تركيا وأرمينيا تتفقان على استمرار مفاوضات التطبيع

أولى جولاتها عقدت في موسكو بدون شروط مسبقة

TT

تركيا وأرمينيا تتفقان على استمرار مفاوضات التطبيع

اتفقت تركيا وأرمينيا على مواصلة المفاوضات بهدف التطبيع الكامل للعلاقات دون شروط مسبقة. وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان حول أول لقاء بين الممثلين الخاصين لتطبيع العلاقات التركي سردار كيليتش والأرميني روبن روبينيان في العاصمة الروسية موسكو أمس (الجمعة) إن اللقاء جرى في أجواء إيجابية وبناءة، وتبادلا خلاله وجهات النظر الأولية حول عملية التطبيع بين البلدين. وأضاف البيان أن الطرفين اتفقا، في ختام اللقاء الذي استغرق ساعة ونصف الساعة، على مواصلة المفاوضات للتطبيع الكامل دون شروط مسبقة، مشيرا إلى أنه سيتم تحديد مكان وموعد الاجتماع الثاني بين الممثلين الخاصين في وقت لاحق من خلال القنوات الدبلوماسية. وفي 15 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عينت تركيا سفيرها السابق لدى واشنطن سردار كيليتش ممثلا خاصاً بخصوص تطبيع العلاقات مع أرمينيا، التي عينت من جانبها نائب رئيس البرلمان روبن روبينيان ممثلا خاصاً في إطار عملية الحوار من أجل تطبيع العلاقات. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الاجتماع الأول بينهما سيركز على الأرجح على رسم خريطة طريق لمزيد من الخطوات وإجراءات بناء الثقة. وبحث جاويش أوغلو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي الأسبوع الماضي، العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية، منها التطبيع بين تركيا وأرمينيا ورفعت أرمينيا منذ الأول من يناير (كانون الثاني) الحالي، حظرا على البضائع التركية فرضته منذ عام. وحصلت شركة الطيران الأرمينية «فلاي وان أرمينيا»، أول من أمس، على إذن من السلطات التركية لتسيير رحلات بين البلدين. ويسود خلاف، وصل إلى حد العداء والقطيعة بين تركيا وأرمينيا بسبب ملف مقتل 1.5 مليون أرمني على يد القوات العثمانية عام 1915 في أحداث تعتبرها أرمينيا إبادة جماعية، وقعت إبان الحرب العالمية الأولى، إضافة إلى قضايا أخرى منها الدعم التركي لأذربيجان في قضية ناغورني قره باغ. ووقعت تركيا وأرمينيا اتفاق سلام تاريخيا عام 2009 لاستئناف العلاقات وفتح حدودهما المشتركة بعد إغلاق دام حوالي 3 عقود منذ اندلاع الحرب بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناغورني قره باغ، لكن الاتفاق لم يصدق عليه وظلت العلاقات متوترة. وخلال نزاع ناغورني قره باغ في عام 2020، دعمت تركيا أذربيجان عسكريا لاتهامها أرمينيا باحتلال الإقليم. وقبل لقاء مبعوثي البلدين في موسكو، قتل جندي أذربيجاني، الثلاثاء الماضي، بنيران القوات الأرمينية في منطقة كلبجار، ما اعتبرته أنقرة خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الذي تم التوصل إليه برعاية روسيا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020. وانتقد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، ما وصفه بـ«الموقف العدواني» لأرمينيا وانتهاكها وقف إطلاق النار باستهداف المواقع الأذربيجانية.
وأكد أكار في اتصال هاتفي مع نظيره الأذربيجاني وقوف تركيا دائما إلى جانب أذربيجان الشقيقة في قضاياها العادلة. كان جيش أذربيجان أطلق في 27 سبتمبر (أيلول) 2020، عملية لتحرير أراضيه في إقليم قره باغ، عقب هجوم شنه الجيش الأرميني على مناطق مأهولة مدنية. وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوما، أعلنت روسيا في 10 نوفمبر من العام ذاته، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظات محتلة في قره باغ.
وهنأت تركيا أذربيجان بمناسبة مرور 30 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أمس، مشيرة إلى أن تركيا كانت أول دولة أقامت علاقات دبلوماسية معها بعد نيل استقلالها. وقالت الخارجية التركية، في بيان بهذه المناسبة، إن «تركيا وقفت خلال الثلاثين عاما الماضية إلى جانب صديقتها وشقيقتها أذربيجان في السراء والضراء، وأن الأخوة والتعاون الوثيق بين البلدين، أصبحا ضمانا كبيرا للسلام والاستقرار في المنطقة».
وبعث الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف برسالة تهنئة إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بهذه المناسبة، أكد فيها أن بلاده تولي أهمية كبيرة لإقامة علاقات دبلوماسية مع تركيا التي كانت أول دولة تعترف باستقلال بلاده. وقال علييف إن العلاقات الأذربيجانية التركية هي خير مثال يحتذى به في علاقات الصداقة والأخوة، وأن ما قدمتموه (إردوغان) من خدمات لتطوير وتقوية هذا الحلف قيمة جدا، منوها بـ«المواقف الشجاعة والقوية» لإردوغان في دعم أذربيجان في تحرير أراضيها من الاحتلال الأرميني.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.