ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية اليوم (الثلاثاء)، أن كوريا الشمالية أطلقت أمس (الاثنين) صواريخ موجهة تكتيكية، في أحدث تجربة في سلسلة من الاختبارات التي سلطت الضوء على برامجها الصاروخية المتطورة وسط تعثر محادثات نزع السلاح النووي، وفقاً لوكالة «رويترز».
اختبار الصواريخ هو الرابع لكوريا الشمالية في 2022، إذ أجرت عمليتي إطلاق سابقتين اشتملتا على «صواريخ أسرع من الصوت» بقدرات من السرعة العالية والمناورة بعد الإقلاع، واختبار آخر يوم الجمعة باستخدام اثنين من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى التي تم إطلاقها من عربات قطار.
كان الجيش الكوري الجنوبي قد قال إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخين باليستيين قصيري المدى من مطار في العاصمة بيونغ يانغ، اللذين قطعا نحو 380 كيلومتراً وبلغ أقصى ارتفاع لهما 42 كيلومتراً.
وأضافت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية أن أكاديمية علوم الدفاع اختبرت صواريخ موجهة تكتيكية في غرب البلاد، حيث أصاب النظام الهدف بدقة قبالة الساحل الشرقي، وذلك دون التطرق لمزيد من التفاصيل.
وقالت الوكالة: «كان هدف التجربة تقييم صواريخ موجهة تكتيكية يجري إنتاجها ونشرها، والتحقق من دقة منظومة الأسلحة». وأضافت أن التجربة أكدت «دقة وأمن وكفاءة تشغيل منظومة الأسلحة قيد الإنتاج».
واجتذب التسلسل الفائق السرعة على غير المعتاد لعمليات الإطلاق إدانة أميركية ومسعى لفرض عقوبات جديدة، في حين تحذر بيونغ يانغ من اتخاذ إجراءات أقوى، ما يزيد من ظهور شبح العودة إلى فترة تهديدات «النار والغضب» التي كانت في 2017.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الممثل الأميركي الخاص لكوريا الشمالية سونغ كيم حث بيونغ يانغ، بعد مكالمة مع نظيريه في كوريا الجنوبية واليابان، على «التوقف عن أنشطتها غير القانونية والمزعزعة للاستقرار» واستئناف الحوار، قائلاً إنه «يرحب بالاجتماع دون شروط مسبقة».
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية اليوم، إنها تعد جميع عمليات إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية «تهديداً مباشراً وخطيراً»، لكن جيشها قادر على رصدها واعتراضها.
كما وصف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في إفادة اختبارات كوريا الشمالية، بأنها «مقلقة على نحو مزداد»، داعياً جميع الأطراف إلى العودة للمحادثات لنزع فتيل التوتر وتعزيز «نزع للسلاح في شبه الجزيرة الكورية بشكل يمكن التحقق منه».
واستخدمت كوريا الشمالية مطار سونان لاختبار إطلاق صاروخ هواسونغ -12 الباليستي متوسط المدى في 2017 بحضور الزعيم كيم جونغ أون.
ولم تختبر كوريا الشمالية صواريخها الباليستية ذات المدى الأطول العابرة للقارات أو أسلحتها النووية منذ 2017، إذ دخلت جولة من الدبلوماسية مع واشنطن في 2018. لكنها بدأت في اختبار مجموعة من تصميمات الجديدة لصواريخ بالستية قصيرة المدى بعد تعثر محادثات نزع السلاح النووي وعادتا إلى المواجهة من جديد بعد فشل قمة في 2019. ولم يحضر كيم الاختبار الأخير.
وأظهرت صورة نشرتها الوكالة صاروخاً يرتفع في السماء فوق سحابة من الغبار وينبعث منه لهب.