دبلوماسي أميركي في القامشلي يشجع الأحزاب الكردية على الحوار

أحد شوارع القامشلي (رويترز)
أحد شوارع القامشلي (رويترز)
TT

دبلوماسي أميركي في القامشلي يشجع الأحزاب الكردية على الحوار

أحد شوارع القامشلي (رويترز)
أحد شوارع القامشلي (رويترز)

حض نائب المبعوث الأميركي الخاص لسوريا ماثيو بيرل خلال وجوده شمال شرقي سوريا، الأحزاب الكردية على العودة إلى طاولة الحوار وحل القضايا الخلافية العالقة بين طرفي الحركة السياسية، وعقد اجتماعات مع قادة «المجلس الوطني الكردي» المعارض و«أحزاب الوحدة الوطنية الكردية».
وعقد الدبلوماسي الأمريكي ماثيو بيرل اجتماعات مع قادة «المجلس الكردي» و«أحزاب الوحدة الوطنية الكردية» بقيادة «حزب الاتحاد الديمقراطي» السوري. وقال المجلس في بيان نشر على موقعه الرسمي أمس: «أكد وفد المجلس على أهمية تعزيز العلاقات مع الجانب الأمريكي وأهمية دعمه لعمليات الاستقرار في المنطقة في ظل انهيار الوضع الاقتصادي وآثاره السلبية على الحياة المعيشية للناس والتي تدفعهم للهجرة».
وقال محمد إسماعيل رئيس وفد المجلس إن السفير الأميركي أكد على تعزيز العلاقات مع الأحزاب الكردية ودعم بلاده عمليات الاستقرار في مناطق شرق الفرات إذ «وعد ماثيو بيرل بمعالجة القضايا التي تناولها اللقاء مع الجهات المسؤولة في الولايات المتحدة وأنها ستعمل على فتح المعبر الحدودي سيمالكا والإبقاء عليه للاستخدام في المجالات الاقتصادية والإنسانية»، ونقل التزام واشنطن برعاية المفاوضات الداخلية بين الأحزاب الكردية، وأضاف: «طالبنا الالتزام بوثيقة الضمانات الموقَّعة بالأحرف الأولى بين الأحزاب الكردية بشهر نوفمبر (تشرين الأول) 2020 قبل عامين، حيث وقّعها قائد (قسد) السيد مظلوم عبدي، وضرورة تنفيذ مضمونها»، ونقلوا للجانب الأميركي الانتهاكات التي تطال أعضاء وأنصار المجلس والاعتقالات الأخيرة في صفوفه: «بحثنا الانتهاكات التي ترتكبها مجموعات مسلحة تابعة لحزب الاتحاد ومسألة التهديدات التي يتعرض لها عوائل قوة (بيشمركة روج) داخل سوريا، وخطف الأطفال القاصرين إلى جانب إغلاق معبر سيمالكا الحدودي».
من جهة ثانية، عقد بيرل اجتماعاً مع شيوخ ووجهاء من الرقة وأعضاء مجلسها المدني وبحث الأوضاع الأمنية والاقتصادي والجهود الإغاثية، وطالب وفد الرقة بفتح المعابر الحدودية مع مناطق الإدارة الذاتية المغلقة مع مناطق سيطرة الحكومة السورية؛ ومع دولة العراق المجاور. وذكر محمد نور الذيب رئيس «مجلس الرقة المدني»: «طلبنا من الجانب الأميركي إعادة إعمار المدينة وبنيتها التحتية وتطوير العملية التربوية وتحسين واقع المخيمات الموجودة في مناطق الإدارة، ودعم قطاع الزراعة والثروة الحيوانية في الرقة وريفها»، ولفت إلى أنهم طالبوا واشنطن دعم قوات «قسد»: «لاسترجاع الأراضي المحتلة من قبل الجيش التركي والفصائل السورية الموالية لها».
إلى ذلك، عقدت أحزاب كردية اجتماعات مع ضباط روس وبيرل، وطرحت مبادرات لإعادة فتح معبر اليعربية – تل كوجر مع العراق ومعبر سيمالكا الحدودي. وقال صالح كدو سكرتير «حزب اليسار الديمقراطي الكردي» إن ضباطا روسا «نقلوا شروط الحكومة السورية بالسيطرة الكاملة على المعبر مقابل إعادة افتتاحه، لكن الإدارة قبلت برفع العلم الحكومي على أن تكون الإدارة مشتركة بين الجانبين»، واستبعد حدوث اتفاق نهائي وفق الشروط المطروحة من قبل الحكومة السورية على الرغم من الوساطة الروسية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».