الأمير أندرو يواجه القضاء الأميركي

الملكة تجرّده من لقبه الرسمي «صاحب السمو الملكي» لحماية صورة التاج البريطاني

الملكة إليزابيث الثانية مع ابنها (على يسارها) الأمير أندرو (غيتي)
الملكة إليزابيث الثانية مع ابنها (على يسارها) الأمير أندرو (غيتي)
TT

الأمير أندرو يواجه القضاء الأميركي

الملكة إليزابيث الثانية مع ابنها (على يسارها) الأمير أندرو (غيتي)
الملكة إليزابيث الثانية مع ابنها (على يسارها) الأمير أندرو (غيتي)

في خطوة تهدف، كما يبدو، إلى حماية صورة التاج البريطاني، جرّدت الملكة إليزابيث الثانية ابنها الأمير أندرو من لقبه الرسمي «صاحب السمو الملكي» ومن مهمات رسمية أخرى، في وقت يواجه الأمير تهمة اعتداء جنسي أمام محكمة في الولايات المتحدة، وهو أمر ينفيه.
وصدر القرار بعد اجتماع عائلي حضره الأمير أندرو، {الابن الأقرب} للملكة إليزابيث، حسبما يقول المراقبون الملكيون. وقد أُخبر دوق يورك في أثناء الاجتماع بأنه لن يستخدم لقب «صاحب السمو الملكي» بعد الآن. كما جُرِّد من جميع ألقابه العسكرية وأُعيدت كل صفاته في رعاية الجمعيات الخيرية للملكة إليزابيث.
وعلّق مراسلون مختصون في البلاط الملكي بأن الخطوة -التي قد تبدو قاسية في حق الأمير أندرو، فهو لم تتم إدانته ولم تثبت جريمته حتى الآن- واجبة، بل تأخرت عن وقتها، فالعائلة الملكية أو «المؤسسة» (كما كان الأمير الراحل فيليب يطلق عليها) لها صورة مثالية وواضحة أمام الشعب، والحفاظ على تلك الصورة يستلزم القسوة والبتر الحاسم. وما تسببت فيه قضية جيفري إبستين، الخبير المالي الراحل وصديق الأمير أندرو والذي أُدين بالمتاجرة بالبشر والانتهاكات الجنسية للقُصَّر، من فضائح وتكهنات لم يكن أمراً مقبولا للملكة إليزابيث ولا لأفراد عائلتها.
وجاء الخبر بعد يوم من رفض القضاء الأميركي ردّ دعوى مدنية رفعتها فيرجينيا جوفري في عام 2001 ضدّ الأمير أندرو تتّهمه فيها بالاعتداء عليها جنسياً حين كان عمرها 17 سنة وهو أمر ينفيه الأمير نفياً قاطعاً.
أشارت صحيفة «التايمز» اللندنية إلى أن القرار الحاسم يعود لتأثير الأمير تشارلز ولي العهد وابنه ويليام، فهما الشخصان الأهم في وراثة العرش، ومصلحة سمعة التاج البريطاني أمانة في يديهما. الجدير بالذكر أن الأمير تشارلز كان القوة الدافعة وراء القرار السابق بإبعاد الأمير أندرو عن العمل العام.
ويبقى السؤال: ماذا سيحدث الآن؟ القرار الملكي كان واضحاً في هذا الشأن، دوق يورك سيواجه المعركة القضائية القادمة بوصفه «مواطناً عادياً»، وهو ما يعني أن الأمير سيتولى دفع أتعاب فريق المحاماة الخاص به بعد أن تردد أن والدته ساعدته في هذا الشأن من قبل، وأشار البعض إلى أن الدوق قد باع شاليهاً خاصاً به في سويسرا بملايين الجنيهات وهو ما يشير إلى أنه سيتحمل النفقات القادمة للمحامين وأي تسوية مالية مع المدعية فيرجينيا جوفري، والتي يبدو أنها لن تقبل بالتسوية المالية حالياً، حسبما قال ديفيد بويز، وهو أحد محامي فرجينيا جوفري، لـ«بي بي سي» مساء الأربعاء، من أنّ موكلته لم تستبعد التوصّل إلى اتفاق، لكنّه أوضح أن صفقة مالية بسيطة لن تكون كافية. وأوضح أنّ «الأهم» لفرجينيا أن تُحلّ القضية بطريقة تأخذ فيها حقها وحق الضحايا الآخرين.
وكان الأمير أندرو قد انسحب من الحياة العامة منذ مقابلته التي وُصفت بأنها كارثية مع «بي بي سي» في خريف 2019، حيث ادّعى أنه لا يتذكر لقاءه فيرجينيا جوفري ودافع عن صداقته برجل المال جيفري إبستين الذي مات منتحراً في السجن.
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية فمن المحتمل إجراء المحاكمة خلال الخريف ما لم يحصل الأمير أندرو على قرار استئنافي لمصلحته أو يتم التوصل إلى تسوية حول الموضوع. وأفاد مصدر مقرّب من الدوق للوكالة بأنّ الأخير يعتزم «الاستمرار في الدفاع عن نفسه»، مؤكّداً أنّ القرار الذي أصدره قاضي نيويورك (الأربعاء) لا يشكّل «حكماً في جدارة الادعاءات» التي وجّهتها فيرجينيا جوفري.
ورأى أنّ القضية «بمثابة ماراثون وليست مساراً قصيراً».
وألقت هذه القضية بظلال قاتمة على الملكية البريطانية، بعد أيام على الإعلان عن برنامج احتفالات اليوبيل البلاتيني لحكم إليزابيث الثانية المستمر منذ سبعة عقود. وتتضمن الاحتفالات التي تقام في يونيو (حزيران) المقبل عروضاً وحفلة موسيقية ومسابقة حلوى ويوم عطلة إضافياً.
وقالت المؤرخة المتخصصة في الملكية في جامعة سيتي بلندن أنّا وايتلوك، لوكالة «الصحافة الفرنسية»ن إنه «لا حل مناسباً» للأمير، إذ إن لديه خيارين، أولهما الذهاب إلى حد المحاكمة، والمجازفة تالياً بما سيُكشف خلالها، وبإمكان خسارة القضية، أما الخيار الثاني فيتمثل في عقد اتفاق مع جوفري، وهو ما يبدو كأنّه اعتراف من أندرو. ورأت أنّ عقد أي تسوية مالية سيطرح كذلك أسئلة عن «مصدر الأموال».
وعلّقت الصحافية الملكية السابقة جيني بوند عبر «سكاي نيوز» قائلة إنّ الأمير أندرو أعطى في الأشهر الأخيرة «انطباعاً بأنّه أرنب هارب» أو «يختبئ في تنانير والدته في قصر بالمورال لتجنّب» الدعوى المرفوعة في حقه.
وتابعت: «يا له من إحراج أن تسائل امرأة عمرها 95 عاماً ابنها البالغ من العمر 61 عاماً حول اتهامات بتصرفات جنسية شنيعة».


