حسين الجسمي... أخلاق وقلب

أطرب الحضور في «جلسات العاذرية» ضمن «موسم الرياض»

حسين الجسمي في أمسية  «جلسات العاذرية» بالسعودية
حسين الجسمي في أمسية «جلسات العاذرية» بالسعودية
TT

حسين الجسمي... أخلاق وقلب

حسين الجسمي في أمسية  «جلسات العاذرية» بالسعودية
حسين الجسمي في أمسية «جلسات العاذرية» بالسعودية

نصح حساب «روتانا» عبر «تويتر» الحضور بارتداء «الفروة» لبرودة الطقس في أمسية «جلسات العاذرية» ضمن «موسم الرياض». «الله يا حبي الرياض»، يغرد الفنان حسين الجسمي استعداداً للحفل. يدخل والرئيس التنفيذي لشركة «روتانا» سالم الهندي المكان المُهندَس على شكل جلسة عربية تكاد تصلنا منها رائحة القهوة بهيل. النار من حوله، وعلى الجانبين سيدات وسادة يتمايلون على أغنياته. يغني جالساً، «الآيباد» الأبيض أمامه، يقرأ عنه كلمات قد تصعب على الذاكرة. والجمهور حاضر، يرسل إليه السلام ويغمره بالحب.
الحفل من إشراف «روتانا» وتنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، نقله «شاهد» الخميس في بث مباشر. بزيه الخليجي وابتسامته، يطل على الأحبة، وهم كثر، في كل مكان. أشجار النخيل في الزوايا، وركوة القهوة العملاقة تُحلي الجلسة وتعدل مزاجها. «إنتو حتة من قلبي، حاضر حاضر»، يرد على الناس السعداء بأغنياته، يرددونها معه بالخليجي والمصري واللبناني.
يصبح فنان الإمارات، فناناً لكل العرب، لا بالفن المحترم فقط، وأيضاً بالأخلاق واتساع القلب. في فيديو بعنوان «الحصاد 2021»، يستعيد الجسمي أبرز محطات العام الفائت. نجاحات وانتشار، في الأغنية الوطنية، للإمارات، السعودية، والأحبة في الخليج. وفي الغناء لمصر والحضور في مشهدياتها الإعلانية، خصوصاً في رمضان. وفي تأكيده بأنه بعضٌ من كل دولة، من المحيط إلى الخليج، يحب شعبها وشعبها يحبه، والفؤاد على استعداد متواصل لضخ الحب.
ختم العام الفائت بالوفاء للبنان، أهداه أغنية «ما بحبك»، والنفي يحمل في أعماقه العكس؛ حب غير مشروط ووفاء رائع. مغنٍ من الإمارات، يهدي الشعب اللبناني أغنية تعوض إحساسه بالوحشة والتحامل على أقداره. «قد السماء، قد البحر، قد الهوا، أكثر أكيد»، قاصداً العاطفة والشعور العميق. تتحول الأغنية إلى «هيت»، من كلمات منير عساف، رؤية وألحان حسين الجسمي، وتوزيع هادي شرارة. وتصبح بمنزلة عزاء من فنان يحفظ العِشرة ويمد اليد، وهما خصلتان خليجيتان يفرط بهما بعضٌ فتصر الأغلبية على صونهما والتأكيد عليهما.
يطغى الخليجي على أمسية «جلسات العاذرية»، و«من يوم شفتك وأنا في داخلي ونة... ولعت قلبي ترى شبيت وجداني». ويكمل مغنياً «معاك الله»، «أنا الأفراح والأرباح والفايض وراس المال... أنا الأفكار والأسرار وادفن في الفضا سري... بعيد هناك ما ينشاف وإن شافوه ما ينطال»، والمتمايلون يتمايلون والهتافون يهتفون، «من عيوني حاضر»، يرد الجسمي على أحبته.
يعتاد على التصدر والأرقام الأولى، منذ رائعته «بحبك وحشتيني» التي غناها في الأمسية، إلى سائر ما يختار ويغني. كم تحمل هذه الجمالية من ذكريات! «وكأن الوقت في بعدك واقف ما بيمشيش»، لكنه مع الفنان الملقب بـ«الجبل»، لشموخ أخلاقه، يجري الوقت سريعاً، فتطول الجلسة إلى ما بعد منتصف الليل، ولا مَن يشعر سوى بريقها ودفئها والطرب الأصيل.
«الله يا رياض»، يقول للسعودية في ضيافتها؛ ولحبها أهداها «سلمان الشهامة»، تقديراً لقيادتها: «له الدنيا وليس يريد دنيا... في أرجائها فرض احترامه». وأرضى في الجلسة مختلف الأذواق، الشاكي والباكي والحساس، و«بتعدي في حتة أنا قلبي بيتكسر مية حتة، أفضل في مكاني إنشالله لستة الصبح بفكر فيك». يا لحلاوة غنائه بالمصري، منذ استنهاض الهمم في «بشرة خير»، إلى فرحة العالم العربي «ضحكتك فيها كهرباء... ببقى زي واحد جديد»، وآه!
يُسمع التصفيق للإعجاب بالجسمي، وهو يغني «أما براوة» لنجاة الصغيرة بلحنها الجميل. بعض الغناء أعمق من كلامه وأبلغ من مفرداته، يسكن الإنسان ولا يسأل عن سبب. ما معنى أن يغني «أما براوة، براوة، أما براوة... دوار حبيبي طراوة آخر طراوة»، فيسبقها بـ«يلا غنوا معايا»، ويلحقها بـ«أما أما أما»! غناء خالد، «بحلم وبغني لحبيبي وفين حبيبي... ماليش حبايب يا عيني أنا ونصيبي»، إلى أن يصالح الزمان القلب بعد عداوة.
مجموعة مشاعر في فنان. يختار من القناديل ضوءاً لا ينطفئ، وأمام المتعطشين للأصالة، حضوراً ومتابعين على «شاهد»، يستعير من «الست» واحدة من الروائع، «غنيلي شوي شوي، غنيلي وخد عيني». لم يترك السهرة لذوق واحد ومزاج واحد. نوع اختيار الورود في الحديقة، ولم يغفل عن زهرة أغنياته، «يقول اللي قضى ليله حريب أنعاس، جفاه النوم ما غفى بالأنعاسي، حلف الهم بات في خاطره وسواس، هو النادي تهدى شامخ الراسي»، يغنيها نيابة عن الموجوعين بالحب، «وأنا لغير المحبة ما خضعت الراس»، وكم من السامعين لم تخضعهم سوى المشاعر!
يصله وهج النار القريب منه، لكن ما يدفئه هو التفاعل مع الأمسية. على مسافة من الرياض، يصل إلى بيروت غناء بصوته للسيدة فيروز، فينسم الهواء من أي مفرق ويُمرر النسائم إلى الأرواح المتعبة. يتساءل كما تساءلت: «شو بنا شو بنا؟ يا حبيبي شو بنا؟». بنا الكثير. بنا الضجر والعمر الضائع. بنا الصفعات والخوف. «فزعانة يا قلبي، إكبر بها الغربة، وما تعرفني بلادي، خدني على بلادي»، يكمل الجسمي. صرخة اللبنانيين اليوم، خدني من بلادي. «وان واي تيكيت» حتى إشعار آخر.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.