«حوار جنيف» لا يذيب جبل الجليد بين واشنطن وموسكو

روسيا تنفي نيتها غزو أوكرانيا... وأميركا تطالبها بإعادة الجنود للثكنات

الجانبان الأميركي والروسي لدى بدء الحوار الاستراتيجي بينهما في جنيف أمس (أ.ب)
الجانبان الأميركي والروسي لدى بدء الحوار الاستراتيجي بينهما في جنيف أمس (أ.ب)
TT

«حوار جنيف» لا يذيب جبل الجليد بين واشنطن وموسكو

الجانبان الأميركي والروسي لدى بدء الحوار الاستراتيجي بينهما في جنيف أمس (أ.ب)
الجانبان الأميركي والروسي لدى بدء الحوار الاستراتيجي بينهما في جنيف أمس (أ.ب)

أخفقت الولايات المتحدة وروسيا خلال جولة محادثات شاقة، استمرت ثماني ساعات بجنيف أمس، في تقريب وجهات نظرهما حيال أخطر أزمة تواجه القارة الأوروبية منذ نهاية الحرب الباردة، على رغم تقليل موسكو شأن المخاوف الغربية من احتمال قيام قواتها بغزو أوكرانيا.
وفي سياق يعيد إلى الأذهان الاجتماعات التي كانت تجرى بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي إبان حقبة الحرب الباردة، ترأست نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان وفد بلادها إلى المحادثات مع الوفد الروسي برئاسة نظيرها الروسي سيرغي ريابكوف التي عقدت في مقر البعثة الأميركية المطل على بحيرة جنيف.
وعلى أثر المحادثات التي جعلت أزمة الحشود الروسية على حدود أوكرانيا بمثابة رأس جبل الجليد بين موسكو والغرب، قالت شيرمان: «أجرينا مناقشات جادة ومباشرة وعملية وصريحة» ولكن «لدينا طريق طويل لنقطعه». وأكدت أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت روسيا مستعدة لتقليص حشدها العسكري قرب أوكرانيا، مشددة على أن كلام ريابكوف عن مجرد مناورات للقوات الروسية يجب أن يتبلور بإعادة قواتها إلى الثكنات. وكذلك أكدت أن بلادها ترفض مطالب روسيا بعدم قبول أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، وأن ينهي التحالف تعاونه الأمني مع أوكرانيا.
في المقابل، قال ريابكوف إنه «لا يوجد سبب للخوف من سيناريو تصعيد ما» حيال أوكرانيا، مضيفاً أن «المحادثات كانت صعبة وطويلة ومهنية للغاية وعميقة وملموسة من دون محاولات للتغطية على بعض الجوانب الحادة».
وتتواصل هذه المحادثات في إطار موسع خلال اجتماع لمجلس «ناتو» وروسيا في بروكسل غداً الأربعاء، ومحادثات منفصلة متعددة الأطراف في إطار منظمة التعاون والأمن في أوروبا في فيينا خلال اليوم التالي.
... المزيد



أوكرانيا تترقَّب ردَّ بوتين

لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تترقَّب ردَّ بوتين

لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)

أعلنت موسكو إحباطَ محاولة لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين بطائرتين مسيّرتين استهدفتا الكرملين أمس، واتَّهمت أوكرانيا بالوقوف وراء ذلك، الأمر الذي وضع كييف في حالة ترقّب إزاء ردّ محتمل، رغم نفي مسؤوليتها، وتشكيك واشنطن فيما يصدر عن الكرملين.
وطالب الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف «بالتخلص من» الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي و«أعوانه» في كييف.
ودعا ميدفيديف، وهو حالياً المسؤول الثاني في مجلس الأمن الروسي، إلى «تصفية» زيلينسكي رداً على الهجوم المفترض.
وكتب ميدفيديف قائلاً «بعد الاعتداء الإرهابي اليوم، لم يبقَ خيار سوى تصفية زيلينسكي جسديا مع زمرته».
بدوره، صرح زيلينسكي للصحافيين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه في دول شمال أوروبا في هلسنكي «لم نهاجم بوتين. نترك ذلك للمحكمة. نقاتل على أراضينا وندافع عن قرانا ومدننا».

وأضاف زيلينسكي «لا نهاجم بوتين أو موسكو. لا نملك ما يكفي من الأسلحة للقيام بذلك». وسئل زيلينسكي عن سبب اتهام موسكو لكييف فأجاب أنَّ «روسيا لم تحقق انتصارات».
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنَّه لا يستطيع إثبات صحة اتهام روسيا بأنَّ أوكرانيا حاولت اغتيال الرئيس الروسي في هجوم بطائرتين مسيّرتين، لكنَّه قال إنَّه سينظر «بعين الريبة» لأي شيء يصدر عن الكرملين.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنتقد أوكرانيا إذا قرَّرت بمفردها ضرب روسيا رداً على هجمات موسكو، قال بلينكن إنَّ هذه قرارات يجب أن تتخذها أوكرانيا بشأن كيفية الدفاع عن نفسها.
من جانبها، قالت الأمم المتحدة إنَّه لا يمكنها تأكيد المعلومات حول هجمات أوكرانيا على الكرملين، داعية موسكو وكييف إلى التخلي عن الخطوات التي تؤدي إلى تصعيد.
روسيا تعلن إحباط محاولة لاغتيال بوتين في الكرملين بمسيّرتين