مقالات ذات صلة

الأميرة البريطانية بياتريس تعلن حملها بطفلها الثاني

يوميات الشرق الأميرة البريطانية بياتريس وزوجها إدواردو مابيلي موزي (أ.ب)

الأميرة البريطانية بياتريس تعلن حملها بطفلها الثاني

تستعد حفيدة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، البالغة من العمر 36 عاماً، وزوجها إدواردو مابيلي موزي، 40 عاماً، للترحيب بمولود جديد في أوائل الربيع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق خوض المعارك يستحقّ لفتة (إكس)

هاري وزّع جوائز على «أساطير» لا حدود لشجاعتهم

شارك دوق ساسكس في احتفال نظّمته مؤسّسة «ويل تشايلد» الخيرية التي تولّى رعايتها لـ16 عاماً، والمعنيّة بدعم أكثر عن 100 ألف شاب يعانون حاجات صحّية خطيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأميرة البريطانية كيت ميدلتون (رويترز)

بعد معركتها مع السرطان... شقيق كيت ميدلتون يعلّق على حالتها الصحية

بعد أسابيع من إعلان أميرة ويلز أنها أنهت العلاج الكيميائي، أكد جيمس ميدلتون أنها بخير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الأمير البريطاني هاري وزوجته ميغان ماركل (أ.ب)

لماذا يُتهم هاري وميغان بـ«جمع الأصوات» لصالح هاريس؟

اتُّهم الأمير البريطاني هاري، وزوجته ميغان ماركل بـ«جمع الأصوات لصالح كامالا هاريس» بعد أن أطلقا حملة جديدة قبل الانتخابات الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق كيت أميرة ويلز (د.ب.أ)

كيت ميدلتون تعود لمهامها الملكية لأول مرة منذ انتهاء علاجها من السرطان

عادت كيت ميدلتون، أميرة ويلز وزوجة الأمير البريطاني ويليام لمهامها الملكية لأول مرة منذ انتهاء علاجها من السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.