الأسير أبو هواش في «غيبوبة متقطعة»

بدأ إضرابه عن الطعام في أغسطس

وقفة تضامنية في الخليل مع الأسير المضرب عن الطعام هشام أبو هواش (وفا)
وقفة تضامنية في الخليل مع الأسير المضرب عن الطعام هشام أبو هواش (وفا)
TT

الأسير أبو هواش في «غيبوبة متقطعة»

وقفة تضامنية في الخليل مع الأسير المضرب عن الطعام هشام أبو هواش (وفا)
وقفة تضامنية في الخليل مع الأسير المضرب عن الطعام هشام أبو هواش (وفا)

عبّرت منظمات دولية وفلسطينية عن قلقها، أمس (الأحد)، بشأن مصير أسير فلسطيني حالته «خطيرة جداً» بعد أكثر من أربعة أشهر من الإضراب عن الطعام. وأكدت زوجته أنه توقف عن النطق منذ أول من أمس (السبت)، ودخل في غيبوبة متقطعة.
وتشتبه إسرائيل بأن أبو هواش على علاقة بهجمات ضدها، وتعتقله إدارياً، أي من دون محاكمة. وينازع الأسير الذي ينتمي إلى حركة «الجهاد الإسلامي»، الموت، وهو المضرب عن الطعام منذ أكثر من خمسة أشهر احتجاجاً على اعتقاله الإداري. وقد بدأ إضرابه عن الطعام في أغسطس (آب) الماضي. وقال المتحدث باسم مركز «شامير» الطبي، لياد أفييل، إن حالة أبو هواش «صعبة ومعقدة».
من جهتها، أكدت عائشة حريبات، زوجة أبو هواش، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن حالة زوجها «خطيرة جداً جداً». وأضافت حريبات التي توجد حالياً معه في المستشفى وسط إسرائيل، أن زوجها في حالة «غيبوبة متقطعة». وقالت: «كان يتحدث همساً لكن منذ أمس لا ينطق أبداً ولا يعرف ماذا يدور حوله». وأضافت الزوجة أنه «حتى إذا أنهى إضرابه ستكون لديه مشكلات صعبة».
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان، أول من أمس (السبت)، عن «قلقها البالغ إزاء تدهور الحالة الصحية» للأسير الفلسطيني. وقالت إن «أبو هواش في حالة حرجة وهو بحاجة إلى متابعة طبية مختصة»، محذرةً من «فقدانه الحياة». أبو هواش (40 عاماً) من مدينة دورا التابعة لمحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، متزوج وأب لخمسة أطفال. وبدأ الأسير الفلسطيني المعتقل منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2020، إضراباً عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله الإداري دون تهمة أو محاكمة.
والاعتقال الإداري موروث من الانتداب البريطاني قبل عام 1948، وتضع إسرائيل بموجبه المعتقل في السجن من دون توجيه تهمة واضحة له. وتتراوح مدة الاعتقال الإداري من ثلاثة إلى ستة أشهر مع قابلية التمديد كما يحدث في كثير من الحالات.
وحذر نادي الأسير الفلسطيني في بيان نقلاً عن المحامي جواد بولس، من «احتمالية وفاة مفاجئة» لأبو هواش. ولم يردّ جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) على استفسارات الوكالة الفرنسية، حول التهم الموجهة لأبو هواش. وقالت الزوجة إن محاميه بولس كان من المفترض أن يقدم أمس «التماساً مستعجلاً للمحكمة العليا يرفقه بتقارير وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة أطباء بلا حدود ولجنة الصليب الأحمر للإفراج عنه».
وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا قد رفضت في وقت سابق الشهر الماضي «التماساً تقدم به المحامي جواد بولس (...) طلباً لتعليق الاعتقال الإداري للمعتقل أبو هواش»، حسب نادي الأسير.
من جانبه، طالب وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، في تغريدة على حسابه على «تويتر»، «الحكومة الإسرائيلية بإطلاق سراح أبو هواش فوراً». وقال: «نحمّلها (الحكومة الإسرائيلية) المسؤولية الكاملة عن حياته». أما القيادي في حركة «حماس» إسماعيل رضوان، فشدد على أن «الأسرى خط أحمر»، مطالباً «المؤسسات الدولية والحقوقية بالتدخل العاجل».
يُذكر أن أكثر من 4650 أسيراً وأسيرة، بينهم نحو 200 طفل وقاصر، يقبعون في المعتقلات الإسرائيلية.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.