خبير بريطاني: ضرر إغلاق «كورونا» كان أكبر من نفعه

أشخاص يضعون كمامات في لندن (رويترز)
أشخاص يضعون كمامات في لندن (رويترز)
TT

خبير بريطاني: ضرر إغلاق «كورونا» كان أكبر من نفعه

أشخاص يضعون كمامات في لندن (رويترز)
أشخاص يضعون كمامات في لندن (رويترز)

قال البروفسور مارك وولهاوس، خبير الأمراض المعدية في جامعة إدنبرة إن ضرر الإغلاق الناتج عن تفشي فيروس كورونا كان أكبر من نفعه.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قال وولهاوس إن فيروس كورونا «شديد التمييز»، حيث إن بعض الناس أكثر عرضة لخطره من غيرهم، من بينهم كبار السن وأولئك الذين يعانون من مشكلات صحية خطيرة.

وأشار العالم البريطاني إلى أن تعميم خطورة الفيروس وما نتج عن ذلك من عزل الجميع وتطبيق إجراءات الإغلاق بمختلف أنحاء البلاد تسبب في ضرر كبير.
وأوضح قائلاً: «هذا الفشل في فهم الاختلافات الواسعة في الاستجابات الفردية لـ(كورونا)، هو الذي أدى إلى استجابات بريطانيا المعيبة لظهور المرض وقيامها بفرض إغلاق وطني طويل الأمد».
وأضاف: «لقد تسببنا في إلحاق ضرر جسيم بأطفالنا وشبابنا الذين سُلبوا من تعليمهم ووظائفهم وحياتهم الطبيعية، فضلاً عن تضرر مستقبلهم المادي، حيث ورثوا جبلاً قياسياً من الدين العام».

وتابع: «كل هذا كان من أجل حماية هيئة الخدمات الصحية الوطنية من مرض يمثل تهديداً أكبر بكثير لكبار السن والضعفاء والمرضى، مقارنة بالصغار والأصحاء. لقد أصابنا الذعر، وهذا الأمر جعل الأزمة أسوأ. باختصار، كان هذا وباءً يستدعي اتباع نهج دقيق للصحة العامة وقد حدث العكس».
وأكد وولهاوس أنه بدلاً من فرض عمليات إغلاق شاملة في جميع أنحاء البلاد، كان ينبغي على الحكومة اعتماد تدابير مصممة لجعل التواصل بين الأشخاص آمناً، مشيراً إلى أن المواطنين قللوا بالفعل من اتصالاتهم مع بعضهم بعضاً مع ارتفاع حالات الإصابة وقبل فرض الإغلاق.
ومع ذلك، رفض وولهاوس دعوات الانفتاح الكامل للمجتمع، مع السماح لفيروس كورونا بالانتشار بين الناس لتحقيق مناعة القطيع.
وأوضح قائلاً: «كان من الممكن أن يؤدي هذا إلى انتشار وباء أكبر بكثير مما شهدناه في نهاية المطاف في عام 2020. كما أن هذه الاستراتيجية تفتقر إلى خطة مقنعة لتوفير الحماية الكافية لأفراد المجتمع الأكثر ضعفاً وكبار السن وأولئك الذين يعانون من ضعف المناعة».
وأضاف الخبير البريطاني أن المملكة المتحدة «أنفقت ثروة على قمع الفيروس وستظل تسدد ديونها الناتجة عن ذلك لأجيال قادمة، في حين أنها لم تنفق أي شيء تقريباً على حماية المستضعفين في المجتمع».
وأكد وولهاوس أن «عمليات الإغلاق تدل على فشل سياسات الصحة العامة».


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.