«غزل البنات» يحتفي بالورود والطبيعة

معرض للفنانة المصرية إيمان عزت في القاهرة

الفنانة إيمان عزت
الفنانة إيمان عزت
TT

«غزل البنات» يحتفي بالورود والطبيعة

الفنانة إيمان عزت
الفنانة إيمان عزت

تتأمل الفنانة المصرية إيمان عزت في حلوى «غزل البنات»، وتنسج من رائحتها ومذاقها الهش الحلو المحبب خاصة لدى الصغار، قيمة تعبيرية جديدة، تتشكل فنياً من الربط بين تلك الحلوى الفرحة وبين الفرح بالطبيعة وأنوثتها، فكما تُغزل تلك الحلوى بالسكر، فإن مفردات الطبيعة تبدو في معرض الفنانة المصرية وقد غُزلت بنعومة ورهافة لونية على سطح اللوحات، بعد أن تحررت مقوماتها البصرية من نمطية الرؤية والمنظور، محلقة في براح من الشاعرية والأحلام، معجوناً بمناخات الطفولة واللعب على أوتارها الغضة البكر.
المعرض الذي يستضيفه غاليري «النيل» بالقاهرة ويحمل اسم الحلوى نفسها «غزل البنات» يستمر حتى منتصف الشهر الحالي. تقول إيمان عزت: «لم يكن ما يشغلني هنا المنظور التقليدي للاند سكيب، أردت أن أعبر عن الأرض بروحي أنا»... من هنا يبدو لافتاً تحررها في هذا المعرض من النسب المُتعارف عليها في رسم المناظر الطبيعية من حيث المساحات ومنظور البعد والقرب، وغيرها من القيم القياسية، في الوقت الذي كانت مشغولة فيه بالتعبير عن علاقة الأرض والطين باللون ونضارته.
تهيمن الورود بعبقها وألوانها الناصعة المشمسة على لوحات المعرض، وتتقافز في تنويعات لافتة من حيث التصوير واللون والإيقاع، كما يبرز ظهورها في حشود وشحنات لونية تتراوح ما بين النعومة وصخب المغامرة، تاركة على العين رذاذاً من التغمية الرشيقة، كأنها طقس خاص، مشدود دائماً إلى الأرض، مفتاح الوجود والكون؛ هذا الحضور الطاغي للورود يجسد حالة من التماهي والألفة التي شعرت بها الفنانة إيمان عزت بالقرب من الورود، حيث قامت بزراعتها بأعداد كبيرة لتُحيط بمرسمها الجديد خلال الفترة الأخيرة، فشحنت داخلها طاقات لونية كبيرة ظهرت في المعرض «اكتشفت من زراعتي لتلك الورود أن العالم ملئ بالألوان التي لم أكن أعرفها».
وعن خبرة المعايشة هذه، والشغف باللون والرائحة، وتتبع مساراتهما وهما ينموان بعاطفة الطبيعة تضيف إيمان عزت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «من بين التنويعات اللونية الطروبة للورود، تبرز لوحتان تغمرهما ورود بيضاء ناصعة «استوحيتها من حقول القطن، وإيقاعه بعد زراعته، كنت أعبر بجواره وأراه بلون واحد، ثم اكتشفت أن الطين ذاته له تدريجات لونية مدهشة، فبدأت علاقتي باللون تتغير، فكل الورود في اللوحات هي في حد ذاتها وسيلة ووحدة تلوين».
إيمان عزت، الحاصلة على درجة الدكتوراه في فلسفة التربية الفنية تلخص مغامرتها في هذا المعرض ومعارضها السابقة في جذرية جمالية لافتة مؤكدة «الطبيعة هي مصدر أعمالي، ومشغولة وأنا أستلهمها بأن أصنع حبكة درامية تخصني في لوحاتي».
تبرز هذه الحبكة في التصاق اللوحة بالأرض بتدريجاتها وتضاريسها ومسطحاتها الغنية، فهي البئر الأولى، ومنبع خصب لا ينضب في مشروع إيمان عزت التشكيلي، التي تعتبر أن أحد التحديات الفنية التي تشعر بها هو أن يخرج هذا التعبير الوجداني الذي يملأها بفكرة الأرض بأسلوب فني مُغاير في كل مرة.
«في هذا المعرض اتجهت إلى أسلوب جديد في التلوين، فخرجت الأرض هذه المرة ملونة بشكل لافت، بعد أن كنت أعتمد على الألوان الترابية في معارضي السابقة، ظهرت اليوم تنويعات الأرض والطبيعة بألوان فسفورية، وصريحة».
عشرون لوحة يضمها المعرض تتجاور فيها حالة من الحميمية والأمومة، ما بين اللوحات ذات الحجم الكبير وهي الأغلب، وبين اللوحات ذات الحجم الصغير، وكأنهما عائلة واحدة، يتسامران على السطح، ويتقافزان من الأسفل إلى الأعلى في رشاقة أسلوبية، وضربات فرشاة طفلة، تعرف كيف تصنع بصمتها بمحبة خالصة.
تقول صاحبة «غزل البنات» إن أعداد لوحات هذا المعرض التي بلغت نحو 20 لوحة، استمر أكثر من عام، وأن أحد أبرز تحدياته كذلك كانت في رسم العناصر ودقتها، لا سيما أوراق النباتات والورود «درست تفاصيلها، وكنت أشعر خلال رسمهم أنني أصنع من تلك العناصر قطعاً نسجية، وذلك ضاعف من استمتاعي برسمها، حتى وأنا أقوم بتكرار الورود بشكل كبير في اللوحة الواحدة دون ملل، أعتقد أنه أقرب لشعور الغزل بالنول وتطوير القطعة النسجية الصغيرة إلى مساحات أكبر».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.